استطاع منظموا وقفة 20 مارس 2011 بالقصر الكبير، النجاح في إيصال خطابهم للجهات الرسمية، في كونهم قادرين على التعبير الحضاري عن مطالبهم دون اللجوء للتخريب، كما حدث يوم 20 فبراير حيث طالت أيادي الدمار عدة مؤسسات بالمدينة. وهكذا وقبيل يوم 20 مارس ،عرفت المدينة حركة نشطة لبعض الإطارات الجمعوية، كالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، و التي دخلت أسبوعا نضاليا رابعا ،تميز بأشكال نضالية نوعية، والتضامن مع حركة 20 فبراير في أشكالها النضالية السلمية الحضارية ،مع دعوة كافة معطلي المدينة للمشاركة في تظاهرة 20مارس للمطالبة بالحق في الكرامة والعدالة الاجتماعية والشغل للجميع . أما التنسيقية المحلية للنضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بالقصر الكبير، فقد دعت جماهير المدينة إلى أن تكون في الموعد يوم 20مارس للنضال ضد المخططات المخزنية الرامية لجعل المدينة مختبرا لتجارب طبقية ممنهجة، جعلت منها بؤرة للإقصاء والتفقير والتهميش وتفشي مجموعة من الظواهر الاجتماعية السلبية، وقد طالبت هذه التنسيقية عبر ندائها المؤرخ ب 17 – 03 – 2011 بإقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، وقضاء مستقلا ونزيها، وحل الحكومة الحالية والبرلمان، ثم الفصل بين السلطة والثروة ،والقضاء على اقتصاد الريع ، وعدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية ،وتقديم خدمات اجتماعية عمومية مجانية وجيدة، وسن سياسة اجتماعية لخدمة المواطن تضمن الشغل للجميع وتكافؤ الفرص،، وقد ختم نداء التنسيقية برفع اللاءات التالية : لا لحكومة العائلات الفاسدة ،،لا لبرلمان التزوير والفساد ،،لا للمؤسسات الاستخبارية،، لا للقمع والاعتقالات التعسفية ،، لا لنهب المال العام والتلاعب بمقدرات البلاد . من جهة أخرى كان لشباب 20 فبراير – القصر الكبير – أن وزع ليلة 20 مارس نداء لساكنة المدينة من اجل المشاركة في التظاهرة السلمية بساحة علال بن عبد الله، لقول- حسب النداء - : { كفانا حكرة وقهرة وبلطجة واعتقالات، كفانا فقرا وجوعا وغلاء، وأجورا هزيلة ، كفانا تهميشا واستغلالا ، قمعا وزرواطة }. وبالرجوع لتظاهرة اليوم فقد كان عدد المشاركين متواضعا ، بالرغم من التعبئة المكثفة، ويتساءل المتتبعون هل مرد ذلك إلى الخطاب الملكي السامي ليوم 9 مارس والحامل لإصلاحات دستورية هامة ؟؟ أم إلى الأحكام القاسية التي صدرت على خلفية أحداث 20 فبراير 2011 بحيث كانت رادعا قلص من حجم المشاركة . وبالمناسبة فقد شاركت اسر معتقلي 20 نونبر في تظاهرة اليوم رافعة لا فتة كتب عليها : اسر وعائلات المعتقلين في 20فبراير تطالب بإطلاق سراح أبنائها، لا للظلم نعم للحرية، دون قيد أو شرط . وتميزت التظاهرة عموما بحمل الشعارات المعهودة المنددة بالسياسات المتبعة،، والمطالبة بالحق في العيش الكريم ودستور شعبي والهتاف ب {الشعب يريد إسقاط الفساد} مع رفع صور رموز الشيوعية، في تظاهرة ضمت عناصر من العدل والإحسان ونقابيين وأطيافا مختلفة .