لا بد لكل قصري يغار على مدينة القصر الكبير أن يبذل ما في وسعه للمساهمة في تنميتها ،بشكل أو بآخر، و إصلاح مواطن القصور فيها، و الإلحاح على توفير مطالبها، و ما تحتاج إليه مما ينسجم و تطلعات ساكنتها، إلى الحياة المطمئنة و الكريمة، و بالمقابل يتعين تعداد محاسن القصر الكبيرو مميزاته الأثرية و غيرها، و هي كثيرة و متنوعة، جديرة بالإشادة و الافتخار بها، استجابة للأمانة التاريخية و التماسا للتوازن الفكري المناهض للرؤية الأحادية المفضية، إما إلى الاكتفاء بالعيوب و المشاكل، و خلق جومن التشاؤم البغيض، أو إلى التفاؤل المبالغ فيه، و المولد للغرور الذي يمنع من الارتقاء نحو الأفضل. و ليس من غلو القول، الإشارة إلى أن القصر الكبير كان و لا يزال منهل العلم الصافي، و ينبوعا فياضا لتعاليم الإسلام السمحة، و حياضا خصبا لرجال الفكر و الفن و الصناعة التقليدية على اختلاف أصنافها .و هو مدينة ترفل في حلل الطبيعية الزاهية، و الليالي المشوبة بعطر العبادة،و عشق السمر كما قال الشاعر السوري القدير نزار قباني إبان زيارته للقصر الكبير: " أجمل ما في القصر الكبير ليله " و أبهر المحاسن في هذه المدينة، انفتاحها و سعة صدرها لكل الوافدين عليها، و ميل أهلها إلى الدعابة و حسن تناول الأشياء بذكاء و وداعة و إتقان. و يشهد لهم التاريخ بحبهم للعمل و مضاء العزيمة و شهامة الطبع، بل لعل ما يمتازون به أكثر نبل الإحساس و كرم الضيافة و الإحسان إلى المستضعفين، و خير مثال على ذلك،آنتشار الأعمال الخيرية و الإنسانية، و المبادرات التضامنية للمحسنين ، و خاصة في هذا الشهر المبارك. بارك الله عز و جل في أبناء القصر الكبير الأسخياء، و جعلهم نبراسا وهاجا يحتذى بهم لخير مدينتنا العزيزة، و نهضتها و مجدها طوال السنين المقبلة،في جميع المشارب و المجالات....