التقطت هذه الصورة بأحد شوارع مدينة القصر الكبير بعدسة المصور الحاج بنونة منتصف الستينيات من القرن الماضي، وتضم الصورة شاعر القومية العربية الراحل نزار قباني، رفقة مجموعة من المثقفين من مدينة القصر الكبير وخارجها. تعود الصورة إلى سنة 1965 عندما زار الشاعر الراحل نزار قباني، مدينة القصر الكبير، بدعوة من جمعية "أصدقاء ابن حزم"، و كان نزار يبلغ خلالها 42 سنة، كما كان يشتغل حينها بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، التي استقال منها سنة 1966، حيث أسس دارا للنشر ببيروت وتفرغ لنظم الشعر. وحظيت زيارة قباني للمدينة باهتمام واسع داخل القصر الكبير وخارجه، حيث جرى استقباله استقبالا حارا. ونظمت له بالمناسبة أمسية شعرية بالمسرح البلدي، أمتع خلالها جمهوره من شعراء وأدباء وأساتذة وطلبة بأروع قصائده وأشعاره، التي نظمها في الغزل والحب والقومية العربية، التي لطالما ألهبت صدورهم. ;قضى نزار قباني ثلاثة أيام بالقصر الكبير وتحديدا بدار الملالي، كما جالس مثقفي المدينة في المقاهي الأدبية، وتجول في شوارعها خاصة شارع مولاي على بوغالب، وأعجب كثيرا بالمدينة خاصة ليلها، إذ جلس بإحدى الكراسي العمومية بشارع مولاي علي بوغالب وأنشد قائلا "وأجمل ما في القصر ليله".