قال البشير الدخيل، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، إن الصحراء تعاني من مسيرين خائنين للأمانة الوطنية، يستببون بخيانتهم في اختلالات عميقة تهمُّ مفهوم المواطنة التي يرتضيها الصحراويون المغاربة. وأضاف الدخيل الذي أطر ندوة فكرية في القصر الكبير، إلى جانب محمد بلغيث، ماء العينين وعبد الفتاح الفاتحي، وعبد الفتاح البلعمشي، أن هؤلاء المسيرين أشاعوا الكثير من السلوكيات العابثة في الأقاليم الجنوبية، فأنتجوا مواطنين اتكاليين بدون عمل. بل أصبحت المواطنة صكا يباع من خلال بطائق الإنعاش "الكرطيات" التي تقلل من قيمة المواطنة الحقيقية التي يجب أن تسود الجميع دون فئة على أخرى، بمَا لا يُؤسس لمواطنة حقيقية. وشددَ المتحدث ذاته، علَى أنَّ المغرب صحراوي بالضرورة، بحيث أنَّ حكام المغرب على مر التاريخ كانُوا من أصول صحراوية، كالمرابطين والمواحدين وغيرهم، ولذلك لا يمكننا تصور المغرب من دون الصحراء، كمَا لا وجود لمغرب من دون فضائه الطبيعي؛ الصحراء. وأردف الدخيل أن الصحراويين مغاربة من "مجتمع البيضان" لهم حرمة وكرامة، ولا يزايدون بها على أحد، وهم في وطنهم لا يريدون من أحد صدقة أو مساعدة ولكن يريدون حقهم في المواطنة الكريمة، ويريدون عدالة اجتماعية مفقودة بسبب تفشي الفساد في نمط التدبير المحلي. ودعا القيادي السابق في البوليساريو إلى الكف عن ازدواجية الخطاب بين اتهام الجزائر أو القول بوجود مؤامرة خارجية إلى التأكيد على أننا نحن المغاربة لنا جزء كبير في الوضعية الاجتماعية الصعبة في الأقاليم الجنوبية، وضع يصنعه العديد من العبثيين دون محاسبة. وقال إنه علينا أن نحاسب المسؤولين عن الملايير التي تم صرفها في الصحراء، دون أن يظهر لذلك أثر، مستغربا عدم محاسبة المسؤولين وهم أقلية تستفيد من خيرات الصحراء ومما تصرفه الدولة على الأقاليم الجنوبية دون أن يصل ذلك إلى المواطنين. وأجمع المتدخلون الذي شاركوا في الندوة الفكرية التي نظمها منتدى كفاءات من أجل المغرب فرع القصر الكبير ووداية أبناء الحي سيدي يعقوب، أول أمس، حول موضوع: الصحراء المغربية ورهانات المرحلة، علَى أن قضية الصحراء تقتضي تفعيلا قويا للدبلوماسية الموازية البرلمانية والحزبية والمدنية، منبهينَ إلى ما باتت تستثمره البوليساريو في هذا المجال، حيث راكمت العديد من نقط قوة، بالنظر إلى اختراقها للبرلمان السويدي، فيما لا تزال الدبلوماسية الرسمية المغربية غير مراهنَة على العمل المدني.