تحل الذكرى التاسعة والعشرون للمسيرة الخضراء، في ظل تطورات متناسلة، وطنية وإقليمية ودولية، تشهدها في الأيام الأخيرة قضية الصحراء المغربية، وهي التطورات التي يرى رئيس الجمعية المغربية للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات أن الشعب المغربي، بكافة تنظيماته، يظل غائبا فيها. لذلك يقول عبد الفتاح البلعمشي، رئيس الجمعية، إن الشعب المغربي هو الذي عليه دور التحرك الآن مثلما تحرك في المسيرة الخضراء لحل قضية الصحراء المغربية. وعزا البلعمشي، في حديث مع التجديد، ما وصفها بالإخفاقات على مستوى ملف الصحراء، خاصة الديبلوماسية منها، إلى "عدم تحرك الشعب في استكمال الدفاع عن قضيته الوطنية واسترجاع صحرائه بيده"، لذلك، يضيف المتحدث، "ينبغي أن نأخذ الحكمة من المسيرة الخضراء، فالجانب الرسمي إن كان يقوم بمهامه في منتديات معينة، فإن ذلك يجب أن يوازيه بالضرورة تحرك المجتمع، ممثلا في تنظيماته ومنتدياته، وفي الباحثين والبرلمانيين والجامعيين وكل أطراف الديبلوماسية الموازية، متمثلين في ذلك مشهد المسيرة نفسه الذي يجسد التحالف بين الإرادة الملكية وبين إرادة الجانب الرسمي والمجتمع برمته لإيجاد حل نهائي وسلمي متفاوض عليه يضمن السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية. ولا يتفق البلعمشي مع الآراء الداعية إلى تنظيم مسيرة سلمية شعبية ثانية لأقاليمنا الجنوبية، مؤكدا أن المسيرة التي يجب أن تستكمل في الصحراء المغربية هي مسيرة التنمية وإرساء دعائم الديموقراطية والجهوية في هذه الأقاليم، مع ضرورة إعطاء الحق للمواطن الصحراوي المغربي في إبداء رأيه في كافة المشاورات والقرارات المتعلقة بملف الصحراء. يونس البضيوي