كارثة على الطريق سببها شاحنة لنقل الأسماك، حولت حياة عدد من الأسر إلى مأساة برائحة الموت والألم. حادثة سير دموية، وصفها البعض ب «جريمة مع سبق الإصرار والترصد»، اقترفها سائق متهور صدم بشاحنته الكبيرة سيارة أجرة على الطريق الرابطة بين تطوانوالعرائش، حينما أصر على التجاوز في مكان ممنوع. ورغم كبر الشاحنة وثقلها وطولها فلم يكن ليهمه ما سيجده في الاتجاه المعاكس، ليسحق «طاكسي كبير»، كان قادما من تطوان في اتجاه العرائش، حيث كانت الحصيلة ثقيلة، ثلاثة قتلى في «دقة واحدة»، سائق السيارة، وعنصران من الأمن أحدهما شاب حديث الإلتحاق بالعمل في سلك الشرطة. نهاية مؤلمة جدا لرحلة لا تختلف عن رحلات عبر الطريق قد لا يصل فيها المسافرون إلى محطتهم النهائية، والسبب تهور عدد من السائقين، وكذلك وضعية الطريق الرابطة بين تطوانوالعرائش، التي وصلت إلى مرحلة مقلقة من التردي، لكن يبدو أن عددا من المسؤولين لم يروا بأم عيونهم هذه الوضعية الطرقية المتدهورة، حيث يختار أغلبهم الطريق السيار من جهة طنجة. «السادة الوزراء مكيعرفوشي هاذ الطريق، هم كايمشيوا لوطوروت ديال طنجة كلشي مخلص عندهم»، يقول أحد السائقين الذي يعاني الويلات مع تلك الطريق الرابطة بين تطوانوالعرائش، حيث يعبرها في ذهابه وإيابه، وفي جميع الأحوال الجوية. نفس الوضعية مزعجة يصادفها المسافرون عبر سياراتهم أو وسائل النقل العمومية، وهم يقطعون هذه الطريق. المتضررون يطالبون وزارة التجهيز والنقل أن تضع في اهتمامها هذه الطرق المتهالكة، خصوصا الطريق الرابطة بين تطوانالعرائش وشفشاون. بعض المصادر من أبناء المنطقة الشمالية، خصوصا سكان مدن تطوانوالعرائش وشفشاون وأصيلة وغيرها من القرى المجاورة، يعتقدون أن الجهات المسؤولة، لا تلي اهتماما لهذه الطريق رغم تآكل بنيتها التحتية، وذلك لفائدة الطريق السيار طنجة، التي تضيف لأي مسافر عبرها مسافة تزيد عن 50 كلمترا. ورغم رداءة وضيق هذه الطريق الوطنية، فهي مازالت تشهد حركة سير كثيفة لمختلف وسائل النقل، مما يتسبب في حوادث سير مؤلمة، يكون فيها الضحايا من ركاب السيارات والطاكسيات، الذين لا ينجون في أكثر الحالات من بأس «الحديد الكبير».