على مر الحضارات التي تعاقبت على تاريخ المغرب القديم والوسيط، كان أجدادنا المغاربة يبدعون في مجالات مختلفة، ويقدمون أمثلة عديدة على التطور الكبير الذي حققوه في مجالات الطب والعمارة والبناء والعلوم والأدب والشعر، في وقت كانت فيه أوروبا لا تزال غارقة في بحر من الجهل والتخلف والأمراض، وهذا ما دفع بعدد من العلماء الأوروبيين الى ترجمة أعمال الأطباء والعلماء المغاربة ومحاولة الاستفادة منها، في أوروبا، وكمثال بسيط على ذلك، فإن جامعة القرويين لعبت دورا كبيرا في انتشار العلوم والأرقام العربية إلى ربوع أوروبا... في هذا الخاص نتوقف لنلقي الضوء على أبرز مفاخر المغرب المنسية التي قد لا يعرف عنها الجيل الحالي أي شيء تقريبا.. شهد النصف الثاني من القرن الخامس عشر مجموعة من الوقائع الهامة التي أثرت في مجريات الأحداث بحوض البحر الأبيض المتوسط، بل وفي العالم بأسره على اعتبار أن هذه المنطقة مثلت في تلك الفترة قلب العالم النابض، حيث دخل العثمانيون القسطنطينية معلنين بداية التوغل العثماني في أوربا ونهاية أسطورة الامبراطورية الرومانية العظيمة، حتى أن محمد الفاتح أقسم على ألا يتوقف حتى يربط فرسه في كنيسة القديس بطرس بروما، وفي الجنوب الغربي من أوربا أسلم أبو عبد الله الصغير غرناطة لفرناندو وإليزابيث، معلنا نهاية الوجود الإسلامي بالأندلس، صحيح أن السقوط المدوي للأندلس قد ارتبط بشكل كبير بضعف سلطان المرينيين بالمغرب وتفكك أوصال دولتهم، ولكن المغرب، يومها، لم يكن قد فقد كل مقومات النهوض الحضاري، وقد قادت نشوة استرداد الأندلس الصليبيين إلى محاولة تعزيز نفوذهم بالبحر الأبيض المتوسط وإلى التطلع إلى مجاهل إفريقيا الغنية بالذهب بعد احتلال سبتة التي كانت على الدوام نقطة انطلاق الأعمال الحربية للمغاربة ببلاد الأندلس، كما قاد النصر إلى تدشين انطلاق الاكتشافات الجغرافية بحثا عن الثروات وخاصة في اتجاه القارة الأمريكية. ولأن هزيمة بني الأحمر بغرناطة كانت في واقع الحال هزيمة للمغاربة الذين غذوا الوجود الإسلامي بالأندلس على امتداد ثمانية قرون، فقد رأى البرتغاليون أن الفرصة سانحة للإجهاز على المغرب الذي مزقته التطاحنات السياسية الداخلية، بل إن منطق الأحداث نفسه دفع البرتغاليين إلى خوض مغامرة اجتياح المغرب، أولا لأن الأندلس لم تكن قد خلت تماما من الوجود الإسلامي، فلا بد وأن يحلم أبناء وأحفاد الموريسكيين المهجرين إلى عدوة المغرب بنصرة إخوانهم الذين تعرضوا لأبشع أنواع الاضطهاد على يد محاكم التفتيش، وأن يحلموا بالعودة إلى ديار آبائهم وأجدادهم، وثانيا لأنه لا سبيل إلى الوصول إلى المناجم الإفريقية إلا باجتياح المغرب، وثالثا لأن مواجهة الخطر البحري العثماني في البحر الأبيض المتوسط ستصبح أكثر فعالية إذا سيطرت دولة البرتغال ومن خلفها أوربا على المغرب، بل إن السيطرة على المغرب ستجهض كل محاولة عثمانية لمنافسة أوربا في المحيط الأطلسي وما خلفه من الأراضي المستكشفة. هذه الأسباب مجتمعة جعلت البرتغاليين المعروفين بفروسيتهم وشجاعتهم يتحرقون شوقا لقتال المغاربة، وفي ذلك يقول فاسكو كاربالو أحد الضباط البرتغاليين «كان شباب البرتغال يتمرن على القتال ولكن ضد من؟ أين يجد العدو؟ إذ أننا من جهة عقدنا الصلح مع قشتالة، ومن جهة أخرى يواجهنا البحر، ولكن بمقتضى تقاليدنا وديننا ومصلحتنا فإن العدو لا يزال هو المسلم فإذا كان قد التجأ إلى ما وراء البحار فيجب أن نذهب للبحث عنه هناك، يجب أن نطارد الوحش في مكمنه». أوضاع المغرب قبل المواجهة في المغرب قامت الدولة السعدية على أنقاض الدولة الوطاسية، وبعد وفاة الغالب بالله تولى زمام الأمور ابنه محمد الذي سمى نفسه بالمتوكل على الله، ولم يكن المتوكل عادلا ولا متوقفا في الدماء رغم فقهه وأدبه، ففتك بأقرب المقربين منه ليرسخ في ذهن رعيته أنه لا يرحم مخالفيه مهما بلغت درجة قرابتهم منه، فكيف يصنع بغيرهم؟ وقد بدأ بإخوانه فقتل منهم اثنين وسجن ثالثا، ولأن عمه أبا مروان الملقب بالمعتصم بالله، كان أكبر منه سنا وأولى منه بحكم المغرب فقد خشي على نفسه من بطش المتوكل، وما كان منه إلا أن لجأ رفقة أخيه أحمد إلى السلطان العثماني سليم بن سليمان، طلبا لمعونته ونجدته، وقد أمد السلطان العثماني المعتصم بالله بخمسة آلاف جندي فأغار بهم على المتوكل وهزمه قرب مدينة فاس ودخلها عام 983 ه، ثم بسط سلطانه بعدها على مراكش، ففر منه المتوكل إلى سوس ومنها إلى سبتة ثم طنجة حيث استصرخ بسبستيان ملك البرتغال، الذي وجدها فرصة سانحة لتحقيق أحلام البرتغال التوسعية. بث الفرقة في الصف المغربي كان سبستيان ملكا شابا متدينا يملؤه الحماس فقر قراره على اجتياح المغرب غير ملتفت لتحذيرات خاله فيليب الثاني، وهكذا فقد وجه سفنه المحملة بالجنود من ميناء لشبونة يوم 24 يونيو من عام 1578م نحو المغرب لترسو في طنجة في 9 يوليوز. كان من غير المقبول لدى المغاربة أن يستعين واحد من أمرائهم بخصومهم في الدين لحل نزاع داخلي، وهذا ما يفسر قلة أعداد الملتحقين بالمتوكل من المغاربة إذ لم يتجاوز عددهم الستمائة، ومعظمهم كانت تربطه مصالح مادية بالمتوكل دون أن يؤمن بدعوته ومسلكه في الدفاع عن ملكه الذي ضاع بسبب بطشه واستبداده . وقد التفت المتوكل إلى هذه الثغرة قبل اندلاع المواجهة بين سبستيان وبين أعمامه فحاول إحداث شرخ في صف المغاربة وحاول استمالة أكبر عدد منهم إلى صفه، فأرسل إلى أعيان المغرب الأقصى يعدهم ويمنيهم ويتوعدهم في نفس الوقت، مبررا لجوءه إلى سبستيان، وكان مما جاء في رسالته «ما استصرخت بالنصارى حتى عدمت النصرة من المسلمين وقد قال العلماء: إنه يجوز للإنسان أن يستعين على من غصبه حقه بكل ما أمكنه» ثم أردف مهددا : «يقول تعالى (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)». غير أن علماء المغرب نابوا عن الأمة جمعاء في دحض شبهاته فردوا عليه «الحمد لله كما يجب لجلاله والصلاة والسلام على سيدنا محمد... وبعد فهذا جواب من كافة الشرفاء والعلماء والصلحاء والأجناد من أهل المغرب... قال عليه الصلاة والسلام «إني لا أستعين بمشرك» فأسقطوا بذلك حجته وحالوا بينه وبين تفتيت وحدة المغاربة. تفاصيل المعركة حين علم المعتصم بمسير سبستيان إليه تأهب للقائه وأرسل إلى أخيه أحمد بفاس يأمره بأن يخرج إليه بجند فاس وأن يتهيأ لحرب فاصلة سيتقرر معها مصير المغرب ووضعه بين الأمم، ودعا الشيخ أبو المحاسن الفاسي أهل «القصر الكبير» للاستعداد للمواجهة، وأوصاهم بالثبات بعد أن حاول بعضهم الفرار عند معاينة الجيوش الجرارة التي قادها سبستيان في حملته على المغرب، وقد خشي المعتصم أن يُغير جنود البرتغال على العُزل فكتب إلى ملكهم «إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك وجوازك العدوة، فإن ثبت إلى أن نقدم عليك فأنت نصراني حقيقي شجاع، وإلا فأنت كلب ابن كلب» فتحركت نخوة سبستيان ولبث ينتظره شهرا كاملا. كان الجيش البرتغالي مؤلفا من مائة وخمسة وعشرين ألف مقاتل ومزودا بما يفوق أربعين مدفعا ويضم إضافة للبرتغاليين عشرين ألف إسباني، وثلاثة آلاف ألماني، وسبعة آلاف إيطالي بالإضافة إلى جنود المتوكل الذين لم يتجاوزوا ستمائة. وأما المغاربة فقد بلغ عددهم أربعين ألفا فيهم الجنود النظاميون والمتطوعون ومعهم ما يناهز عشرين مدفعا، وقد أبى العثمانيون إلا أن يدلوا بدلوهم إلى جانب إخوانهم المغاربة فأرسلوا كتيبة من المقاتلين المتمرسين يرأسهم القائد رضوان الذي عرف بمهارته في استخدام المدافع. لجأ المعتصم بالله إلى الحيلة لتدارك نقص العدد والعتاد وحاول استدراج خصمه إلى المكان الذي يحدده هو ورجاله سلفا، وحين استقر رأيه على اختيار ساحة فسيحة مشرفة على وادي المخازن كتب إلى سبستيان الذي كان قد اتخذ من أصيلا مقرا لقيادة عملياته «إني قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة، فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي». ل قد اغتر سبستيان بتفوقه العسكري وظن أن مدفعيته ستحسم النزال لصالحه، ولم يدر بخلده أن خصمه يستدرجه إلى ساحة ستمكن خيله من التحرك بسهولة لأن عدد الفرسان المغاربة يفوق عدد فرسان سبستيان، وتلك كانت نقطة تفوق الجيش المغربي التي أحسن المعتصم استغلالها. وهكذا عبر سبستيان جسر وادي المخازن غير مبال بتحذيرات حليفه المتوكل وخيم قبالة الجيش المغربي منتظرا لحظة الحسم التي سيثأر فيها لهزائم أجداده. كان سبستيان يعي أن تلك المعركة ليست كغيرها من المعارك التي خاضها الصليبيون ضد المغاربة منذ الفتح الإسلامي الذي دشنه طارق بن زياد فتلك هي المرة الأولى التي سيعبر فيها جيش ضخم إلى عدوة المغرب بهدف اجتياحه. إن عبور سبستيان لقنطرة وادي المخازن كان أولى خطواته نحو الهزيمة فقد جعل جيشه لقمة سائغة للفرسان المغاربة وعزل رجاله عن أسطوله البحري الرابض بالسواحل المغربية، وقد قدم سبستيان المدفعية بين يديه ووضع المتوكل في ميمنة الجيش وأحاط نفسه بأربع كتائب في الوسط ووضع الفرسان في المجنبتين، وأما السلطان المغربي فقد جعل المدفعية في المقدمة ووضع رماة الفرسان والمتطوعة الذين قادهم الشيخ أبو المحاسن في المجنبتين وجعل القيادة في القلب تحت إمرته، ثم أبقى على قوة احتياطية أوكل إليها مهمة التدخل وإرباك الخصم بعد اصطدام الجيشين وتتبع فلول المنهزمين بعد انتهاء المعركة. في صبيحة الإثنين الموافق ل 30 جمادى الثانية من عام 986 ه الموافق لعام 1578م وقف المعتصم خطيبا في جيشه فألهب حماس رجاله وانغمس بنفسه في العدو رغم مرضه الشديد بعد أن أصدر أوامره لأخيه أحمد بتخريب القنطرة لإعاقة تراجع قوات سبستيان، واحتدم القتال بين الطرفين فأعلن الرهبان أن البابا أحل من الخطايا والذنوب كل أولئك الذين يلقون حتفهم في المعركة وانبرى أبو المحاسن من بين الصفوف يوصي المغاربة بالثبات ويستثير مكامن الحماسة في نفوسهم، فانطلقت النيران من الجانبين تحصد أرواح المتحاربين واندفع الفرسان والمشاة إلى ساح الوغى كل يحلم بإحراز المجد والشرف لأمته. ولم يمهل المرض المعتصم بالله فعاجلته سكرات الموت وهو على ظهر فرسه فحمله حاجبه رضوان العلج في محفة إلى خيمته وأخفى نبأ وفاته لئلا يفت ذلك في عضد الجنود، وأما شقيقه أحمد، الذي سيلقب بالمنصور لاحقا، فقد نفذ مهمته على أتم وجه ثم انقض على مؤخرة العدو فأحدث الهرج والمرج في صفه. وقيل إن الدون سبستيان قاتل قتال الأبطال إلى أن لقي حتفه ففر رجاله ومعهم المتوكل لا يلوون على شيء ووقع معظمهم في النهر فغرق منهم خلق كثير ووقعت في الأسر منهم جموع غفيرة. وكان المتوكل من بين الغرقى وقد عثر على جثته طافية على سطح الماء فسلخ وحشي تبنا وطيف به في أرجاء المغرب ولذلك أطلق عليه لقب المسلوخ، ولأن معركة وادي المخازن شهدت وفاة ثلاثة من الملوك فقد أطلق عليها المؤرخون اسم معركة الملوك الثلاثة. نتائج المواجهة انتهت المعركة بنصر ساحق للمغاربة ولم تقم للبرتغال بعدها قائمة وقد التف المغاربة حول أحمد المنصور وبايعوه خليفة عليهم ولما يغادروا أرض المعركة، فتوافدت عليه الرسل من كل أقطار الأرض مهنئة ومن ضمنها رسل العثمانيين والفرنسيينوالبرتغاليين أنفسهم. وقد فتحت معركة الملوك الثلاثة الباب مشرعا أمام الانطلاق في بناء دولة قوية عظيمة كان في مقدورها أن تستعيد أمجاد الموحدين والمرابطين، لولا الاضطرابات التي عصفت بها وأفضت إلى دخول الأمة المغربية في مرحلة جزر حضاري وجمود فكري وركود علمي بعد قرون من الريادة والسيادة. هكذا أضاع المغاربة حكم أمريكا لقد أدت مجموعة من العوامل إلى الحيلولة دون استثمار الملك أحمد المنصور الذهبي لنصر وادي المخازن استثمارا ملائما، ومن بين هذه العوامل حدوث بعض الاضطرابات وقيام ثورات تطلب إخمادها جهدا ومالا ووقتا طويلا، فقد نزع عرب الخلط يدهم من بيعته، وثار عليه الحاج قرقوش ببلاد الهبط، وخرج عليه الناصر بن عبد الله الغالب بمساعدة القشتاليين، وانقلب عليه ولي عهده الشيخ المامون، كل ذلك حال دون استفادة المغرب من نصر وادي المخازن، يضاف إليه أن اهتمام المنصور الذهبي ببلاد السودان صرفه عن محاربة الإسبان والبرتغال. فالسودان كان مجاله الحيوي الذي لا ينافسه فيه أحد علاوة على أن علاقته بالعثمانيين كانت متقلبة وقد وصلت حد التصادم على نحو ما ذكر صاحب «الاستقصا» بسبب دسائس وزير البحرية العثماني الذي كان يبغض المنصور الذهبي، وكادت الحرب تقع بين المغاربة والعثمانيين لولا فطنة المنصور وحاشيته ومبادرته إلى إرسال الوفود والهدايا للسلطان مراد. إن غزو الإسبان ما كان ليؤتي أكله إلا بمهادنة العثمانيين والتحالف معهم، وهو ما مالم يتم في ذلك الوقت، فالكل بدأ ينظر إلى الدولة السعدية نظرة الريبة والشك فبعد وادي المخازن بدا المنصور بطلا في نظر الأمة الإسلامية كلها، فتعلقت به قلوب المشارقة والمغاربة أجمعين ولعل سائلا أن يتساءل ماذا كان بوسع المنصور الذهبي أن يفعل بعد وادي المخازن؟ هل كان المغرب في وضع يسمح له بالتوسع بعد نصره في المعركة؟ لا يشير المؤرخون المعاصرون للمنصور كابن القاضي وعبد العزيز الفشتالي ولا حتى أولئك الذين جاؤوا بعدهم بفترة يسيرة مثل اليفرني واليوسي وغيرهم ممن اعتنى بتاريخ الدولة السعدية أدنى إشارة إلى ما يفيد في الإجابة عن هذه الأسئلة، ولكن الوثائق التي عثر عليها لاحقا ومن ضمنها مراسلات خاصة بين المنصور الذهبي وبين ملوك عصره، من جهة، وبين علماء المغرب والمنصور، من جهة أخرى، أماطت اللثام عن تطلع المغرب إلى إنقاذ ثغوره المغتصبة وإلى البحث عن مواطن قدم في الهند الشرقية وفي القارة الأمريكية نفسها، ومن تلك المراسلات رسالة وجهها العالم المحدث رضوان بن عبد الله الجنوي للمنصور يحثه فيها على انتزاع الثغور المغربية من يد الأعداء، وكان مما جاء فيها «الله الله في الحزم وإمضاء العزم، وهو ما ظهر لرعيتكم من انتهاز هذه الفرصة الممكنة في هذا الوقت من الحركة لمدائن الكفار التي هي طنجة وأصيلا وسبتة فإنهم في هذه الساعة في دهش وخزي وخذلان... وقد بلغني أن بعض الناس ممن تخلف عن هذه الغزوة (وادي المخازن) أنهم أصابهم أسف وحزن عظيم وحرقة وندم على ما فاتهم من الحضور معكم» وهناك مراسلات أخرى بين المنصور السعدي وملكة بريطانيا إليزابيث أشار إليها العلامة عبد الهادي التازي والعلامة محمد بن تاويت تضمنت مباحثات بين المغرب وابريطانيا بشأن التخطيط لانتزاع الهند الشرقية وأمريكا من أيدي الإسبان. كان المغرب حينها يتوفر على كل الإمكانيات لتنفيذ هذا المخطط بدءا بالسفن و الخبرة في مجال الملاحة البحرية ومرورا بالمال اللازم لتجهيز الحملات البحرية وانتهاء بالطاقات البشرية القادرة على تنفيذ المشروع، غير أن ما ذكرناه من الأسباب حال دون توجه المغاربة نحو أمريكا وحال دون حصولهم على موارد كان في حكم المؤكد أنها ستعيد للمغرب سابق مجده فيما سيستقبل من أيامه ولكن التطاحنات السياسية والتشوف إلى الحكم والسلطان أدخل المغاربة في دوامة من الصراعات استنزفت مقدراته وحالت دون استعادة إرث أسلافهم الموحدين والمرابطين.