الرجال الآليون سيكونون جيش المستقبل، هذا ما يتصوره باحث أميركي ربط الحقيقة العلمية بالخيال السينمائي، محذراً من تحول هؤلاء الرجال وقتذاك إلى آلات عديمة الرحمة. فقد قال سينغر أمام تجمع من نخبة ''تيد'' –وهي اختصار لثلاث كلمات: التقنية، الترفية، التصميم- ''إننا في مفصل ثوري في الحرب يماثل اختراع القنبلة الذرية''. ويتنبأ سينغر -الذي ألف عدة كتب حول الجيش- بأن نصف الوحدات العسكرية الأميركية سيكون بشرياً والآخر آليا بحلول عام 2015. إلا أن الباحث حذر من أنه بينما يؤدي استخدام الرجال الآليين في الجيش إلى الحفاظ على أرواح الجنود البشريين، فإن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الحرب من خلال جعل آلات عديمة الضمير تقوم بالعمل القذر نيابة عن الجنود. وقال سينغر إن ''الولايات المتحدة تأتي في مقدمة الدول التي تسعى لإنشاء جيش من الآليين، لكن من حيث التقنية لا يوجد شيء اسمه ميزة دائمة''، مضيفاً أن روسيا والصين وباكستان وإيران يسعون لمثل هذا الجيش الآلي. ويجند الجيش الأميركي فعلياً جنوداً مستخدماً لعبة حربية خاصة، وبعض نماذج الأسلحة الحقيقية كأدوات تحكم في هذه الألعاب. كما أنه من الشائع حالياً استخدام الطائرات بدون طيار أو الآلات القادرة على التعامل مع القنابل في مناطق الحروب. وحذر سينغر كذلك من وجود تقاطع ''مقلق'' بين الإنسان الآلي (الروبوتات) والإرهاب، مشيراً إلى وجود مواقع إلكترونية تتيح لزائريها تفجير قنابل يدوية الصنع من خلال حواسيبهم المنزلية. واعتبر أنه من السهل جعل الروبوتات تنفذ عمليات انتحارية دون أن يتعب المرء نفسه في إقناعها بذلك. العاطفة والإحساس ويحاول مصمم الرجال الآليين ديفد هانسون إضفاء ملامح بشرية على الآلات من خلال منحها وجها بلحم اصطناعي وجعلها قادرة على قراءة التعابير البشرية كي تتمكن من محاكاتها. وقال هانسون إن ''الهدف هنا ليس فقط تحقيق الإحساس وإنما العاطفة''، مضيفاً ''بما أنه يمكن للآلات أن تقتل فإن زرع العاطفة فيها قد يكون الأمل لمستقبلنا''. وقدم هانسون استعراضاً لإنسان آلي شبيه بشخصية العالم ألبرت آينشتاين، بمقدوره أن يتواصل بصرياً وأن يحاكي التعابير البشرية. ويقول المنسق في تجمع ''تيد'' كريس أندرسون ''لقد ابتسمتُ في وجه هذا الشيء وكدت أخرج من جلدي عندما رد الابتسام إلي''.