يسجل الكثيرون لمدينة القصر الكبير أسوأ الأحداث وأبشع الجرائم ولا يتوانون في التذكير بها عند أي مناسبة ، ويغيب عنهم تسجيل أهم المواقف وأبرز الوقائع التي تعكس الوجه النقي و الطاهر للمدينة في شخص أبنائها وترابها العفيف و طابعها الحضاري المتسم بالمحافظة و الحرص المتين على التشبث بالأصول و القيم النبيلة . مدينة القصر الكبير ولسنتين على التوالي ، شهدت فوق أرضها اشهار الاسلام من قبل أجنبيات منحدرات من دول غربية . أجنبيتين احداهما قادمة من اسبانيا أبت العام الماضي الا أن تنضم الى صفوف المسلمين وتضيف الى فرحتهم باطلالة عيد الفطر السعيد فرحة أخرى من توقيعها الخاص ، حيث تم بمسجد القدس بمدينة القصر الكبير وبعد الانتهاء من الصلاة اعلان السيدة الاسبانية الاسلام و هي تشهد الجميع على ذلك، وسط تكبيرات الحاضرين من المصلين وتهليلات الصغار و الكبار من الموجودين ، ارتفع صوتها بأداء الشهادتين فأمطرتها السيدات زغاريدا وكست البشرى وجوه ومحيا المصلين . نفس الحدث تكرر هذه السنة ، ففي شهر رمضان من جديد وان اختلف اليوم هذه المرة عن سابقه الذي تزامن مع آخر ليلة صيام ، اختارت سيدة أجنبية أخرى من بلغاريا اشهار اسلامها أمام عموم المصلين في ليلة السابع و العشرين من رمضان المعظم ، أمام الحشود الغفيرة صاحت : أشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وهي تنشر الفرحة في القلوب والدفء الايماني في النفوس . برفقة زوجها الذي هو أحد أبناء مدينة القصر الكبير قدمت ، ومن الأسماء العربية الأصيلة انتقت لها اسم* فاطمة * عوضا عن اسمها الأعجمي . أحداث مؤثرة يمتزج فيها الشعور بالغبطة مع الرغبة في البكاء ، مشاهد قوية يعلو فيها صوت الحق ، وتسمو فيها الرسالة المحمدية ، وترفع فيها راية النصر لكلمة لا اله الا الله ، فتحضر الملائكة لتشهد غدا على الواقعة في اليوم الموعود . فأين يذوب أولئك الذين يذكرون القصر الكبير بسوء على الدوام ويجعلون منها بؤرة للمجون ومدينة يطبعها السواد على جميع الأصعدة ؟ لماذا يغض الطرف عن التنويه بمثل هذه الأحداث على أرض القصر الكبير و لا يعمل على ايصالها الى أوسع نقاط في العالم مثلما يحدث عند وقوع نازلة معينة تكرس للنقيض ؟ هل هي عملية انتقامية ممنهجة ضد القصر الكبير بغية اقبارها من على وجه الأرض ؟ أم أن تعاسة حظ القصر الكبير هي من أطرتها في هذه الخانة وجعلت منها مدينة تنسى عند الاستشهاد بأجمل الوقائع ويعتنى بحضورها عند الاستشهاد بالعكس ؟ نرجو أن يطال الانصاف هذه المدينة ، فكثيرة هي الأحداث الجميلة التي تمر بها ويتستر عليها فتمضي لحال سبيلها ، وكثيرة هي الأحداث القبيحة التي سرعان ما تخرج الى الوجود فتجد العالم بأسره على علم بها في ظرف وجيز ، لا بل وموقعة بالبند العريض باسم القصر الكبير .