إنهم أناس خاصين، متميزين بطريقتهم الخاصة في التعامل مع الأشخاص و المواقف و ربما حتى الأشياء. نتشابه في كل شيء، ظاهرا و إن لمسنا بعض التغييرات الطفيفة أحيانا، أناس يفرق بيننا و بينهم ما بالدواخل من ميول و انجذاب لمذاهب لا نقتنع بها جميعا أو أغلبنا على الأقل. إنهم دائما بيننا، نقبل بهم.. نجالسهم، و نتجاذب معهم أطراف الحديث، دون وعي منا، بل و هناك من يعلم أنه من تلك النخبة و يقبل به لعله يعتدل يوما و يكسب منه ثوابا. لكن بعد التجارب الشخصية و المحاولات العديدة من طرف الكثير من الناس، يؤكدون أنه "من شب على شيء شاب عليه". إني دون شك أتحدث على المثليين، تلك النخبة التي يكثر أعضاءها يوما بعد يوم كورم خبيث عالق بين خلايا المخ و يأبى التزحزح لأنه استوطن المكان و يود تخريب كل نواة بداخله. إنهم نخبة ظهرت قبل سنوات ليست بالبعيدة، و في نظر ساكنة أي مدينة، أنهم اختفوا من الوجود، و اكتفوا من أفعالهم الفظيعة بعد الثورة التي حدثت استنكارا لواقع مرير تم عيشه و نحن عنه غافلون، استنكارا لفساد ساد الأرض و ما عليها، و لله العلم حتى كدنا نعاني من الجفاف عقابا لهم و لنا، كون بعضنا علم بتواجدهم و خرس، و الساكت عن الحق شيطان أخرس، فكنا بذلك شياطين دون أن ندري. هذا ليس بأمر جديد، فالمثليين متواجدون أينما وليت و جهك، بمشارق الأرض و مغاربها، بل و ربما هناك محافل أو مجتمعات سرية تُبنى، و تخطط للتوسع، فلا شك في ذلك، كل يوم يظهر لنا جديد. صدمنا بمطلع السنة بصدور مجلة "أصوات" كأول منبر يهتم بشؤون المثليين من أزياء و موضة و مطبخ و الأهم طرق الممارسة، و بعدها برحلة على متن سفينة للتوقف بمدن المغرب و لحسن حظنا و سوء حظهم وقفت السلطات ضد الأمر، و ثم بجميعة "عدالة" تطالب بإلغاء بعض المواد من القانون الجنائي و مدونة الأسرة. إنه موضوع يعَالَج بمجلدات أبحاث و أخصائيين نفسيين و أمور من ذاك القبيل، و لا نستطيع تغيير شيء غير الدعاء لهم باعتدال أحوالهم أو نطلب من الباري أن يخسف بهم كما خسف. أطلبُ منهم أن يتوقفوا على تلك الأفعال الشنيعة، و إذ لم يستطيعوا، أن يغادروا مُدننا، و إذ لم يستطيعوا على الأقل مغادرة مجالسنا، فلا حاجة لنا لتلقي خطاباتهم القذرة. فنحن نأمل أن نحظى بموطن جميل يصفو من الشوائب لنعيش فيه الحلم يوما ما، لا أن يعود بنا للخلف و نصنف كأول بلد إسلامي يوافق على إدماج زواج المثليين في مدونة الأسرة.