يحشر نفسه في كل حلقة و جوقة ، و عند وصول أول فوج صباحي ، تراه متوسلا تارة ؛ و أخرى متحديا ؛ و مرات متحايلا ، و لا يهدأ له بال حتى يجعل السوق على مزاجه ، يحسب له ألف حساب من طرف ذوي الدخل المحدود أو القادمون من بيت زوجية يقني كبش أول عيد أضحي ، إنه السبايبي أو الشناق . الساعات الأولى للفجر، أفواج صغار الفلاحين المقبلة على السوق تحاصر عند مداخله معلنة بداية حكايا الإقناع قبل دخول المزاد . كثيرة هي قصص سوق العيد، متنوعة تنوع شخوصها ، فذاك مجرب محنك، تراه يتفنن في تغيير المهن و الحرف طوال السنة من كتبي إلى حلواني إلى كساب، سبع صنايع و الرزق ما رسي على بر. وآخر رزق يومه يمينا و قسما : و الله ما كنعرف هاذ السيد ولكن باين عليه رجل متقي ؛ و الله حتى عطاواه 80 قدامي؛ و الله شريت قدو بأكثر وتشمت ، وبمجرد ان ينتهي البائع من قطيعه تراهما يحتسيا شاي منعنع . وذاك يطوي الخطى روحة وغدوة بين السوق وأحياء المدينة، يجر كروصته في خطى ثابتة وقلبه بين رجفة سرقة الخروف من فوق عربته دون إدراكه؛ وبين هول رزئه بأصحاب الدراجات ذات العجلات الثلات المنافسة لرزقه اليومي . آخرون لا يتلذذون إلا بالتلصص على جيوب الزوار الجدد ومن يتخطفه السوق وهوله، كثيرون هم ؛ ينسجون القصص هناك كساب مليح يقودون إلى محفل الاغتراف، حيث الازدحام وعدم القدرة على الكلام . وآخرون؛ ببكائيات خنساء السوق؛ يقسمون بأغلظ أيمانهن ويولولن : سرقوني آعباد الله .. خذاو فلوس اليتامى .. . لتتجمهر العامة وآرا برع. السوق ملاذ الحكايا اليومية بين مراقب و صناك يرددان رد بالك و حق الأرضية على إيقاع " أَوْ احْضِي رَاسْك لا يْفُوزُو بِيكْ القُومَانْ يَافْلانْ " .