عاش ركاب قطار قادم من طنجة ومتوجه إلى مراكش ليلة الأحد الاثنين (2ء3 شتنبر 2012) حالة من الرعب والهلع، عاينت أطواره «التجديد»، بعدما هاجمت «عصابة لصوص» إحدى المقطورات المحجوزة وقلعوا زجاج باب «الفصل» بالقوة مدعين أنهم يبحثون عن مكان شاغر بها. وقال شاب صادفته «التجديد» بدون ملابس فوقية إنه تعرض إلى السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وسلبت حافظة نقوده وهاتفه النقال بعدما هاجمه ثلاث اشخاص في مقطورة أخرى، في حين كانت أمه التي تبحث عنه ترتعد من الخوف. وقال شهود عيان إن «المهاجمين» شباب صعدوا إلى القطار من محطة أصيلة ونزلوا بمحطة القصر الكبير ، موضحين أن أحدهم الذي يتوفر على مفتاح باب القطار الخارجي دخل بين المقطورات المحجوزة الموجود في مؤخرة القطار وتظاهر أنه يبيع «تعبئة الهاتف والشوكولاطة» لتفقد المكان قبل أن يستدعي باقي افراد العصابة الذين اكتشفوا أن باب «الفصل» مغلق مما اضطرهم إلى قلعه بقوة مروعين الركاب. وأشارت المصادر ذاتها أن الأمر كاد أن يتطور إلى الأخطر لولا تدخل بعض الركاب الشباب الذين صدوا «الهجوم» المسلح وطردوا أفراد العصابة. من جهة أخرى، توقف القطار أكثر من مرة توقفا أوتوماتيكيا إجباريا وانقطع عنه الكهرباء بعدما يلجأ أحدهم إلى جر جرس الانذار تاركا الركاب في حالة خوف. وقالت مصادر مطلعة إن الأمر يتكرر كثيرا في هذا المقطع من مسار القطار بين أصيلةوالقصر الكبير، حيث يلجأ كل من «اقترب من بيته» إلى جر جرس الإنذار وينزل تاركا تقنيي المكتب الوطني للسكك الحديدية يصلحون الأعطاب ودون القدرة على القبض عليه. وزاد من حالة الهلع، رمي عدة أشخاص القطار بالحجارة عند الاقتراب من محطة القصر الكبير، مما تسبب في تكسير زجاج القطار ، وإصابة أحد الشبان بجروح . ووصف ركاب القطار الحالة التي عاشوها تلك الليلة ب«ليلة عودة السيبة»، معتقدين أن اللصوص يستغلون الليل وفترة العودة من العطلة لتنفيذ هجومهم، فيما استغرب شاب مغربي مهاجر إلى إيطاليا عدم وجود أي رجل أمن على متن القطار من أجل «حماية المواطنين». يشار إلى أن القطار تأخر كثيرا ولم يعد الهدوء إليه إلا بعد اجتيازه محطة سيدي قاسم. القطار الذي انطلق في الساعة العاشرة ليلا، من يوم الأحد ، لم يصل إلى مراكش إلا يوم الاثنين في التاسعة صباحا.