في الصيف يقل عدد المهاجرين خاصة التركيين والمغاربة والسرنام إضافة إلى بعض من الهولنديين الذين يحبون العطلة الصيفية وليس الشتوية فهم يقضون عطلتهم خارج الأراضي المنبسطة وكنتيجة لذلك يقل الضغط على النقل فيخفض بذلك عدد القطارات والحافلات وترامات. أيضا تقل الحركة في السوق وكذا المحلات التجارية و يصبح الزحام في شبه العدم ، من عنده موعد في المستشفى أو في الإدارة أو في مكان آخر يؤجل إلى ما بعد العطلة إلا إذا كان الأمر مستعجلا فالقضية فيها نظر. وجهة الهولنديين من أجل الراحة والإستجمام هي تركيا واليونان وإسبانيا فهذه الدول لها جاذبية سياحية من نوع خاص بفضل التخفيضات المهمة والإستثمارات التي تضخها دولهم في هذا القطاع استطاعوا أن يجذبوا أنظار الهولنديين، بقية الهولنديين يستثمروا عطلتهم داخل هولندا في الإيواءات السياحية التي توفرها الدولة لهم وخاصة اللأطفال. الجالية المغربية أصبحت أيضا تهتم بتركيا كمنطقة مفضلة لديها وهنا أتساءل لما لا يهتم مسؤولينا بأبنائهم فهم منهم وإليهم لما لا يتم تشجيعهم بتغيير وجهتهم نحو بلدهم الأصلي . المهم ما علينا يا جماعة فإذا كان الإهتمام بالفعل وليس بالقول بالسياحة الداخلية لأبناء الوطن سيتم بتلقائية وبطريقة مباشرة الإهتمام بالمغاربة في المهجر فالمواطن يبقى مواطنا منتفعا بنفس الحقوق وعليه نفس الواجبات أينما حل وارتحل. الغريب في الأمر بالنسبة للمهاجرين تجد بعضهم غير وجهته من أجل العطلة فبدل المغرب دولة أخرى غير أنهم في الصيف تجدهم انقلبوا على أعقابهم وكأن المغرب عنده مغناطيس يجذبهم إليه بقوة ولا يجعلهم يفكرون إلا فيه . فبعدما كانوا يقولون سنرتاح هذه السنة من مشاكل السفر وهمومه لن نذهب هناك فالسفر عبارة عن قطعة من جهنم تحول بقدرة قادر إلى قطعة من الجنة . سبحان الله وكأن مناديا يناديهم من الأعماق يقول لهم عليكم بالمغرب يا جماعة عليكم بالمغرب يا جماعة إياكم وبلدا آخر بل ستجدهم السباقين نحوه . ما أروع هذا المواطن المهاجر رغم كل الصعوبات والتحديات يستجيب لنداء الوطن، وإلى أن نهتم بالسياحة الداخلية للمواطن كيفما كان دخله دون أن ننسى مواطنينا بالخارج يبقى للمستور بقية.