شهدت مدينة القصر الكبير في الفترة الأخيرة حملة قادتها السلطات المحلية ضد الباعة المتجولون و "الفراشة" الذين جعلوا من أرصفة الشوارع و الأزقة وسيلة للدخل في إطار التشغيل الذاتي غير المهيكل، حيث انطلقت الحملة ليلة الأربعاء 4 يوليو 2012 و صبيحة الخميس شملت مختلف شوارع المدينة. بوابة القصر الكبير قامت بجولة ميدانية في أهم الشوارع بعد الحملة ، و التقت مجموعة من المواطنين الذين كانت مواقفهم متباينة ما بين مؤيد و معارض لهذه العملية. "خالد .م " موظف : أنا أثمن هذه العملية و إن جاءت متأخرة فالمدينة أصبحت كأنها سوق كبير يكفي أن تخرج من منزلك لكي تتبضع كل شيء فقط أمام الباب. "سفيان.ق " تلميذ : صراحة أصبحنا عاجزين حتى الوصول حتى إلى المدرسة بسبب الأسواق التي أصبحت تلف المدرسة. " عبد السلام.ر " بائع : هذا ظلم لنا نحن الباعة فأنا الآن أقف هنا مكتوف الأيدي و لا أستطيع بعد هذه الحملة أن أعيل عائلتي هل يدفعوننا لممارسة السرقة و النشل فلا الدولة توظفنا و لا تتركنا نشتغل و نعيل أنفسنا هذا عار. " مصطفى العبراج " فاعل جمعوي و ناشط حقوقي : يجب معالجة إشكالية احتلال الملك العام بمنظور شمولي يقارب جميع الإشكالات من توفير فرص الشغل إلى تنظيم الأسواق لتتمكن من احتواء كافة الباعة كما أن مثل هذه الحملات تبقى موسمية غير فعالة مادمت لا تصل إلى أرباب المقاهي و المحلات التجارية التي بدورها تستعمر الأرصفة بشكل فج كما أن السلطات لم تهتم لتحركات المجتمع المدني الذي سبق أن نظم ما يقارب ثمانية وقفات احتجاجية لمحاربة ظاهرة الملك العمومي سابقا. الجدال الدائر في الوسط القصري ، انتقل من المقاهي و الحارات ، إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، وخاصة عبر مجموعة من الصفحات الخاصة بالقصر الكبير ، ما بين معارض و مؤيد للخطوة ، و لكل منهم مبرراته . المؤيدون للخطوة و هم غالبية ، منهم من احتفل ب " تحرير ساحات المدينة " ، مبررهم أن جمالية و تناسق ساحات و أزقة المدينة ، هي أولى بالعناية و أحق بان تكون من أجل ما أنشئت له . فيما الرأي الآخر المعارض ، يميل إلى أنه تم قطع أرزاق هؤلاء الباعة ، دون أدنى تفكير مسؤول في بديل لهم ، و هو ما يدفعهم أكثر إلى الفقر و الهشاشة ، بل إلى الجنوح إلى الإجرام في غياب البديل .