سألني أحد الأصدقاء بما أنك في بلاد المهجر وبما أن لديك ربما حلم العودة فما رأيك إذن بالذي يعارض هذا الحق في ظل هاته الأزمة العالمية والمحلية؟ في الحقيقة أنا لم أفهم ولم أعي جيدا ما هية الفكرة التي يريد أن يبلغها هؤلاء لذلك سأنطلق من الفرضيات الحسابية التالية: - هل حق العودة مضمون لجميع المغاربة قانونيا ودستوريا؟ نجد أن أي مواطن مغربي يحمل جنسية بلده له الحق المطلق في التنقل إل...ى أي بلد شاء وأن يرجع إليه متى شاء اللهم إذا تعلق الأمر ببلد عدو للمغرب فمن البديهي وبطريقة أتوماتيكيا أن يكون عدوا للمغربي، لا أحد يزايد على الآخر بالنسبة للعودة إلى أرض الوطن، فكلنا مغاربة ويشملنا الوطن بكل أطيافنا، وهذا لا ينطبق فقط على أبناء الجالية وإنما حتى أبناء أبناء الجالية إلى آخر فرع. - هل الأزمة الإقتصادية العالمية والمحلية تؤثر على حق العودة؟ يعرف الجميع أن المهاجر المغربي عندما يهاجر يحمل في عقله وقلبه حق العودة فالحنين إلى الوطن لا يفارقه ولو كان يسكن في قصورعاجية، فهو يكد ويشتغل ويجمع بعضا من المال من أجل ماذا؟ لماذا يشتري عقارا أو يبني بيتا ؟ من أجل لا شيء؟ كان بإمكانه أن يشتري بيتا في محل إقامته لأنه أصلا مستقر فيه كي يريح ويستريح، رغم أن بعضهم اشترى بيتا في المهجرإلا أنه تجده مع ذلك يضغط على نفسه أكثر فأكثر ليشتري بيتا آخر في المغرب فيا لها من تضحية ويا له من حب عميق ودفين لأرض الوطن، عندما تتكلم مع أحدهم وتسأله: لما تفعل ذلك؟ يكون جوابه بسيطا قد ضمنت أن أحمل إليه في صندوق فمن الأحرى وأنا حي أن أضمن مكانا في وطني فممكن أن أطرد من هنا ، فعلى الأقل أجد مكانا يأويني ويأوي أولادي من بعدي فلا ضمانة في الإستمرار في بلاد المهجر ومحاكم التفتيش لا زالت حية في ذاكرتنا ووجداننا. فالمهاجر لا يمكن أن يعود إلى الوطن خاوي الوفاض كما ولدته أمه بخفي حنين إلا إذا كانت هناك ضرورات قصوى خارج طاقته أو هناك قوة قاهرة فذاك ليس له يد فيها، فالسراء والضراء سنة الله في الكون قال الله عز وجل (..فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) سورة فاطر 43. فالأزمة يمكن أن تقع في أي دولة والمهاجر لا دخل له فيها ففي الميسرة كان يقدم الدعم ويساهم في الإقتصاد الوطني، فعلى المسؤلين أن ينظروا إليه في وقث العسر وكما يقال ارحموا عزيز قوما ذل. المهاجر إذا أراد أن يعود إلى وطنه فذلك لأنه يحبه فهو يريد أن يستثمر ما ادخره في المهجر فالجهد الذي بذله من أجل ذلك كان على حساب وقث فراغه وعلى حساب أعصابه حدث من عندك ولا حرج، يريد العيش بكرامة بين أهله وأحبائه لذلك فهو يريد أن يسمع بأنه مرحب به دائما وليس في بعض الحالات يستثنى من الترحيب لظرف من الظروف الطارئة. عوض أن تسمع الجالية كلمات الترحيب وتسهيل مساطر الإستثمارات لها بشكل فعال من أجل المساهمة في تحريك الإقتصاد الوطني بخبراتهم وأموالهم التي اكتسبوها في المهجر تسمع هذه الكلمات التي تدفع إلى التردد والإحباط. كلنا في الداخل والخارج نحب وطننا ونريد له الخير، نريد للجميع بغض النظرعن انتمائه السياسي والحزبي أن يكون يدا واحدة مع الآخر، فالحقوق تشمل الجميع غير أن الملاحظ أن بعض الحقوق لا تمتد إلى المهاجر المغربي كحقه في الإنتخاب وهذا حق من حقوقه الدستورية. فعلى المكلفين بشؤون الجالية أن يتحركوا في هذا المجال وهناك ملفات متعددة يجب دراستها بكل جدية وموضوعية مع أصحاب الشأن، أما ما يتعلق بحق العودة فهذا أمر متروك لأبناء الجالية يقررون بحرية ومن تلقاء أنفسهم متى يعودون. وإلى أن ننتبه إلى حقوق الجالية يبقى للمستور بقية...