نجح أعضاء نادي التربية على البيئة والتنمية المستدامة بالثانوية التأهيلية المحمدية، بتنسيق مع جمعية الحياة الخضراء للتربية البيئية والتنمية الاجتماعية، وبشراكة مع الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش في إبهار الجميع ببراعتهم في التسيير، وقدرتهم على تخطي الصعاب، وإسهامهم في تنشيط الحياة الجمعوية المحلية، وذلك من خلال قيامهم بحملة تحسيسية لترشيد استعمال الماء امتدت من 22 فبراير إلى 22 مارس الذي يصادف اليوم العالمي لهذا السائل الحيوي. وهو اليوم الذي اختير ليكون محطة ختامية لهذه الفعالية التوعوية وتتويجا لعمل استهدفوا من خلاله تلاميذ المؤسسات التعليمية بالقصر الكبير. فكان مسك الختام حفلا بهيجا استضافته قاعة الأنشطة ابن رشد بالثانوية التأهيلية المحمدية حضره بالإضافة إلى أعضاء الجمعية والنادي، ممثلون عن المؤسسات التعليمية بالمدينة وكذا جمع من أساتذة الثانوية المضيفة وتلاميذها. استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم رتلها التلميذ إسماعيل الصمدي، بعدها ألقت الأستاذة نفيسة بنشريف منسقة النادي ورئيسة جمعية الحياة الخضراء للتربية البيئية والتنمية الاجتماعية كلمة ترحيبية أطلعت من خلالها الضيوف على مراحل الحملة التحسيسية والمدارس التي استهدفتها، متوجهة بالشكر إلى الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش على دعمها للجهود التي يقوم بها النادي والجمعية، وداعية الحضور إلى الاستمتاع بفقرات الحفل. كان رفع الستار عن أنشطة هذه الأمسية مع التلميذة شيماء اعميري التي أدت اسكيتشا قصيرا نبهت من خلاله إلى أهمية الماء في حياة البشرية. بعدها تابع الجمهور مسرحية من أداء التلميذة شيماء اعميري و التلميذة شيماء الهردة، تمحور موضوعها حول دور الإنسان في تلويث مصادر المياه، ليؤول عقب ذلك الدور إلى نوع آخر من الفنون ألا وهو الغناء وتحديداً فن الراب الذي أضحى يستهوي قطاعا واسعا من الشباب. وقد نجح الثنائي أحمد بنخالي وهشام الطاعلي من خلال أدائهما أن يدفعا الحضور لإعادة النظر في هذا النوع من الغناء الذي ينبذه الكثيرون في مجتمعنا وينتقدونه بشكل سطحي ودونما تمييز بين ما يحمل منه رسالة نبيلة وملتزمة، وما يسقط منه في الإسفاف والبذاءة. وقد عبر هذا الثنائي من خلال أغنيتهما عن الفخر بالانتماء لنادي الحياة الخضراء والاعتزاز بالانتساب إلى الثانوية التأهيلية المحمدية. ومن الغناء إلى الزجل، حيث أتحفنا التلميذان عمر الصفريوي وأمينة الشلوشي بقصيدتين دار موضوعاهما حول الماء وضرورة الترشيد في استعماله. ومن جديد مع الموسيقى، حيث الرسالة تسلك طريقها بيسر فتسلب القلوب لتتملك بعدها العقول من خلال مقطوعات غنائية من أداء مجموعة الحياة الخضراء المتكونة من تلميذات ثانويتنا الزاخرة بالمواهب الشابة والتي لا تحتاج إلا لمن يعطيها الفرصة لتفجير طاقاتها الإبداعية، حيث تفاعل الجمهور بشكل مميز مع الأداء الراقي للمجموعة. وإلى المسرح أب الفنون مجدداً، لكن هذه المرة مع مسرحية تضع الإنسان في قفص الاتهام والإجرام بحق الطبيعة لما يسببه من كوارث وتلويث يفقد الأرض رونقها وجمالها. وهي مسرحية من تشخيص التميذات: حورية الخشاني، شيماء اعميري وشيماء الهردة. بعد ذلك، كان الجمهور على موعد مع عرض تحسيسي قدم خلاله التلميذ محمد العميري نماذج لاختراعات بسيطة وغير مكلفة تمكن الناس في منازلهم من إعادة استعمال الماء وبالتالي المحافظة عليه. ومن هذا العرض إلى المسرح لكن هذه المرة مع تلميذات ابتدائية لالة فاطمة الأندلسية اللائي أدين مسرحية بعنوان "قطرة ماء"، دارت أحداثها حول صراع نشب بين إنسان وقطرة ماء اشتكت إلى القاضي إسراف الإنسان وعدم اهتمامه بها، فاستدعى القاضي شاهد إثبات لم يكن إلا عداد الماء الذي أكد ادعاء القطرة. وأخيراً وبعد المداولة أصدر القاضي حكمه بإدانة الإنسان وإثبات تهمة التبذير عليه. ليختتم هذا الجو الفكاهي الهادف بعمل درامي من أداء مجموعة النوارس، وهي مجموعة محلية يتكون أعضاؤها من تلاميذ ثانويتي المحمدية والمنصور الذهبي التأهيليتين تمحور موضوعه حول لامبالاة الإنسان بالماء حال وفرته وبكاءه وتضرعه إلى الله عند افتقاده. أعقبت هذه العروض كلمة للسيد ممثل الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش أشاد من خلالها بأعضاء الجمعية والنادي لجميل إسهامهم في تحسيس التلاميذ وساكنة القصر الكبير بضرورة الترشيد في استعمال الماء، معرباً عن متمنياته باستمرار مثل هذه المبادرات، ومؤكداً على استعداد الوكالة لدعم مثل هذه الأنشطة. بعدها تناوبت عبارات شكر وامتنان انسابت على ألسنة السادة الأساتذة ممثلي المؤسسات التعليمية بالقصر الكبير وكذا أساتذة الثانوية المحمدية، ليكون قيام الحضور أخيراً على إيقاع: "قوموا.. قوموا.. تحية للماء" مسك الختام ولحظة إسدال ستار فعاليات هذا الحفل.