نظم الفرع المحلي لمنظمة المرأة الاستقلالية بالقصر الكبير ندوة فكرية تناولت موضوع المرأة بأبعاده الدينية ،والاجتماعية ،وذلك بمقر مدرسة علال الفاسي الفكرية مساء يوم الأحد 18 مارس 2012 . الأستاذة المبدعة أمال الطريبق بصفتها كاتبة لمنظمة المرأة الاستقلالية بالمدينة ، استحضرت في كلمتها ما حققته المرأة المغربية من مكتسبات هامة ،كمدونة الأسرة وما عادت به من فوائد لصالح الأسرة وربتها ،ثم صندوق التكافل الاجتماعي وأدواره الإيجابية بخصوص دعم المرأة المتخلى عنها .. ولم تترك الأستاذة الطريبق الفرصة تمر دون أن تعرج على نضالات الأحزاب السياسية ،ومعها المجتمع المدني ،وما يرتبط بالتمثيلية النسائية بالمجالس المحلية ،والغرفة التشريعية ،وما عرفته من تصاعد بفضل النضال المستمر للمرأة،، وما ندوة اليوم سوى مظهر من مظاهر تبليغ الخطاب النسائي ، وشرح مضامينه قصد تفكيك التناقض القائم بين الواجبات والحقوق، أي العلاقة الملتبسة بين أدوار المرأة وبين مكانتها في المجتمع ،وما تؤدي إليه من ضياع فرص سواء على مستوى الولوج إلى التربية والمعرفة ،وبناء القدرات أو سوق الشغل أو العمل السياسي ، إنها حلقة مفرغة حبلى بالتناقضات تقوم وظيفتها على إعادة إنتاج علاقات النوع ..ومن تم أضحى الاهتمام بالحالة الاجتماعية المادية للمرأة ملحا ، فأغلب الفقراء هم من النساء ( تأنيت الفقر ) وكذا الاهتمام بالحياة اليومية لتحقيق وجودهن من خلال كسب معاشهن وبالظروف المادية التي يواجهن فيها الفقر وأعباء العمل المرهق وسوء الرعاية الصحية . الأستاذة فاطمة الشقام أطرت مداخلتها بعنوان : (المرأة المغربية أبت إلا أن تكون إنسانا ) حيث قدمت للحاضرات منهجية النضال لأخذ الحقوق بعيدا عن العنف، واعتمادا على إستراتيجية القيام بالواجبات نحو النفس والجسم ونحو الآخرين ، كالولدين بعدم عقوقهما، ونحو الزوج بالمحافظة على شرفه وفراشه وماله . وأكدت الأستاذة الشقام على أهمية أن يكون للمرأة إشعاع ديني، وثقافي ، ووعي بدورها الاقتصادي حتى وهي تقوم بدورها داخل البيت ،على أن تكون منتجة أكثر منها مستهلكة . وختمت الأستاذة الشقام كلمتها بدعوة النساء لرسم خطة للوصول إلى الحقوق الثقافية والاجتماعية وغيرها . الأستاذة مريم الخلوي وسمت مداخلتها ب :( المرأة القروية بين الواقع اليومي والمعاناة) فبعدما قدمت عناصر التقاطع بين المرأة الحضرية وأختها القروية انتقلت إلى كون الأخيرة مهمشة ومقصية عن مختلف الخدمات العامة، خاصة على مستوى التكوين العلمي والصحة، فعلى المستوى الواقعي تضطلع المرأة بمهام جد متعددة تبدأ بالاهتمام بشؤون السكن والصحة والتغذية وتنتهي بالتربية والتدبير الأسري . إن المرأة القروية تقوم بأعباء حياتية يومية تعرضها للإجهاد والاستنزاف، ورغم ذلك لا تصنف ضمن خانة النشيطات مع أن حدود مهامها تتجاوز المهام البيتية ...وخلصت الأستاذة مريم أن المرأة القروية لا زالت حبيسة النظرة الدونية مما يكبل لديها روح المبادرة ...ودعت إلى إعادة النظر في واقع المرأة حتى تخرج من دائرة التهميش وتصبح فاعلة ومساهمة في ركب التنمية على أوسع نطاق ... تكريم الإسلام للمرأة كان محور مداخلتي الأستاذتين نفيسة الناصري و سعيدة بوعشة، فبعد أن أشارت الأستاذة الناصري إلى أسبقية الدين الإسلامي في الدعوة لتكريم المرأة، قدمت عرضا كرونولوجيا للقضية النسائية إلى حلول عصر النهضة الذي دق ناقوس الخطر بطرح تساؤل الهوية ..إننا أغنياء بهويتنا ،فالقرآن الكريم رفع من شأن أم موسى ،وامرأة فرعون، والملكة بلقيس، ومريم البتول، كما أن به سورة مدنية تحت اسم ( النساء ) خصصت لضمان حقوقهن ، وكرمهن الإسلام بتحميل الرجل الكد في الإنفاق مع عدم حرمانهن من الميراث..وختمت الناصري كلمتها بالبيت الشعري : الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق الأستاذة سعيدة بوعشة أشارت كيف أن الإسلام اجتث كل الأعمال والاعتقادات التي يقوم بها الجاهلون ضد المرأة وأبطل كل المظالم التي كانت تقع عليها ،فحرم وأد البنات وسبي النساء و قرر الميراث للمرأة المطالبة بأن تقوم بواجباتها الدينية والاجتماعية والسياسية .....