منذ اجتياح وباء كرونا لبلادنا وبمقاربة استباقية بادر عاهلنا الكريم محمد السادس نصره الله إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الاحتراز ية لمواجهته منها وضع صندوق لجمع التبرعات المالية. كان جلالته اول من ضخ فيه رصيدا ماليا ضخما ليقتدي به المغاربة. والي الان مازال مفتوحا أمام ذوي النيات الحسنة والايادي البيضاء. وايضا تم إغلاق الحدود، واعلان حالة الطوارئ الصحية وتعزيز الطاقم الطبي بالاطباء العسكريين. وماانفك العاهل الكريم يتتبع عن كتب أحوال المواطنين ويحرص على سلامتهم سواء داخل الوطن اوخارجه. والمغاربة على اهبة واستعداد لمواجهة هذه الجائحة كل حسب موقعه. فالنساء المغربيات ابلين البلاء الحسن في ذلك. فبالرجوع إلى القولة المأثورة”المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه” نستحضر تلك القائدة التي خرجت الي الميدان محذرة الناس من خطورة الوباء مطالبة اياهم بالدخول الي منازلهم للاحتماء بها وفي نفس الوقت كانت تمرر رسائل تربوية وبيئية بدعوتها المتمدرسين الي مراجعة دروسهم، وتعلمهم إحدى اللغات الأجنبية ايام الحجر الصحي حتى أصبحنا لا نميز بين كونها قائدة او أستاذة اوفاعلة جمعوية تهتم بالبيئة حين طالبت بتنظيف المكان من الفضلات والبقايا دافعها في ذلك حب الوطن والحرص على سلامة المواطنين. وما قائدة أسفي الا مثالا لصفوة من القائدات بمختلف ربوع المملكة المغربية. نفس الشعور النبيل تترجمه الطبيبة مرتدية قبعة الانسانية والمواطنة قبل قبعة المهنية والاحترافية حيث تضحي بوقتها وأسرتها معتكفة في المستشفى تباشر حالة المصابين وجها لوجه معرضة حياتها للخطر. وهناك من أصيبت، وهناك من ماتت كشهيدة للواجب الوطني والمهني. ويجدر بنا ان نذكر الأستاذة في مختلف الأسلاك التعليمية التي تحرص على التواصل مع تلامذتها لتقدم لهم دروسا بالوسائل المتاحة ولتضمن حقهم في التعلم متكيفة مع الوضع المستجد،ناهيك عن قيامها برسالتها كام وكربة بيت. ونحن نتحدث عن أدوار النساء في المجتمع زمن كورونا يجدر بنا ان نرفع القبعة عاليا للشرطيات اللواتي ينتشرن في كل النقط ليقفن بالمرصاد لكل من سولت له نفسه خرق الحجر الصحي. وكذلك للفاعلات الجمعويات في إطار التكافل والتضامن الإنساني من ايواء المشردين، وتوفير القفف ووجبات الطعام للأسر المعوزة والمتضررة جراء الحجر الصحي. والمرأة المثقفة والمبدعة ابدا حاضرة في قلب الحدث فهي ترصد الوباء وتطوره ببلادنا وتقوم بحملات التوعية والتحسيس عبر الكتابة سواء كانت شعرا او مقالة او رسما اوقصة….. الخ. وكما اشرت سابقا فإننا في رابطة كاتبات المغرب فرع القصر الكبير سنجمع هذه الكتابات لمبدعات من القصر الكبيرومن مختلف ربوع الوطن في كتاب يوثق للمرحلة ان شاء الله. وختاما لا يسعني الا ان أوجه التحية عاليا الي كل نساء الوطن اللواتي اعطين المثل في الجد والمثابرة والمسؤولية واستشعار الواجب الوطني يقول المؤرخ والفيلسوف البريطاني ارنولد تونبي في كتابه التحدي والاستجابة : “ان كل التاريخ يمكن كتابته في معادلة بسيطة هي: التحدي والاستجابة” فلنتحد الوباء ولنستجب لنداء الوطن.