أحمد رباص بينما يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره حول العالم مع تسجيل مزيد من الإصابات والوفيات وسط تحذيرات ومخاوف من خطورته، صدرت عن رجال دين مواقف غريبة كلها حماقات تستهين بالمرض وأخرى مقرفة تساهم في تضليل من يتبعون إرشاداتهم على طريقة إيمان الجدات العجائز، ونشر خرافات وأكاذيب تعري جهلهم وتطفلهم على قضايا ليست من اختصاصهم ما يجعل منهم محط سخرية واستهجان.من خلال ربورتاج لقناة ستيب نيوز . فبعد الانتشار المتزايد لفيروس كرونا حول العالم وما نجم عنه من مخاوف مؤرقة، دخلت الديانات السماوية وغيرها على الخط لتقديم إرشادات لمعتنقيها وشرح كيفية الاستجابة للفيروس والتصدي له. مرجعيات ومؤسسات كثيرة دعت إلى الالتزام بتعليمات الحجر والتباعد لوقف انتشار كرونا، خاصة إغلاق الكنائس والمعابد والمساجد ومنع الصلوات الجماعية والتجمعات الدينية. لكن رجال دين آخرين جربوا سلطتهم الدينية على أتباعهم للتمرد على فيروس كرونا ومواجهته بوصفات مثيرة للسخرية وبطقوس دينية تارة وبوصفات طبية وعشبية غريبة طورا آخر. وبحسب المشايخ من رجال الدين هؤلاء، فكرونا لا يصيب المسلمين، في حين ذهب قساوسة منهم إلى أنه لا يصيب المسيحيين. اما الحاخمات فأسموا انه لا يصيب اليهود. فهذا وحد من الأواخر رأى في كرونا مخلوقا ذكيا يحب اليهود وهو ليس موجها لإلحاق الأذى بهم ويعرف طريقه إلى معتنقي الأديان الأخرى. ثار شيخ أزهري على تعليمات الحجر الصحي فأذن للمعافين بالخروج والاحتكاك أثناء أداء صلاة الجمعة. وصرح إمام من صعيد مصر بأنه متأكد من استحالة إصابة المسلم لأنه موحد لله. ولجأ رجل دين آخر إلى استجواب واستنطاق الجن والتحقيق معه حول كرونا، كما بات شكر كرونا واجبا لدى شيخ آخر. واعتبر رجل دين أيراني يعتمر عمامة أن فيروس كرونا الذكي بات غبيا لأنه رفض الولاية بعد عرضها عليه. واعتقد معمم شيعي آخر أن إغلاق المقامات استهداف للدين لأن جدرانها هي عقار ضد كرونا، فكانت النتيجة هي لعق “المضاويخ” الجدران والهياكل لأخذ مناعة ضد الفيروس. والمضحك أن الداعية المسيحي كينيث كوبلاند ادعى أمام الملإ أنه تمكن من أن يقبض على كرونا ويدمره. المثير حقا للاستغراب والمفاجأة أن أسقف أسيوط قال وهو الحاصل على بكالوريوس طب وجراحة: “إذا صلينا من كل قلبنا، لن يقترب منا كرونا.” ورغم أن كرونا لا يصيب المؤمنين بدين ما لكن رجال دين تفننوا في تفسير أسبابه والتبشير بنتائجه وتقديم وصفات للعلاج من فيروس كرونا. فهذا عباس تبريزيان، أمبراطور الطب الإسلامي في إيران، نشر وصفة علاجية دعا جميع المصابين بالفيروس لتجريبها وتقتضي ببساطة وضع كرة قطنية مدهونة بزيت البنفسج على فتحة الشرج. أما المرجع الديني الإيراني قاسم الطائي فقد أكد أن الدواء المعالج من مرض كرونا يكمن في زيارة الأماكن الدينية وإقامة صلاة الجماعة والجمعة. وهذا الكاهن المسيحي اللبناني مجدي علاوي استأجر طائرة خاصة وحلق بها فوق لبنان لمباركته وحمايته من تفشي الفيروس، وذلك بالتزامن مع ظهور القديس شربل لأمرأة طالبا منها تغليف تراب دير مار مارون ونقله للمستشفى لعلاج المصابين. في إسرائيل، وزع أحد الحاخامات مشروب بيرة “كرونا” على المؤمنين طالبا منهم احتساءه والدعاء إلى الله أن يحد من انتشار الجائحة. أما في نيودلهي فقد أقامت مجموعات من الناشطين الهندوس حفلا لشرب بول البقر ظنا منهم أن البول يقيهم من الوباء الذي ضرب العالم.