هل “كورونا عقاب إلهي للصين على تعذيبهم وإبادتهم للمسلمين الإيغور ثم (وما يعلم جنود ربك إلا هو)؟”. كورونا الذي حصد إلى حدود اليوم فقط حوالي 1100 مواطنا من دولة الصين: “القوة الصاعدة” .. “المنافسة” لأقوى الاقتصادات .. بل المهددة لها بالكساد .. الغازية لأبعد الأسواق في العالم .. ألم نتساءل: هل هي الوحيدة التي تقتل المسلمين؟ لماذا لم ينزل هذا العقاب الإلهي على إسرائيل مثلا التي عاتت في أرض فلسطين منذ عام 1947 قتلا وتعذيبا وفسادا؟ (تطهير عرقي، تهجير، استيلاء على الأراضي، اعتقال، قتل، تعذيب… بالملايين .. أكرر: بالملايين) أو في أمريكا التي استباح جنودها أعراض العراقيات لسنوات وسنوات بين الحربين (الأولى في 1990 ب 200.000 قتيل والثانية في 2003 ب 600.000 قتيل) حيث أبادوا من أبادوا بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة. هل العقاب الإلهي ظالم إلى هذا الحد؟ يعاقب قاتلا دون آخر؟ حتى لو كان هذا الآخر أخطر وأنكى وأفجر؟ أم أن هذا العقاب الإلهي يختار اعتباطيا من يعاقب ويترك الآخرين وكأنه يلعب؟ الله عز وجل “أعدل الحاكمين” فلا تضعوا دينكم موضع السخرية بمثل هذه السخافات. الفيروس والمرض يدرس بالعلم، ويعالج بالعلم، وأسبابه الحقيقية (تطور طبيعي أو مؤامرة بخلفيات سياسية، اقتصادية ..) هذه أشياء تكتشف بالبحث بمنهج علمي دقيق وليس بالتألي على الله عز وجل ونسبة مرض فيروسي إليه. انصروا الإيغور بالتحركات الدولية، بنشر القضية والتعريف بها في كل مكان، بالضغط على الحكومة الصينية مقابل الاتفاقات التجارية، بإرسال الدعم والغذاء والدواء للنازحين والمضطهدين .. ولا تنصروهم بهذا التواكل العاطفي المقيت بأن الله معاقب “الصين القاتلة للمسلمين” متى شاء وكيف يشاء، وإنهاء الموضوع بقوله عز وجل (وما يعلم جنود ربك إلا هو). لا تحملوا الأبرياء الصينيين الذين قتلهم كورونا وزر ما جناه مجرمو حكومتهم في حق المسلمين الإيغور .. وكفى من التمني لعاصفة هوجاء هنا أو تسونامي جارف هناك بأمريكا أو إسرائيل لتفرحوا بعقاب الله للظالمين حتى وإن كان الضحايا مجرد مدنيين لا تربطهم أية علاقة بما يجري .. ألا يقول القرآن الكريم: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”؟. ابحثوا في الجيل الرابع والخامس من الحروب في العالم .. الصراع والمنافسة والجشع الاقتصادي يبيح كل شيء ولا يرحم .. حتى لو كانت الوسيلة نشر الأوبئة وقتل الأبرياء.