8 ( اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا … ) . فيما مضى لما كنا نقرأ الأدب العربي نظما ونثرا من أجل التثقيف والتعليم ، كنا نستعين بقواميس اللغة العربية لفهم وشرح بعض الكلمات . أما اليوم لما نقرأ بعض الإنتاج الأدبي العربي نظما ونثرا ، نستعين ببعض كتب اللغة العربية من أجل تصويب وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية … فما هي الاستفادة التي يمكن أن نحصل عليها من ذلك ؟ … حيث إن اللغة العربية تموت بين أيديهم وهم يدرون أو لا يدرون . ولكن للغة العربية رب يحميها ، ورجال يحافظون عليها وعلى مستقبلها ، من أصحاب القلم وما يسطرون وما يكتبون . فقد قال الشاعر المصري حافظ إبراهيم ( 1872 1932 م ) في قصيدته الشهيرة : ( اللغة العربية تنعي حظها بين أهلها ) : رَجَعْتُ لنَفْسِي فاتَّهَمْتُ حَصاتِي ×× ونادَيْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حَياتِي رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبابِ وليْتَني ×× عَقِمْتُ فلَم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُداتِي وَلَدْتُ ولمَّا لمَ أَجِدْ لعَرائِسِي ×× رِجالاً وأَكْفاءً وَأَدْتُ بَناتِي وسِعْتُ كِتابَ اللهِ لَفْظًا وغايًة ×× وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فكيف أَضِيقُ اليومَ عن وَصْفِ آلَةٍ ×× وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أنا البَحْرُ في أَحْشائِه الدُّرُّ كامِنٌ ×× فهل سَأَلوا الغَوَّاصَ عن صَدَفاتِي؟ فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وتَبْلَى مَحاسِني ×× ومنكم وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني ×× أَخافُ عليكمْ أن تَحِينَ وَفَاتِي أَرَى لرِجالِ الغَرْبِ عِزًّا ومَنْعَةً ×× وكم عَزَّ أَقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ أتَوْا أَهْلَهُمْ بالمُعْجِزاتِ تَفَنُّنًا ×× فيا لَيْتَكُمْ تأتونَ بالكَلِمَاتِ … اللغة العربية كأية لغة في العالم هي كائن حي وهي عماد الثقافة والفكر العربيين بين أصحاب لغة الضاد ، الشيء الذي يجعلنا نخاف عليها من الضعف والانحراف والضياع والموت ، أمام تفاحش ظاهرة الأخطاء والأغلاط اللغوية والنحوية والإملائية ، والتي عملت وساعدت بعض وسا ئل التواصل والتخاطب على نشرها وتداولها ، سواء منها المكتوب أو المقروء أو المسموع . فنحن لا زلنا في طريق التعلم والاستفادة مما نقرأ ونطالع . ( وقل رب زدني علما ) . الآية 114 من سورة طه . بقلم عبد القادر الغزاوي