تحدث الباحث في علوم الموسيقى الدكتور محسن خنوس في بداية الندوة الموسومة ب” الأغنية المغربية النشأة والإستمرارية” والمنظمة بمناسبة افتتاح مهرجان عبد السلام عامر الثالث/ تحدث عن التجاذب الفكري الذي طبع دائما الحديث عن الموسيقى المغربية باعتبارها تعكس التطور الفكري وتبرز مستوى القيم وتعبر عن الهوية. واعتبر الدكتور محسن خنوس الذي كان يخاطب الحاضرين بدار الثقافة محمد الخمار الكنوني / قاعة المواطنة مساء السبت 21 دجنبر ، النقاش حول الموسيقى والاغنية المغربية ظاهرة صحية وليست ترفا زائدا كما يعتقد الكثيرون ، فالأغنية منتوج ثقافي متغير، وتعبير عن مجتمع يتطور بمقدوره الكشف عن الأبعاد الثقافية ، الهوياتية، التاريخية، التربوية ،اللغوية و العاطفية. وحدد المتدخل دور الإعلام في الإخبارو التحسيس بالقضايا الفنية ، بينما حدد دور البحث العلمي في الفهم ، التنبؤ، والتحكم في الظاهرة الفنية، ليتساءل بعد ذلك : كيف يمكن مقاربة القضايا المرتبطة بالأغنية المغربية مقاربة علمية ؟ _ إن تعقد الظاهرة الموسيقية يستدعي الاستعانة بحزمة من العلوم الانسانية والدقيقة والتي تدخل في إطار انتربولوجيا الموسيقى. وفي تقييمه لواقع حال البحث في المجال الموسيقي ببلادنا اعتبره الدكتور محسن قليلا وغالبا ما يدخل في إطار الموسيقولوجيا التاريخية ، من سرد للوقائع والأحداث ، وسير الموسيقيين ، وأنه لم يعد قادرا ( البحث ) على إنتاج تفسيرات ولا يجيب على أسئلة الواقع!!! لقد أصبح من المؤكد بالنسبة للدكتور محسن إحداث تكوينات ، وإنشاء مختبرات للبحث في التخصصات الموسيقولوجية بالجامعات المغربية. وقسم الدكتور محسن خنوس الأغنية المغربية العصرية إلى ثيارات واتجاهات كبرى : اغنية مغربية عصرية شعبية، اغنية مغربية عصرية بنكهة شرقية ، اغنية مغربية عصرية قحة…… وخص الدكتور محسن الموسيقار المرحوم عبد السلام عامر الذي انتقل من تجربة أولى إلى تجربة الأغنية المغربية العصرية بنكهة شرقية بحيث وصل بها لقمة الإبداع الذي أغنى الخزانة الفنية المغربية والعربية. _ لماذا توقف الزمن الإبداعي الذي عرفته الاغنية المغربية على امتداد أربعة عقود عند تسعينات القرن الماضي؟ : وأرجع المتدخل ذلك إلى اندثار حلقتين أساسيتين في المسار الإبداعي وهما مرحلة ” الإضاءة” ومرحلة التقييم/ التنفيذ وانحسار (عوامل الابداع الجماعي) الذي كان يتميز بعرض المشاريع الإبداعية على الأحباب و الأصدقاء ورجالات الفكر والفن والثقافةو المولعين بالموسيقى والغناء لقياس اعجابهم ، من قبل أن تخرج للمتلقي .. ومن أسباب توقف الإبداع الفني الموسيقي الطفرة التي عرفتها الأغنية العربية المشرقية بوجود نفس جديد غذاه جيل من الموزعين والموسيقيين وعامة فإن واقع المشهد الفني الموسيقي بالمغرب عبارة عن فسيفساء تتكون من ألوان غنايية مختلفة تراثية شعبية تحتاج لعمل مؤسساتي ورؤية واضحة لا تعتبر الفن هامشيا وثانويا بل تعمل على تحسين الأذواق عند المغاربة