إذا دعتك للحب أو للتجهد أو للصلوات رتل معها سورة الشعراء والتكوين والفجر والأنبياء واصدع بما ترسب في جوف ليلها من غيم وشيح وغبار وسراب، لا تغازلها ولا تداعبها، سواء كان غنجُها مقدودا من كاسيات البذور أو من عطر العناق أو من سحر النظرات، إياك أن تُسْمعَها وجعك الأقصى أو تُذَكِّرها بنكسة الورد أونكبة الندى أو تبعثر الخطوات، لا تنجرف بعيدا عن مياسمها واختر لها من اللواقح ما يذكرك بمقام العشاق ومرس السلطان بمسك الليل وشط الرمان، هي مثل الموج، أو مثل الريح تحب من يسعفه الشراع من يبحر معها في العاصفة من يُسمعها دائما كلمات من وحي الأسماء الحسنى ومن هدير الهمسات، من يضمها إلى قلبه في شكه ويقينه في حله وترحاله في صحوه وسكره وفي سجود الصلوات.