زمني مشتل لطقوس الألم و حقول حبلى لتفريخ كل سقم و الأحزان تنقش وشم البؤس على طرقات خدود السأم و أنا وحدي في التيه أحطم كل صنم ثم أركض جريا في كل درب صائحا أسمعوا من به علة أو صمم أسمعوا من تخلى عن العرب في كبرياء و راح يقبل في دل أعتاب العجم أسمعوه صدى نورس هائم يتغنى بسحر الفردوس المفقود و يرتل في حسرة لحن الحزن لحن الغروب بين الماء و الماء أمشي مشتعلا أهدي تارة من هول المصاب و أخرى أقتات من جوعي شاربا من لظى الأعوام خرافات الأيام اللعوب و جلست أنادم ظلي بخمر السراب و أناغي وجه الغيم ألامس خد السحاب و الدجى السهران يزاحم في حلمه فجر الصبح الكذاب و الصلبان معقوفة تعصر الأرض تحلب منها العرق والثأر تقزم مختبئا صامتا في الدمع احترق والمهند أضحى يوم الوغى في السواعد ممسوخا من ورق و الألسن قد ألجمت عن كل كلام سوى عن قول نعم هكذا نحن - و الحمد لله - بين الأمم والكونتيسا تتربع فوق الجماجم في زهو و اختيال تجلد التاريخ وتقتل فيه الحقيقة ورائحة الليل امست فاكهة المبعدين حينها اختلطت آراء الألسن فينا و انحرفت عربات القطار تم راح الناس إلى حيث لا يدرون بعضهم مكرها عانق الناقوس و غير جلده ثم انزوى مرتدا في جحره يتوارى عن القوم من سوء ما اقترفه لا يدري أيمسكه راضيا أم يدس رجولته في التراب خوفا من أن يلقى بين الناس حتفه وبعض منهم في خبث صادروا حلمه فاستفاق على وقع أقدمهم في ذعر يقاوم خوذاتهم تاركا بيته وقليل منهم عن العلج أخفى مصلاه أخفى سجادته ثم أمسى مكلوما يحمي دينه يومها ابتلع البحر أحلامنا والسيف يغني في ملعب الثيران أهازيج النسوان وعلى رقصات لفلامنكو غنى لحروب الاسترداد والصليب المعقوف في نشوة بالخيرالدا يتباهى بطرد الهلال في كل الموانئ في كل الأرصفة في كل الدروب و في كل الأمكنة كان الزحف أكذوبة تخفي كل سيف نبا تخفي تحتها كبوة الأحصنة و النسوة يغزلن الأمعاء حبالا لكل المراكب يخطن العمائم أشرعة في البحر تهادن مجراها و تغازل في الشط مرساها كل شيء تعرى في حسرة للخروج مثخنا بجراح الهزيمة يراقب ألسنة النيران تراقص أحزانه و النهاوند يبكي في شغف رمل المايه و الكمان الحزين يغالب آلامه و العود الشريد بكى بالزهراء إذ مزقوا أوتاره في حنق قطعوا أوصاله سقط البحارة و احترق المجداف طغى الموج في كل يم و اختفى الملاح و العصافير تبكي أحلامها المسروقة جنب الوادي الكبير لم يبق لها عش أو ريش جناح يومها جوع، ظمأ، وجع ، آلم ، حسرة و انكسار و الناقوس في فرح يمتطي من جدائل نسوتنا سلما للصعود أمام الصليب اعتلى هامة الصومعة.