أسدل الستار، ليلة أمس الاثنين، على أيام الموسم السنوي لمولاي عبد السلام بن مشيش، التي انطلقت أول أمس الاحد بجبل العلم (إقليمالعرائش)، لتخليد ذكرى هذا القطب الصوفي، الذي بصمت طريقته الحركات الصوفية في المغرب وعدد من دول المشرق العربي. واختتمت فعاليات الموسم كالعادة ب "طلعة مولاي عبد السلام"، وهو الموعد السنوي الذي يحج فيه عشرات الآلاف من المغاربة عامة وأفراد قبائل بني عروس خاصة ضريح الولى الصالح عبد السلام بن مشيش، القابع على قمة جبل العلم بقبيلة بني عروس، من أجل الاحتفال والتبرك والتوجه الى الله لتحقيق مراميهم وتطلعاتهم ومقاصدهم. وعرفت احتفالات هذه السنة، تنظيم عدة ندوات علمية ولقاءات فكرية مفتوحة مع أبرز أقطاب الثقافة الصوفية في المغرب وخارجه، وإحياء أمسيات السماع والأذكار الصوفية والأمداح النبوية، التي انطلقت منذ اول أمس السبت، وعرفت حضورا غفير من المريدين والزوار، وكذا بعض الشخصيات الفكرية والدينية وضيوف المغرب من المملكة العربية السعودية وليبيا واسبانيا وممثلي بعض الطوائف الدينية بالمغرب. كما شهد هذا المحج الصوفي، حضور وفود من الأقاليم المغربية الجنوبية، خاصة شرفاء الركيبات والعروسيين وأهل الشيخ ماء العينين، وتاكنا وولاد ادليم وأولاد تيدرارين وأيت أوسا، مترجمة بذلك الرباط التاريخي بين الشمال والجنوب المغربيين، والاواصر الانسانية والدينية والروحية التي تؤلف قلوبهم . وككل سنة، حظيت هذه مناسبة اجتماعية ودينية، بالتفاتة مولية كريمة، حيث تم تسليم هبة ملكية الى الشرفاء العلميين، وقدمها الحاجب الملكي مكون من السيدين ابراهيم بنيعيش ومحمد سعد الدين السميج.