توطئة بلغ إلى علم فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بالقصر الكبير، نبأ حريق شب بمداشر أهل سريف بإقليم العرائش، يوم الجمعة 10 غشت 2012، وفور علمه بالخبر، أعطى المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان توجيهه إلى مناضليه بفرع القصر الكبير، من أجل تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، والانتقال إلى عين المكان، من أجل الوقوف عن كثب على حجم الخسائر التي لحقت بالمواطنين، إضافة إلى جمع المعطيات الأولية، بخصوص حيثيات الحريق وتداعياته، وقد انتقلت لجنة التقصي صباح يومه السبت 11 غشت 2012، إلى كل من مدشر العزيب، صف التراولة، وادلم الغميق، التابعة لجماعتي بوجديان وتطفت بإقليم العرائش، حيث استمعت إلى مختلف إفادات المواطنين القاطنين بالمنطقة، كما عاينت الأضرار التي لحقت بالمنطقة، جراء الحرائق التي تعرضت لها، ملابسات الأحداث : في معرض تصريحاتهم حول ما جرى من أحداث، أكد المواطنون أن الحرائق قد بدأت في حدود الساعة التاسعة صباحا، ابتدأت من مدشر العزيب الفوقاني، لتمتد على مستوى العديد من الأراضي الفلاحية، إلى مدشر ادلم الغميق، بطول ثلاثة عشرة كيلومتر، وذلك بفعل هبوب الرياح، أو ما يسمى "الشرقي"، كما أن لهيب النيران، لم يستثني حرثا أو نسلا في طريقه إلا والتهمه، حيث نفقت المئات من المواشي، بما فيها الأبقار والأغنام، فضلا عن أشجار الزيتون الممتدة على العشرات من الهكتارات، والتي تمثل، حسب إفادات المواطنين، المصدر الأساسي للدخل لدى شريحة عريضة من ساكنة المنطقة، بالإضافة إلى ضياع ممتلكات المواطنين من منازل وأثاث، الخسائر التي سجلتها اللجنة الحقوقية : أهم الخسائر حسب ما عاينته لجنة التقصي : - تدمير المحاصيل الزراعية بأكملها على طول المساحات التي لحقها الحريق، من قمح وتبن، ومحاصيل البطاطس وغير ذلك... - تدمير صناديق تربية النحل : حوالي ثلاثة تعاونيات لمربي النحل ومنتجي العسل، - أكثر من ألف شجرة زيتون أحرقت بالكامل بفعل ألسنة اللهب، - تدمير العشرات من منازل المواطنين بشكل كلي أو جزئي، خاصة بمدشر صف التراولة، وعلى هامش مدشر ادلم الغميق، قصور في الإغاثة، وتدبير الحريق : بالمقابل، صرح المواطنون لأعضاء اللجنة الحقوقية، أن رجال الدرك والقوات المساعدة حلوا بعين المكان، على الساعة العاشرة صباحا، وكذا ممثلي المياه والغابات، كما سجلوا تأخر رجال الوقاية المدنية الأرضية، وعدم تدخلهم من أجل إخماد النيران، في حين تدخلت ثلاث طائرات لإخماد الحرائق، ابتداء من الساعة الثانية عشر عشرة زوالا من يوم الجمعة، وما زالت تباشر مهامها إلى حد زيارة اللجنة الحقوقية، وهكذا، يسجل المركز المغربي لحقوق الإنسان ما يلي : تقصير في القيام بالواجب بالنسبة لرجال الوقاية المدنية على الأرض، إطلاق بعض رجال الدرك الملكي وابل من السب والقذف في حق المواطنين، ومنعهم من إنقاذ مواشيهم، التي كانت تتعرض للهيب النيران أمام أعينهم، بالإضافة إلى إجبارهم على الإدلاء بإفادات تحت الضغط والتهديد والترهيب، بدل الأخذ بيدهم ومساعدتهم، إزاء ما تعرضوا له من خسائر، تذمر في أوساط المواطنين بسبب غياب ممثلي السلطات المحلية والإقليمية، وعدم مد يد المساعدة لهم، إضافة إلى تعرضهم لأزمات نفسية حادة، التوصيات : إغاثة المواطنين بشكل عاجل، من خلال توفير المياه الصالحة للشرب والطعام والخيم، مطالبة الحكومة المغربية باعتبار منطقة أهل اسريف بإقليم العرائش، التي تعرضت للحريق، منطقة منكوبة، تحديد الخسائر الناجمة عن الحريق، وتخصيص تعويضات لإنقاذ المواطنين من التشريد، إرسال وفد طبي متخصص من أجل محاربة تفشي الأمراض بسبب انتشار الحيوانات النافقة، تشكيل لجان التحقيق مركزية للوقوف على أسباب الحريق، وأسباب عدم تدخل رجال المطافئ لإخماد النيران، وتحديد المسؤوليات، خاصة لما يروج من أخبار متواترة حول احتمال أن يكون الحريق ناجم عن عمل تخريبي مدبر. *بتنسيق بين المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان ولجنة التقصي التابعة للفرع المحلي بالقصر الكبير