الإعلام الالكتروني ودوره في الحراك الاجتماعي المحلي موضوع الندوة التي نظمها المكتب المحلي للشبيبة الاستقلالية بالقصر الكبير ،بتنسيق مع المنابر الإعلامية المحلية: القصر فوروم، القصر نت، القصر 24 ،وذلك يوم الجمعة 6 أبريل على الساعة الخامسة مساء بالمركز الثقافي البلدي، وقد تتبع الحاضرون في البداية كلمة الجهة المنظمة حيث تمت الإشارة إلى قدرة الإعلام الإلكتروني على فرض واقع إعلامي جديد بكل المقاييس، والانتقال بالإعلام إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار، واختراق كافة الحواجز المكانية والزمنية، والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية والمحتوى الإعلامي، لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع، وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة على الفضاء الإلكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق. واعتبرت كلمة الشبيبة الاستقلالية البحث عن حلول لمعضلات الساكنة وانتظاراتها، مقاربة متواضعة ومساهمة في خلق أرضية للنقاش ،يبقى للأيام الحكم عليها مع شكر المنابر الإعلامية المشاركة لاستجابتها للدعوة وتنسيقها مع الجهة المنظمة لتوفير أسباب النجاح لهذه الندوة . المداخلة الأولى : الإعلام الالكتروني النشأة والتطور، شارك بها الأستاذ عبد الصمد الكطابي كمختص راكم تجربة رائدة في المجال من حيث التصميم والمعالجة الصحفية،، وقد نبه إلى التحريف الحاصل على مستوى الترجمة،وأن الترجمة الأسلم والأشمل والتي لا تحصر الثورة الإعلامية في الإلكترون فقط هي : الإعلام الرقمي بدل الالكتروني وأن الذي ساعد على انتشار الإعلام الالكتروني على حساب الإعلام الرقمي هو الاستعمال اليومي من طرف بعض الفضائيات مما ساعد على ذيوع ذلك ، ثم أن التسجيلات الصوتية والمرئية والوسائط المتعددة والأقراص المدمجة والانترنيت أهم أشكال الإعلام الالكتروني الحديث . إن التسمية الإلكترونية تأخذ بعين الاعتبار الجانب المادي الذي يجعل من الإلكترون المكون الأساسي لكل الالكترونيات، في حين تركز التسمية الرقمية على الاختلاف الأساسي المعتمد في تدفق المعلومات بين ما هو تناظري لا يرقى إلى مستوى التطور التكنولوجي الحاصل ،وبين ما هو رقمي ومعتمد اليوم في كل وسائل البث ونشر المعلومة من الفضائيات إلى الانترنيت، إلى الهواتف الذكية . إن هذا النوع من الإعلام يضيف – عبد الصمد - يوصف بكابوس الأنظمة فالانترنيت أكثر تغييرا وتأثيرا لأن من عوامل قوته سرعة التدفق والحرية وتنوع المعلومة ،، ولقد استطاع لحد الآن التربع على عرش سلطة الإعلام ويقال : (سنة واحدة من عمر شبكة الانترنيت تساوي أربع سنوات من العمر الزمني الأرضي لغيرها من وسائل الإعلام) . وأشار السيد الكطابي إلى تعميم التقنية بفضل ظهور المواقع والصفحات بمختلف أنواعها : مواقع المؤسسات والشركات ، المواقع التجارية والتعليمية والترفيهية ،الصفحات الشخصية ،المدونات ،المنتديات ، الشبكات الاجتماعية ...وبعد تقديم معطيات إحصائية ونسب مستخدمي الانترنيت سنة 2011 حسب مناطق في العالم، تمت الإشارة إلى أن الصفحات الشخصية والمدونات لعبت دورا أساسيا كبير ا في العديد من الأحداث السياسية في العالم فتحولت موازين القوى لصالح المواقع والشبكات الاجتماعية حتى صارت محركات الثورات العربية ومصدر المعلومة لدى أكبر وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية . المداخلة الثانية :ناب عن موقع القصر فوروم في تقديمها السيد زكرياء الساحلي وقد أطرها بمدخل عام أكد من خلاله أننا أصبحنا نرى ما يسمى ب"المواطن الصحافي"، حيث أصبح المواطن يلعب دورًا تحتاجه الفضائيات التي باتت تطلب من الناس أن يشاركوا ويساهموا بالتصوير وإعداد التقارير أو تزويدها بالمعلومات، وبالتالي فإن نقل المعلومة من خلال الشبكات الاجتماعية هو مهم ومهم جدًا، ورأينا تأثيره وتأثير هذه الشبكات في الثورات الديمقراطية والأحداث الكبيرة وفي تنظيم المظاهرات والنشاطات والفعاليات. ومن هذا المدخل الأساسي يتضح لنا الأهمية القصوى لوجود منبر إعلامي بالمدينة حيث انطلقت المبادرة من طرف زمرة من الشباب المحلي الغيور على المدينة و تراثها الحي بملامسة مختلف الإشكالات و القضايا المطروحة ومناقشتها ثم معالجتها. وقد تطرق السيد زكرياء الى الإعلام إلكتروني المحلي ، في مستواه الجنيني ، حيث تم إنشاء غرف للدردشة خاصة بالقصر الكبير ، تهتم بالتعارف بين أبناء المدينة ، كان يتم فيها من حين لآخر ، طرح الأخبار المتعلقة بالمدينة ، و تناولها عن طريق قنوات الدردشة ، كأول قناة إخبارية محلية ، إن جاز الوصف ، لكن هاته القناة لم تكن تتوفر على خاصية الانتشار و الديمومة ، على اعتبار أن ما يتم تداوله فيها ، يكون محصورا من ناحية الجمهور المستهدف،ومحدودا زمنيا ، على اعتبار ضياعه عند غلق القناة . ولقد كان ظهور المدينة في الواجهة الإعلامية ، مرتبطا إما بأحداث تفرض نفسها ، و يكون الهدف من هذا الظهور هو تقديم مادة دسمة للجمهور ، هدفها رفع المردودية المادية و المعنوية لقناة الاتصال ، أو كان الظهور رهينا بقنوات يتم فيها استحضار ماهو سياسي ، حزبي ، وشخصي ، و يظل في جميع الأحوال ، الحضور مرتبطا بالمزاجية. إن العوامل المذكورة سلفا، فرضت علينا – يقول زكرياء - إحداث موقع ، يستجيب لضرورات ملحة ، وفق رؤية عامة ، تهدف إلى إيجاد فضاء تواصلي بالأساس ، تفاعلي ، أفقي البنية ، يكون بمثابة البيت الافتراضي الذي يكون مفتاحه الوحيد هو مدينة القصر الكبير ، يجمع أبناء الأوبيدوم نوفوم ، من أجل ممارسة التواصل بمفهومه الشامل وليس الإخباري فقط . إن ربط قصراوة بمدينتهم ، كان رؤية رئيسة ، اعتمدها الموقع في تحديد سياسته العامة ، من خلال تبادل المعطيات حول المستجدات اليومية للمدينة ، سواء فيما تعلق بما هو إخباري ، رياضي ، ثقافي. ولقد كان من أهدافنا: توفير قاعدة بيانات تهم المدينة ، الاهتمام بالمتلقي ،حفظ الذاكرة التاريخية للمدينة، تشكيل وعي عام بقضايا المدينة،وقدم ممثل (القصر فوروم) المحطات الانتخابية كنموذج للاشتغال كان من مراميها التعريف بالمرشحين وأحزابهم عبر عرض حوارات وأشرطة ، و رصد الخروقات، ثم نشر النتائج. وسجلت المداخلة عدم التفاعل الايجابي مع الإعلام الالكتروني المحلي، بعدم انفتاح الهيئات السياسية والنقابية و معظم الهيئات الجمعوية على هذا الصنف من الإعلام ،والتنبيه إلى استمرار المضايقات التي يتعرض لها هذا المولود الإعلامي، واستمرار سياسة التجاهل والإقصاء في حقه . في الختام ، وجه السيد زكرياء دعوة مفتوحة للجميع من أجل الانخراط في هذا الورش الواعد و الذي من المأمول له أن يساهم بالنهوض بأوضاع المدينة ، كما طالب الجهات المسؤولة بدعم الإعلام الإلكتروني المحلي ، على اعتبار انه يقدم خدمات إعلامية عديدة تتعدى ما هو إخباري محض ،وتقديم الدعم الذي ليس بالضرورة مادي ، بقدر ما هو دعم يتجاوزه إلى مستويات أخرى ، كالتكوين ،التقنين ، الحماية ، الاعتراف ، الإشهار ، الشراكات و هو ما يستطيع أن يجعل المتطوعون في الميدان ، يقدمون خدمة إعلامية ترقى إلى المستوى المطلوب ، و تحترم الشروط المهنية للصحافة . المداخلة الثالثة :كانت للإعلامية والمدونة المقتدرة أسماء التمالح وقد اعتبرت القصر نت فضاء حاول من خلاله مجموعة من الغيورين على المدينة الشغوفين بتاريخها العريق الفخورين بمجدها وبعطاءات إعلامها ومبدعيها تقديم صورة مشرفة للقصر الكبير، وترسخ لحضورها الكترونيا وتعرف بها وبأصالتها، إضافة إلى تقريب المعلومة والخبر المتعلق بما يجري على أرضها كي يظل البعيدون عنها على تواصل مستمر بها حتى ولو رمتهم ظروف العيش بعيدا . وركزت - أسماء - على البعد الثقافي للمنتدى وهو يواكب مجموعة من الأنشطة الثقافية التي تنظم بالمدينة مع إنجاز العديد من التغطيات لاحتفاليات ثقافية متعددة سواء تعلق الأمر بحفل تكريم أو توقيع كتاب أوغيره ،،والمنتدى احتضن أسامي قصرية عديدة لها بصماتها المتميزة في العطاء الإبداعي المتنوع واستضاف شخصيات ثقافية مرموقة وأجرى معها حوارات مكتوبة و وأشرك الرواد في طرح الأسئلة إيمانا منه بالعمل التشاركي الذي يضفي على كل مجهود جمالية أكثر، ورضا أكبر ،من قبل المتلقين إلى جانب كل هذا أولى القصر نت عناية خاصة بالنتاجات الأدبية التي يتوصل بها من أصحابها أو عن طريق بعض المشرفين بغية النشر على صفحاتها دون إغفال نقطة وضع نبذة ولو مختصرة عن المبدع صاحب المنتج الأدبي كما تطرقت أسماء إلى اهتمام الموقع بشؤون الأسرة، والاهتمام بالموروث الثقافي والتاريخي، مع الاهتمام بالصور التاريخية ..... المداخلة الرابعة :كانت للسيد نزار خيرون كممثل للبوابة الإخبارية القصر 24 وفيها عرف بالبوابة الإخبارية كموقع متخصص في شؤون القصر الكبير يهدف إلى تقديم خدمات إخبارية محايدة وذات مصداقية ، كما أشار إلى الحرص على التميز بالمصداقية والأمانة بمعايير أخلاقية عالية والأهم الخروج من ثنائية "مع"و "ضد" إلى آفاق كيف ولماذا ؟؟...كما أكد على أن هذه البوابة تندرج ضمن ما يصطلح عليه " الإعلام البديل " أو " الإعلام التطوعي " الذي ينقل الحدث من وجهة نظر القارئ، من تم جاءت فكرة التأسيس على ما يلي : وجود أكثر من منتدى يمثل المدينة ،وغياب موقع إخباري ،، عدم اكتمال محاولات خلق منبر الكتروني واحد يتسع لكل الأفكار والآراء بالمدينة ،، العمل على تجويد المنتج الإخباري بعيدا عن ثقافة التشهير والتهويل. ولقد أرجع السيد نزار خيرون تطور القصر 24 إلى مؤشرات :عدد الزوار ، ووجود ميثاق مع القراء ،ثم اعتبار الجودة صيرورة وليست حالة جامدة ، وتحري الدقة والمسؤولية. وكنمدجة "عمالة القصر الكبير" فإن الموقع طرح تحول المدينة إلى إقليم وهي فكرة لقيت تجاوبا كبيرا جدا من طرف زوار الموقع واستقطبت مثقفين وأطر وإداريين استحسنوا الفكرة وتفاعلوا معها ثم قدم - نزار -إحصائيات حول ذلك من حيث عدد المواضيع ، وعدد الزيارات، وعدد التعليقات ، وتواريخ النشر ، وختم بأننا لا ننزه عن الخطأ والتقصير ونسعى إلى التجويد الدائم للموقع حتى يقترب من تلبية الحاجيات .... المداخلات تميزت بقيمة المتدخلين على مستوى طرح الأفكار والاقتراحات وبسط التصورات من زوايا معقولة تهدف إلى مباركة المبادرة ،وتصحيح بعض التصورات ، وقد أشارت إحداها إلى العلاقة بين السبق الصحفي وتحري المصداقية واعتبار الأخيرة هدفا والسبق وسيلة ، مع الدعوة إلى التنسيق بين المواقع المحلية ، والاشتغال على ملفات بعينها كالصحة أو التعليم مثلا ...والتطرق لبعض الظواهر لدفع المسؤولين إلى التحرك ، وقد تمت الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بكل الأجناس الصحفية ،،،مع اقتراح مساندة الأخ زكرياء الساحلي في معركته للحصول على عمل قار. واختتمت الندوة بإصدار التوصيات التالية : 1 ) العمل بمهنية للرقي بالإعلام المحلي 2 ) خلق نواة تقنية لدعم المبادرات الإعلامية 3 ) خلق صفحة في الفيسبووك " منابر القصر الكبير الإعلامية " 4 ) العمل على تنظيم ندوات ، محاضرات ... لمناقشة بعض القضايا التي تعرض على المنابر الإعلامية الثلاث خارج الفضاء الإلكتروني. 5 ) جعل المنابر الإعلامية كل لا يتجزأ أي أن يكون كل منبر يكمل الأخر في تغطية الأحداث 6 ) وضع ميثاق شرف بين مختلف المنابر الإعلامية المحلية يتضمن كل الخلاصات و التوصيات الصادرة عن النشاط تركز أساسا على العمل الوحدوي و المتكامل و تشبيك العلاقات. 7 ) الاهتمام بوضعية الأخ زكرياء الساحلي ومساندته في معركته حتى الحصول على عمل يضمن كرامته كمناضل وكإعلامي. شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com