كانت الساعة تشير إلى حوالى الثانية عشر من منتصف ليلة الإثنين الثلاثاء، حين فوجئ بحارة مركب للصيد بالجر" باريخا" المسمى" الهدى" والمسجل بمدينة طنجة، باندلاع حريق وصف بالمهول بمؤخرة المركب بساحل العرائش بالمنطقة المسماة"وادي الخميس". النيران بمؤخرة المركب في عرض البحر أمر أفزع البحارة، وخلق الارتباك في صفوفهم، البحث عن وسيلة لإخماد النار كشف عن ضعف تجهيزات الوقاية والسلامة، وزاد من ضغط الوقع تأخر عناصر البحرية وباخرة الإنقاذ التي وجهت لها رسائل استغاثة من المركب نفسه وبعض المراكب الأخرى التي شهدت الحادث.. "تيتانيك" في مشهدها الأخير لم يعد هناك أمل لإنقاذها، و"الرايس" اضطر للمغادرة برفقة بحارته مخافة أن يحدث له ما حدث لمن بقي ب"التيتانيك"، حيث بادر أحد المراكب الذي كان قريبا منهم للاقتراب أكثر، ليحمل على ظهره البحارة الذين كانوا في وضعية حرجة، رغم أن الحادث لم يتسبب لحسن الحظ في خسائر بشرية. ولم تعرف الأسباب الحقيقية لاندلاع تلك النيران في المركب، فقد تضاربت مصادر "الأحداث المغربية " حول السبب وراء اندلاع الحريق، الذي تسبب في غرق كلي للمركب والذي أجمعت على أنه يعود إلى تسرب للبنزين. فيما تم استدعاء طاقم المركب في اليوم الموالي إلى ميناء العرائش لفتح تحقيق في ملابسات الحادث. حيث كشفت الواقعة غياب مستلزمات السلامة والنجدة لدى المركب، وهو ما ينطبق على مراكب أخرى مماثلة..