أضحت جل المعاملات الوظيفية وقضاء المصالح اليومية للمواطنين،تمر عن طريق كل مظاهر الرشوة وأخواتها.ففي كل الميادين نخرت الوسيطة والمحسوبية هياكلها التنظيمية.والكل يعلم كيفية إنجاز جل مصالح المواطنين بطرق غير قانونية.فالرشوة ذلك الأخطبوط غير المرئي متعدد الاشتباكات و المتجدر في المجتمع إلى ابعد حد.ولا يمكن بين عشية وضحها القضاء عليه،لكن بشيء من الوعي و التحسيس المستمر يمكن من تقليص وحصر هذه الظاهرة الشاذة شيئا ما. يحكى في الماضي أن أبناء وحريم النبلاء الذين كانوا قلما يخرجون إلى الشمس، بيض البشرة حتى ظهرت أوردتهم وكأنها زرقاء.وهذا ما انطلى على العبيد الذين اعتقدوا وهم ذوي الدماء الحمراء، أنهم وجدوا لخدمة العرق الأزرق.هذه الحكاية نجد تطبيقها الآن في واقعنا المرير.لكن تتمظهر في مصاصي جيوب المواطنين،وكما نقول شعبيا (الزرقة هي لخدامة)،(ادهن السير يسير....).وهكذا تتجدر ظاهرة الرشوة في الوسط المغربي إلى درجة لا تصدق،أن بعض الناس إذا لم يقدموا الرشوة أو " تدويره"إلى ذلك الموظف أو المسؤول لا يشعرون بالرضا على أنفسهم.وهذا أكبر خلل منتشر في مجتمعا.الذي أعميت فيه كل أوجه القانون والشفافية. الأغلبية الساحقة،تقضي مصالحها بطريقة غير مباشرة،إما الرشوة ومسمياتها الشعبية أو عن طريق المحسوبية و الزبونية وما جاورها من اصطلاحات في عالم يغرد فيه كل على ليلاه.في كل المجالات تجد الرشوة حاضرة،في التعليم الذي هو أساس المجتمع،مرا بالصحة والبحث عن العمل قصة أخرى.ومن أكبر المجالات الواضحة للعيان عندنا الآن في المغرب وهي الرشوة العلانية أو السمسرة في ميدان كرة القدم.التي أصبح الشعب معها في كل ساعة يشرب الأمرين. أليست النكسة الأخيرة التي تلقاها المنتخب المغربي لكرة القدم،لمشاركته الباهتة في إقصائيات "كان جنوب إفريقيا 2013"والمبالغ الباهظة التي صرفت عليه والتي بلغت في هذه المناسبة فقط حوالي ملياري سنتيم.بالإظافة إلى الراتب المثير للاستغراب الذي كان يتقاضاه سيدهم جريتس وما خفي أعظم.في مجال الرياضة فقط الكل يلاحظ الكم الهائل من المتطاولين على الميدان،ليس حبا في الوطن لكن حبا في أن يتقمصوا دور مصاصي جيوب المواطنين. إلى متى سيبقى الحال على ما عليه؟متى ستكون لدينا رؤية واضحة للعمل الدءوب،واليومي لقضاء مصالح الناس والوطن دون سمسرة ولا محسوبية شخصية؟