يعلل تحريم الإحتفال برأس السنة الميلادية دائما، بكونه تقليدا للنصارى في احتفالهم بميلاد المسيح، والحقيقة أنه لا توجد كنسية مسيحية واحدة تعتبر أن المسيح ولد في 31 ديسمبر، فالنصارى الغربيون الكاثوليك يحتفلون بالميلاد في 25 ديسمبر بينما يحييه الشرقيون الأورثذكس في 7 من يناير.. وتوضح الحقيقة التاريخية أن السنة الشمسية الرومانية كانت تبدأ في شهر مارس وتنتهي في فبراير، وتغير ترتيب شهور السنة ليصبح بالترتيب الذي نعرفه حاليا، من يناير إلى ديسمبر، قبل ظهور المسيحية بعقود، وتحديدا سنة 45 قبل الميلاد في عهد الإمبراطور الروماني الوثني يوليوس قيصر. ما كتبت ليس دعوة للإحتفال برأس السنة، بل هو دعوة لإعادة النظر في حجج رفض هذا الإحتفال.. رأس السنة مناسبة لنتذكر أننا أمة مغلوبة فرض عليها استبدال تقويمها بالحديد والنار.. مناسبة لنتذكر أننا أمة مصابة بالفصام، تصوم قمريا وتعمل مصانعها شمسيا، الدين والدنيا فيها متوازيان لكل منهما زمنه الخاص وتقويمه المنفصل..أمة يراد تهجين هويتها. أرفض الإحتفال برأس السنة الميلادية لأن هذا الرفض استمرار لمقاومة المركزية الغربية، سواء حين كانت رومانية وثنية أو مسيحية أو في تجليها المادي الحالي.. أرفضه تماما كما سأرفض التقويم الصيني إذا فرض علي في يوم من الايام.. رغم أنه لا يمت للمسيح بصلة.