شهد فريق برشلونة الإسباني ثورة كروية منذ قدوم بيب غوارديولا مدرباً للفريق، بعدما استطاع تحقيق 14 لقباً في 4 سنوات فقط تربع فيها الفريق الكاتالوني على عرش الكرة الأوروبية والعالمية باقتدار. كما شهدت تلك الفترة صعود نجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد أن كان خياراً ثانياً للمدرب الهولندي فرانك رايكارد بوجود البرازيلي الساحر رونالدينيو، إضافة إلى نضج الجوهرة الأرجنتينية على يد المدرب الشاب غوارديولا. حاول غوارديولا في سنته الأولى التخلص بطريقة غريبة من المهاجم الكاميروني صامويل ايتو، لكنه بقي وساهم بفوز الفريق بثلاثية برشلونة الأولى في العهد الجديد، لكن النجم الأسمر غادر الفريق بعد ذلك. بعد ذلك استقدم الفريق الكاتالوني المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والذي حقق أفضل بداية للاعب جديد في تاريخ برشلونة بعدما سجل العديد من الأهداف، لكن ذلك لم يستمر كثيراً بعد بدء مشاكله مع المدرب، ليركنه على دكة البدلاء. ولم يطل وجود إبرا في برشلونة أكثر من موسم واحد، ليعود إلى ميلان ويفتح النار على برشلونة ومدربه غوارديولا، وكانت المفاجأة عندما هاجم ميسي وقال إنه يتصرف في النادي وكأنه يملكه. لعب برشلونة كثيراً بلا مهاجم صريح، وتم شراء ديفيد فيا من فالنسيا، وقدم اللاعب أداء جيداً، قبل أن يجلس كثيراً على مقاعد البدلاء ليلعب مكانه بيدرو رودريغيز ابن كاتالونيا، ليبدأ بعدها اللاعب التذمر من تلك الحال. ثم ما لبثت الأخبار تتناثر حول خلاف بين فيا ونجم الفريق ليونيل ميسي، حتى إن الحديث عن رحيل الخفاش السابق بات كثيراً قبل إصابة اللاعب بكسر في الساق، كما بدا واضحاً الجفاء بين اللاعبين في الفريق. فهل يكون ميسي سبب غياب المهاجم الصريح للفريق؟ ربما.. لو حللنا أداء برشلونة، لوجدنا أن وجود مهاجم صريح في التشكيلة النارية للفريق الكاتالوني من شأنه سرقة الأضواء من ميسي الذي يلعب متأخراً خلف المهاجم الصريح المفترض. فداني الفيس من الطرف الأيمن، وأبيدال أو بيدرو من الجانب الأيسر يقطعون الأطراف وصولاً للمرمى عشرات المرات في كل مباراة، دون أن يتمكنوا من تمرير كرة عرضية لمهاجم صريح يترجمها إلى أهداف. فلو كان هناك ذلك المهاجم، لتحول بالفعل إلى ماكينة أهداف، نظراً للفرص الكثيرة التي ستسنح له، وهذا بالضرورة سيكون من رصيد ميسي الذي يسجل عشرات الأهداف في كل موسم. فهل حقاً يفرض ميسي أوامره على برشلونة كما قال إبرا؟ وهل هو وراء غياب المهاجم الصريح عن الفريق، والذي يجمع الكثير من المحللين أن وجوده بات ضرورة في النادي الكاتالوني خصوصاً بعد خسارته للقب دوري الأبطال في الموسم المنصرم، والذي كان وجود ذلك اللاعب كفيلاً بالحفاظ عليه.. ربما تكشف الأيام المقبلة صحة الادعاء من خطئه.