تعج وسائل الإعلام الإيطالية وغير الايطالية بصور اللاعب الأسمر "الصغير" بالوتيلي بعدما نجح مهاجم الأتزوري في خطف الأضواء من الجميع في نصف نهائي كأس أمم أوروبا لكرة القدم- يورو 2012. هذا المهاجم المثير للجدل والذي قدم موسما ناجحا مع نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الانكليزي، نجح في كسب ثقته مدرب المنتخب الايطالي برانديلي وأصبح ركنا أساسيا في تشكيلة أبطال العالم السابقين رغم أنه ما زال في الواحدة والعشرين من عمره. والآن تتعلق الآمال الإيطالية بشكل غير متناهي على "سوبر ماريو" الذي يقول أنه عازم على التسجيل في شباك أبطال أوروبا والعالم الحاليين المنتخب الإسباني في مباراة النهائي الأحد على ثاني أهم كاس في العالم. ورغم أن نجومية بالوتيلي لم تصل بعد لما وصل إليه هداف ريال مدريد بطل إسبانيا والمنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أن هناك من يقول ويؤكد أن "الايطالي الهجين" نجح في سحب البساط من تحت أقدام الدون في هذه البطولة.! ولكن لماذا يحظى بالوتيلي بهذه الاهتمام الإعلامي الكبير، وما الذي فعله في هذه البطولة، ولم يتمكن رونالدو من فعله.؟ تشابه كبير في المسار الحقيقة أن كلا المهاجمين سجل 3 أهداف في البطولة (بالوتيلي يحتفظ بفرصة الانفراد بلقب الهداف)، وأن كل منهما بدأ المنافسات في يورو 2012 وسط انتقادات واسعة مع أول مباراتين في الدور الأول، حيث لم يسجل رونالدو أمام ألمانيا والدنمارك، ولم ينجح بالوتيلي في هز شباك إسبانيا قبل أن يخرج أيضا أمام كرواتيا بخفي حنين. ولكن في المباراة الثالثة كان رونالدو دون غيره هو السبب الأول والوحيد في تأهل البرتغال إلى ربع النهائي بعدما سجل هدفي المباراة أمام هولندا والتي انتهت 2-1، فيما تمكن بالوتيلي من افتتاح رصيده التهديفي مسجلا هدف إيطاليا الثاني في شباك إيرلندا ليفوز الأتزوري 2-صفر. وتفوق رونالدو على نفسه في مباراة برازيليو أوروبا أمام التشيك وسجل هدف المباراة الوحيد ليقود بلاده للدور نصف النهائي، فيما لم يسجل أحد في مباراة ايطاليا وانكلترا التي انتهت لصالح الطليان بعد الاحتكام لركلات الجزاء الترجيحية. ويحسب لبالوتيلي تصديه لركلة الجزاء الأولى بنجاح، وهو الأمر الذي ساهم في رفع معنويات زملائه الذي سرقوا الفوز ب4 ركلات ناجحة مقابل اثنتين فقط للإنكليز. لحظة التفوق لبالوتيلي ومع انطلاق الدور نصف النهائي نجح المهاجم الايطالي في إدارة دفة الأضواء نحو قصة شعره الغريبة، عندما سجل هدفي إيطاليا الرائعين في شباك ألمانيا ليرفع منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، في الوقت الذي ارتكب فيه رونالدو خطأ صريحا أمام اسبانيا في نصف النهائي الذي سبق. بعض الإعلام البرتغالي اتهم رونالدو بأنه حاول ارتداء ثوب البطل من خلال تأجيل تسديد ركلة الجزاء الأولى، وهو الأمر الذي انعكس سلبيا على فريقه الذي خسر حتى قبل أن يحين موعد الركلة الخامسة 4-2، وأصبحت ركلة جزاء رونالدو بلا فائدة. الفرق بين بالوتيلي ورونالدو هو أن الحظ أسعف النجم الأسمر في الوقت والمكان المناسبين، في حين ان رونالدو خانه التوقيت.!