[انطلاق اليورو 2012 أو المونديال بلا البرازيل والأرجنتين وميسي!] اليوم سينطلق اليورو .. الذي لو حضر البرازيل والأرجنتين وميسي لأصبح مونديالا بأتم معنى الكلمة! .. قد يقول لي قائل: مادام ذكرت الأرجنتين لماذا تذكر ميسي ؟ أجيب وأقول: ميسي يعتبر بحد ذاته ركن من أركان النجاح وميزانه يساوي فريق .. فلو كان ميسي بولندياً أو إسبانياً مثلاً لكنا لا نحتاج حضور منتخب الأرجنتين بكامل نجومه الأخرين! لكن رجوعاً لليورو أقول: كم هي جميلة نكهة وطيبة رائحة هذه البطولة .. وذكريات النمسا وسويسرا 2008 لاتزال محفورة ومنحوتة في رأسي .. أه من مفأجاة أحفاد أفلاطون في 2004 .. وهدف "تريزجول" في مرمى إيطاليا عام 2000 .. يا سلام على "كلينسمان" وإنجاز المانيا في إنجلترا 1996 .. كل هذه البطولات أتذكرها كما أتذكر إسمي أو سني .. إنها ذكريات لن تمحى من عقول عشاق المدورة .. وأعرف كما أعرف لون السماء الإنجاز المعجزة للدانمارك عام 1992 في ستوكهولم أمام زملاء الألماني "توماس هاسلر" في النهائي، وإقصائهم زملاء "ريكارد" و"بيركامب" في النصف النهائي .. اه يا "لارسن" ويا "لاودروب" كم كنتوا كباراً في البطولة اللتي لم تتاهلوا لها وشاركتوا بها بعد إنسحاب من اقصاكم في التصفيات يوغوسلافيا .. كما ذكريات هولندا وفوزها بالبطولة في المانيا عام 1988 أو فوز فرنسا بقيادة أميرها المدلل بلاتيني في حديقة الأمراء أمام إسبانيا عام 1984 وفوز المانيا في روما على بلجيكا عام 1980 فعلاً إنها ذكريات لا تمحى حتى من دماغ من لم يعيشها على المباشر من كثرة ما قرأنا عنها وشاهدنا إعادات لها .. أما هذه السنة فالبطولة ستذهب الى دولتان هما أكرانيا، وبولندا، وستكون ساخنة كالعادة كيف لا وفرنسا تواجه إنجلترا على أمل حجز مكان لمواجهة إيطاليا او إسبانيا في الدور الثاني؟ وإيطاليا بطلة العالم 2006 ستواجه بطلة العالم 2010 إسبانيا؟ كيف لن تكون حارقة وطاحنة وأنت تشاهد وصيف مونديال 2010 هولندا يواجه صاحب برونزية نفس المونديال المانيا؟ ورغم برودة المجموعة الأولي كبرودة طقس بولندا وروسيا واللتي لم تعجبني تركيباتها الحقيقة، ولكن تركيبة المجموعات الاخرى ستنسينا ذلك وستشعل النار في قلب "كياف" و"وارسو" كما أشعلها "نيرون" من قرون في قلب روما .. أما إذا سألني سائل من سيفوز سأقول: أنا، وأنت، وجميع المشاهدين من سيفوز لأننا ببساطة سنستمتع بمباريات توازي عجائب الدنيا في دهشتها كيف لا؟! و"بيكاسو" و"سلفادور دالي" يخرجان من قبرهما ليرسمان بأقدام تشابي وسيلفا أحلى اللوحات؟ و"فان جوج" و"رامبرانت" يرجعان إلى الحياة لينحتوا بأقدام روبن وشنايدر روائعهم؟! و"دافانتشي" و"مايكل انجلو" يبدعان فوق ميادين بولندا بأقدام أبنائهم الإيطاليون؟! وكذلك "كلود مونيه" و"مارك شاغال" يجملان بأقدام ناصري ومالودا وريبيري مستطيل أكرانيا الأخضر؟! إذن اليورو المرادف للفرجة والكرة الجميلة سينطلق اليوم والتكهن بالفائز تبقى صعبة، ومعقدة، ولكن الأكيد هو أن المتعة، والفرجة، والإثارة مضمونتان من أبناء القارة العجوز. ماهر عدنان قنديل: كاتب (سوري/ جزائري)