كما عودتنا على ذلك في السنوات الأخيرة، تبقى كرة القدم الوطنية دائمة الحضورفي البطولات الخليجية، إذ بات اللاعب المغربي عنصرا مطلوبا في واحة الخليج، لذلك لم يعد إحتراف اللاعب المغربي حكرا على بطولات «القارة العجوز»، بل تعداه لتكون بطولات من قبيل القطرية والسعودية والإماراتية والكويتية ملاذا لمجموعة من اللاعبين الذين إختاروا الوجهة الخليجية، ولعل أبرز البطولات التي عرفت حضورا مغربيا هذه السنة هي قطر. المغرب بعد البرازيل شهدت البطولة القطرية طفرة نوعية بعدما أصبحت قبلة لمجموعة من المحترفين من عدة جنسيات مختلفة، سواء الإفريقية أو الأوروبية أو أمريكا الجنوبية وكذا العربية، وكان هذا التوافد منتظرا إعتبارا للتحول الذي تعرفه الكرة القطرية والإنفتاح الكبير على العالم في سبيل تطوير منتوجها، وإذا كان الحضور البرازيلي يحتل المركز الأول في البطولة القطرية فإن المغرب يأتي في المقام الثاني، وذلك بعد أن ارتفع العدد إلى ثمانية لاعبين منتشرين على سبعة أندية قطرية سيحملون على عاتقهم تمثيل الكرة المغربية أفضل تمثيل مثلما كان الأمر مع سابقيهم كالحسين عموتا ويوسف شيبو ورشيد روكي وكذا لنافسة باقي المحترفين من جنسيات أخرى. قادمون وراحلون وكما كان متوقعا تزايد الحضور المغربي بعد أن إلتحق ثلاثة لاعبين جدد بالبطولة القطرية، ولربما كان المستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي أمام نظيره الجزائري في المباراة الأخيرة التي فاز فيها برباعية نظيفة الأثر الكبير على تزايد الإهتمام باللاعب المغربي، فبعد مسار طويل في العديد من البطولات الأوروبية ثم الوداد كآخر محطة له، فضل جمال عليوي هذه المرة دخول تجربة خليجية، حيث إختار الخريطيات لبدء هذه المغامرة، وآثر هشام أبو شروان العودة للكرة الخليجية، فبعد أن مارس مع اتحاد جدة السعودي تعاقد هذا الموسم مع الأهلي، واللاعب الثالث الوافد الجديد هو محمد الشيحاني الذي سيدافع هذا الموسم عن ألوان العربي. وإذا عرفت البطولة القطرية إضافة ثلاثة لاعبين مغاربة جدد فإنه بالمقابل غادرها بعد نهاية الموسم الماضي عادل رمزي بعد أن فك ارتباطه بأم صلال وهو الذي لعب لثلاث سنوات مع الوكرة، كما غادر البطولة القطرية يونس الحواصي قبل نهاية الموسم الماضي. العساس أقدم محترف فرض عثمان العساس (32 سنة) نفسه كأحد اللاعبين المحترفين الذين ستتذكرهم الكرة القطرية طويلا، فقلة هم اللاعبون الذين ينجحون في أن يعمروا طويلا داخل الأندية الخليجية، بيد أن عثمان العساس إستطاع أن يحافظ على الصورة الطيبة التي يوقع عليها كل موسم، بدليل أنه لعب سبعة مواسم مع فريقه الغرافة، ليبقى إلى جانب العراقي يونس محمود الأقدم في هذه البطولة، لذلك يعد لاعب أولمبيك خريبكة سابقا واحدا من النجوم المحترفة الناجحة بفضل جديته ومثابرته، حيث يعد من العناصر الأساسية داخل الغرافة رغم ما يحفل به هذا الفريق من نجوم كبار ولاعبين قطريين، وبذلك سيواصل عثمان العساس مساره الإحترافي الناجح بالبطولة القطرية في بحث آخر عن الألقاب بعد أن سجل مع فريقه الغرافة تسعة ألقاب. القرقوري في محطة جديدة سيواصل طلال القرقوري (35 سنة) مساره في البطولة القطرية، فبعد العديد من المحطات الأوروبية الهامة بسويسرا وفرنسا وإنجلترا حط طلال القرقوري الرحال قبل أربع سنوات بالبطولة القطرية مع نادي قطر، مسار ناجح وحضور وازن في دفاع الفريق القطراوي جعله يتأقلم بسرعة مع الكرة الخليجية، بيد أن الجديد بالنسبة لطلال هذا الموسم أنه غيَر بذلته، إذ إنتقل من نادي قطر إلى أم صلال الذي طلب وده ليستفيد من تجربته في جبهة الدفاع، حيث كان من الممكن أن يواصل مساره مع نادي قطر إلا أن مشاكله مع المدرب البرازيلي لازاروني أجبرته على الرحيل وعدم تجديد عقده، ليدخل عميد المنتخب المغربي السابق تجربة جديدة مع فريق جديد في بطولة إستأنس بأجوائها. وادو والموسم الثاني إختار عبدالسلام وادو (32 سنة) في الموسم الماضي أن يسدل الستار على مشواره الإحترافي الأوروبي بعد عدة محطات ناجحة بفرنسا وإنجلترا واليونان عندما وقع الموسم الماضي لفريق صاعد حديثا إلى الدرجة الأولى القطرية إسمه الخويا، والظاهر أن التجربة الأولى لوادو كانت ناجحة عندما استطاع في موسمه الأول أن يقود هذا الفريق إلى لقب البطولة القطرية باعتباره عميد الفريق، لقب دفع به إلى تجديد عقده لموسم آخر مع الخويا، حيث سيكون أيضا على موعد لاكتشاف منافسة جديدة هذا الموسم بحكم أنه سيشارك في دوري أبطال أسيا، ما يؤكد أن موسم عبدالسلام وادو سيكون حافلا بالتحديات الهامة، سواء على صعيد البطولة وذلك بالدفاع عن لقبه أو على صعيد المنافسة الأسيوية. عليوي في تجربة جديدة ربما كان دخول جمال عليوي (29 سنة) تجربة الممارسة بالبطولة المغربية في الموسم الماضي مع الوداد فأل خير عليه، حيث استطاع أن يعود مجددا لحمل قميص المنتخب المغربي، بل شارك في ملحمة الفوز التاريخي الأخير على المنتخب الجزائري، كما استطاع أن يعود إلى الإحتراف عبر بوابة الخريطيات القطري، والظاهر أن جمال العليوي مصمم لتدارك ما فات وتلميع صورته ولو بعيدا عن الإحتراف الأوروبي الذي لم يشهد النجاح في محطاته الأخيرة، لذلك لا يريد جمال عليوي أن يضيع فرصة العودة إلى الواجهة رغم أنه يخوض لأول مرة تجربة خليجية. «بوشا» يعود «بوشا» هو اللقب الذي كان ينادي به جمهور إتحاد جدة السعودي هشام أبو شروان (30 سنة) عندما كان يحمل ألوان هذا الفريق في الموسم ما قبل الماضي، تجربة كانت ناجحة مع الفريق السعودي قبل أن يعود إلى الرجاء، بيد أن هشام أبو شروان آثر أن يعود مجددا إلى الكرة الخليجية بعد أن إلتحق هذا الموسم بالأهلي القطري، والظاهر أن هشام أبو شروان يريد أن تلميع صورته من جديد بعد أن وقع على موسم متوسط مع الرجاء بفعل انطلاقته في التداريب المتأخرة وكذا الإصابات التي لاحقته، ويحسب لهشام أبو شروان أنه من اللاعبين الطموحين وأصحاب التجربة بعد أن لعب بعدة أندية بتونس وفرنسا والسعودية، لذلك يبقى من بين النجوم الذين سيحظون بمتابعة كبيرة وسيعول عليه الفريق الأهلاوي هذا الموسم، لذلك يبقى طموح هشام أبو شروان هو عزف نفس سمفونية التألق بقطر مثلما كان الأمر في السعودية. سفري ومصير البقاء كانت كل المؤشرات تؤكد أن يوسف سفري ( 34 سنة ) سيغادر فريقه نادي قطر، وذلك على خلفية التوقيف لأربع مباريات الذي تعرض له من طرف لجنة الإنضباط بعد الإشتباك مع فوزي عايش البحريني الجنسية والمغربي الأصل، بيد أن مسؤولي الفريق القطري آثروا عدم التفريط في خبرته والإستفادة من تجاربه، حيث سيلعب للموسم الرابع على التوالي بعدما كان فريق ساوتهامبتون الإنجليزي آخر محطة إحترافية أوروبية له، لذلك سيحمل سفري على عاتقه مجددا قيادة وسط ميدان الفريق القطراوي والبحث عن الألقاب مثلما كان الأمر عام 2009 عندما حقق نادي قطر لقب كأس ولي العهد. الشيحاني والمغامرة الجديدة وأخيرا يُكتب لأحمد الشيحاني (29 سنة) أن يدخل عالم الإحتراف، فبعد انتظار طويل تمكن هذا اللاعب من تحقيق هذا الحلم بعد تألقه مع اتحاد الخميسات والمغرب الفاسي، والظاهر أن حضوره الأخير مع المنتخب المغربي رفع كوطته ومكنه من الإنتقال لنادي العربي كمعار لموسم واحد، حيث يبقى أقل مغاربة البطولة القطرية شهرة، ومع ذلك سيسعى محمد الشيحاني إلى التألق في محطته الجديدة وفرض إسمه وإقناع مسؤولي العربي القطري أن اختيارهم له كان صائبا. ديبا.. الحنين الخليجي يعد أنور ديبا (28 سنة) من بين أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمات جيدة في البطولة القطرية، حيث أطل على البطولة القطرية عام 2007 عندما انتقل من ناك بريدا الهولندي إلى الوكرة، ولعب مع هذا الفريق موسمين قبل أن ينتقل للنصر الإماراتي ثم توينتي الهولندي، وخلال الإنتقالات الشتوية للموسم الماضي عاد مجددا إلى قطر ليوقع للوكرة قبل أن يقرر هذا الموسم مواصلة المشوار مع فريق «الموج الأزرق» في تجربة أخرى سيسعى من خلالها إلى المساهمة في إعادة تلميع فريقه الوكرة والبصم على حضور متميز مثلما عودنا على ذلك في السنوات التي لعبها في قطر. لوكومت الإستثناء يواصل الحارس الواعد أمين لوكومت إلى جانب عبدالسلام وادو مساره مع الخويا للموسم الثاني على التوالي، وبذلك يعد الحارس الأجنبي الوحيد في البطولة القطرية، فبعد أن تلقى أصول اللعبة مع سوشو الفرنسي قرر في الموسم الماضي تغيير الأجواء ليحط الرحال بالبطولة القطرية مع الخويا، حيث يعد من العناصر الواعدة التي ينتظرها مستقبل زاهر بفضل إمكانياته التقنية والبدنية، وبالرغم من أنه لم يشارك كثيرا مع فريقه الخويا المتوج بلقب البطولة فإن إدارة الفريق تتشبث بهذا الحارس الواعد الذي يسعى هذا الموسم للمنافسة على الرسمية