سيشهد الدوري القطري في موسمه الرياضي الجديد 2011/2012 حضورا لافتا لحاملي الجنسية المغربية، من المتخصصين في معشوقة الملايين الكرة المستديرة، بعدما باتت مختلف الفرق القطرية تضم بين صفوفها لاعبا محترفا مغربيا أو شابا أو مدربا، وذلك على حساب محترفي قارة أمريكا اللاتينية والأفارقة. ويبدو أن هذا الحضور الملفت للنظر للاعبي شمال إفريقيا صار ظاهرة بدأت تغزو الملاعب القطرية، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تتواتر الأخبار من مختلف أنحاء الدنيا حول مفاوضة أندية قطرية لعدد من اللاعبين من المغرب للتعاقد معهم. ومع انطلاق الموسم الرياضي الجديد في قطر، تم رصد ما لا يقل عن 15 لاعبا مغربيا في 10 أندية قطرية من إجمالي 12 ناديا، وهي الغرافة والسد والوكرة والعربي ولخويا وقطر والأهلي والجيش والخريطيات وأم صلال، في حين اعتمد ناديان فقط، هما الخور والريان على محترفين من جنسيات مختلفة. ففريق السد، الملقب بزعيم الأندية القطرية تعاقد مع المدرب الناجح حسين عموتة ليشغل مهمة مشرف عام على الفريق القطري، وهو الذي سبق له أن صال وجال في الملاعب القطرية كلاعب، قبل أن يعتزل الكرة ويختار التدريب مهنة، ويقدم فيها نجاحات كبيرة، تضاهي نجاحاته كلاعب، وخير مثال تتويجه بلقب قاري، يتمثل في كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتصنيفه من قبل الكاف ضمن أفضل مدربي القارة السمراء. أما جار السد، الغرافة فيمتلك أحد أبرز اللاعبين المغاربة الذين استفاد منهم على امتداد السنوات الخمس الأخيرة وهو عثمان العساس، كما يمتلك العربي موهبة كانت من بين أفضل اللاعبين الذين أنجبتنهم كرة القدم الوطنية ويتعلق الأمر بمحمد الشيحاني. وتعاقد فريق قطر مع سعيد شيبا مدربا، إلى جانب انتداب النجم المغربي عبد السلام وادو الذي سيلتحق بمواطنه يوسف سفري الذي احترف مع الفريق خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، ونجح فريق لخويا بطل الدوري الموسم الماضي في انتداب أنور ديبا المحترف المغربي السابق في نادي الوكرة، لينضاف إلى لاعب مغربي آخر، يتعلق الأمر بالحارس أمين لوكومت، الذي يقضي موسمه الثاني مع لخويا. أما الوكرة الذي كان نقطة استقبال لمجموعة من اللاعبين المغاربة، خف عنه الحمل الموسم المقبل، باستمرار لاعب مغربي واحد لا غير، ويتعلق الأمر بالمخضرم عزيز بن عسكر، الذي كان من اللاعبين الأوائل الذين طلقوا الدوري الفرنسي، ينتقل إلى قطر ويكتشف بطولة قطر في مواسمها الأولى على بوابة الاحتراف. وتمكن فريق الأهلي بدوره من التعاقد مع نجم الإتحاد السعودي سابقا، والرجاء البيضاوي هشام بوشروان، وتعاقد الخريطيات مع المغربي جمال العليوي، فيما تعاقد أم صلال مع النجم المغربي طلال القرقوري. الذي أنهى ارتباطه مع فريق قطر، وافدا على تجربة جديدة بتوصية من مدرب أم صلال الذي ليس إلا المغربي حسن حرمة الله. وإلى جانب الأسماء السالفة، نجد زخما من المدربين والأطر المغربية، من معالجين طبيعيين وأطباء ومشرفين عامين، يؤثثون مراكز تكوين قطر، ويعملون جنبا إلى جنب مع القطريين، لتأهيل الإدارة التقنية القطرية. كما أنه وفي الأيام الأخيرة، أصبح السوق القطري، مهتما بالطاقات المغربية الواعدة، من لاعبي الأمل، كما هو حال مجموعة من لاعبي فريق الوداد البيضاوي، الذين انضموا إلى فرق قطرية، بعدما وجدوا تهميشا كبيرا في المغرب. وفي هذا الصدد، يؤكد مجموعة من آباء وأولياء هؤلاء اللاعبين أن انتقال أبنائهم إلى قطر، يأتي في ظل التهميش الذي عانى منه هؤلاء في مركز تكوين الوداد، وحسب هؤلاء، فإنه لولا التهميش لظل أبناؤهم يلعبون مع فريق الوداد. ويشير أب أحد المواهب المنتقل حديثا إلى قطر، الصنهاجي، إلى أنه صرف على ابنه من ماله الخاص حتى يحترف كرة القدم، ويصبح لاعبا موهوبا، لكن في الأخير فوجئ بأن ابنه لن يستطيع اللعب يوما ما في الفريق الأول لفريق الوداد، في ظل السياسة الحالية للوداد، التي تعتمد على الانتداب وليس على أبناء مدرسة النادي، نافيا أن يكون قد منحه القطريون منحا مالية مغرية حتى يسمح لابنه بالانتقال إلى قطر، لكن التكوين الجيد وضمان مستقبل كروي رفيع لابنه، هو من دفعه إلى السماح لابنه إلى التكوين في أحد أكبر مراكز التكوين في العالم.