سيكون قطبا مدينة مانشستر الإنكليزية يونايتد وسيتي، أمام مهمة صعبة عندما يخوضان اليوم الخميس إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" لكرة القدم. على ملعب "سان ماميس"، يحل يونايتد ضيفاً على أتلتيك بلباو، الذي كان صعق جمهور "أولدترافورد" في لقاء الذهاب، وتغلب على "الشياطين الحمر" ملحقا بهم الهزيمة الأوروبية الثانية على التوالي في أرضهم للمرة الأولى منذ عام 1996، وذلك لأنهم خسروا في إياب الدور السابق أمام أياكس أمستردام الهولندي 1-2، دون أن يحرمهم ذلك من مواصلة المشوار في مشاركتهم الأولى في المسابقة الأوروبية الثانية منذ 1995، حين خرجوا من الدور الأول على يد روترو فولغوغراد الروسي، لأنهم فازوا ذهابا على "أمستردام أرينا" بثنائية نظيفة. ويأمل يونايتد أن يتجنب سيناريو زيارته الأخيرة لبلباو، حين خسر أمامه قبل 50 عاما 3-5، وبالتحديد في 16 يناير/كانون الثاني 1957، وذلك في ذهاب الدور ربع النهائي من كأس الأندية الأوروبية البطلة، لكنه تمكن بعدها من التأهل بفوزه إياباً 3-صفر على ملعب "ماين رود" الخاص بجاره سيتي، وذلك بسبب الدمار الذي ألحق بملعبه "أولدترافورد" خلال الحرب العالمية الثانية. وسيدخل فريق المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغوسون إلى هذه المواجهة بمعنويات مرتفعة، بعدما انتزع صدارة الدوري المحلي من جاره سيتي بفوزه على وست بروميتش البيون 2-صفر سجلهما واين روني، مستفيداً من سقوط "سيتيزينتس" أمام سوانسي سيتي صفر-1. ولم يفقد فيرغوسون الأمل في العودة من ملعب "سان ماميس" ببطاقة التأهل إلى ربع النهائي المسابقة الأوروبية الثانية للمرة الثانية فقط في تاريخ النادي بعد موسم 1984-1985، حين توقف مشواره أمام فيديوتون المجري بركلات الترجيح، لكنه اعترف أن فريقه استحق الخسارة ذهاباً على أرضه. وأضاف فيرغوسون "نستحق الهزيمة دون أدنى شك. كان أتلتيك الطرف الأفضل في المباراة، تميزوا بالاندفاع الهجومي والضغط على الكرة. سببوا لنا الكثير من المشاكل بفضل الأسلوب الذي اعتمدوه". وأفلت يونايتد بجلده من هزيمة أكبر أمام النادي الباسكي قياساً على مجريات اللقاء، وبات بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين اليوم من أجل الاستمرار وتعويض خروجه من دوري أبطال أوروبا خالي الوفاض بعد أن كان وصيفا لبرشلونة الإسباني في الموسم الماضي. ولن تكون مهمة "الشياطين الحمر" سهلة على الإطلاق في "سان ماميس" لأن النادي الباسكي، الساعي لبلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 1976-1977 حين خرج على يد يوفنتوس الإيطالي، لم يخسر في مبارياته الأوروبية الست الأخيرة التي خاضها بين جماهيره، أي منذ خسارته أمام فيردر بريمن الألماني صفر - 3 في دور المجموعات من المسابقة ذاتها موسم 2009-2010، كما أنه لم يسقط على أرضه في الدوري المحلي سوى مرتين. وفي الجهة المقابلة، لم يحقق يونايتد خلال تاريخ مشاركاته في المسابقة الأوروبية الثانية سوى فوزين، بعيداً عن جمهوره من أصل 11 مباراة، آخرهما في الدور الثاني من نسخة هذا الموسم على حساب أياكس. يذكر أن يونايتد يسعى لأن يكون رابع فريق يتوج بالمسابقات الأوروبية الثلاث بعد يوفنتوس الإيطالي وأياكس وبايرن ميونيخ، كما يأمل فيرغوسون لأن يكون ثالث مدرب فقط يحرز لقب المسابقات الأوروبية الثلاث بعد الإيطالي جوفاني تراباتوني والألماني أودو لاتيك. وعلى "استاد الاتحاد"، ستكون فرصة التأهل بالنسبة لمانشستر سيتي واقعية جدا، كونه يخوض الفصل الثاني من مواجهته مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي على أرضه وبين جماهيره، وبإمكانه بالتالي تعويض خسارته في لقاء الذهاب صفر-1، خصوصا أنه خرج فائزا من جميع المباريات ال14 التي خاضها في الدوري المحلي أمام جمهوره، كما أنه لم يخسر سوى مباراتين من أصل عشرين خاضها هذا الموسم في معقله "فاز في 17 وتعادل في واحدة"، وذلك أمام جاره يونايتد 2-3 في الدور الثالث من كأس إنكلترا وليفربول صفر-1 في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس رابطة الأندية الإنكليزية. ويأمل سيتي الذي لم يذق أيضا طعم الهزيمة على أرضه أوروبيا في مبارياته ال16 الأخيرة، أي منذ خسارته في الدور الأول للمسابقة في 14 أغسطس/آب 2008 أمام ميدتيلاند الدنماركي صفر-1، أن يتكرر معه سيناريو مواجهته الأوروبية الوحيدة سابقا مع منافس برتغالي، حين تغلب على أكاديميكا كوامبرا 1-صفر في مجموع المباراتين في ربع نهائي مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية في طريقه إلى لقبه القاري الوحيد حتى الآن. وفي المباريات الأخرى يبدو فالنسيا الإسباني، بطل 2004، الأقرب إلى نيل بطاقة ربع النهائي عندما يحل ضيفا على أيندهوفن الهولندي، بطل 1978، وذلك بعدما حسم فريق المدرب أوناي إيمري لقاء الذهاب على ملعبه "ميستايا" 4-2 بعد أن كان متقدما برباعية نظيفة قبل أن ينجح ضيفه في الإبقاء على آماله بتسجيله هدفين في الدقائق السبع الأخيرة. وعلى ملعب "فريولي"، سيكون من الصعب على أودينيزي أن يواصل رفعه للواء الأندية الإيطالية في المسابقة، عندما يستضيف الكمار الهولندي، وذلك لأنه مطالب بالفوز بفارق ثلاثة أهداف بعد أن خسر ذهابا بثنائية نظيفة. يذكر أن إيطاليا هي البلد الأكثر فوزا بلقب هذه المسابقة بتسميتها السابقة "كأس الاتحاد الأوروبي" والحالية برصيد 9 ألقاب "إضافة إلى 6 مباريات نهائية أخرى"، لكن اللقب غاب عن خزائنها منذ 1999 حين أحرزه بارما على حساب مرسيليا الفرنسي 3-صفر. في المقابل تبدو مهمة أتلتيكو مدريد الإسباني أسهل بكثير من فريق المدرب فرانشيسكو غيدولين، عندما يحل ضيفا على بشكتاش التركي، وذلك لفوزه ذهابا 3-1. وعلى ملعب "فيلتنز ارينا"، يبدو باب التأهل بين شالكه الألماني، بطل 1997، وضيفه تونتي أنشكيده مفتوحا على مصراعيه، بعد أن حسم الأخير لقاء الذهاب بهدف وحيد. وفي مباراتين أخريين، يلتقي هانوفر الألماني مع ستاندر لياج البلجيكي 2-2 ذهابا، وأولمبياكوس اليوناني مع ميتاليست خاركيف الأوكراني 1-صفر.