كشفت نهائيات كاس أمم أفريقيا ال 28 عن المستوى الحقيقي للمدربين الذين يشرفون على تدريب أفضل 16 منتخبا في القارة، و الذين يفترض أن يكونوا الأفضل أيضا تقنيا، غير أن البطولة أماطت اللثام عن المؤهلات الفنية الحقيقية لهؤلاء، و أكدت تفاوت الفوارق التقنية بين مدرب و آخر، والتي لا تتناسب بالضرورة مع الشهرة، ولا مع الامتيازات المادية والعينية التي يحصلون عليها من قبل الاتحادات الأفريقية. ويأتي على رأس الفاشلين، حسب ما أكده موقع "إيلاف" في مادة تحت عنوان "كأس أمم أفريقيا 2012 ترفع رؤوس مدربين وتكشف آخرين"، مدرب المنتخب المغربي البلجيكي، إيريك غيرتس، الذي أظهر أنه مجرد مدرب أندية في أحسن الأحوال ، وأن تاريخه ليس بالحافل مثلما كان يعتقد رئيس الجامعة الملكية المغربية الفهري غداة التعاقد معه صيف 2010، وهو على ذمة نادي الهلال السعودي، وكان عليه أن يتأكد بأنه لا يفتقد فقط للكفاءة الفنية، بل أيضا للمبادئ الأخلاقية التي جعلته مجرد مرتزق يقبل بالعرض الأفضل ماديا. وأوضحت أن "غيريتس، الذي يتقاضى راتبا شهريا قدره الإعلام المغربي بأكثر من 200 ألف دولار، حول لاعبي منتخب المغرب من أسود إلى مجرد أرانب، ولن نسمع في الغابون سوى عواء الثعلب البلجيكي بدلا من زئير أسود الأطلس. وقد تعددت مظاهر الفشل عند هذا المدرب، وفق المصدر نفسه، بداية بالثقة المفرطة التي أبداها بمجرد أن ضمن التأهل إلى النهائيات بتأكيده بأن حسين خرجة سيرفع الكأس مثلما رفعها أسلافه عام 1976، مشيرا إلى أن خياراته التكتيكية لم تكن موفقة بعدما فضل الاعتماد على لاعبين غير جاهزين يفتقرون للطراوة البدنية والفنية، لكونهم لا يلعبون مع أنديتهم الأوروبية في صورة مروان الشماخ، وعادل تاعرابت، بل أن بعضهم اعتمد على أمم أفريقيا لتجهيز نفسه للعب مجددا مع ناديه فأصبح المنتخب تحت تصرف الأندية وليس العكس في زمن الثعلب البلجيكي، الذي اخطأ أيضا في اختيار مكان التحضير، عندما فضل الإقامة في مدينة ماربيا الإسبانية، في وقت حضرت المنتخبات المعنية نفسها في بلدان خليجية أو افريقية مناخها يشبه مناخ الغابون وغينيا الاستوائية عكس ماربيا الباردة، وهو ما انعكس سلبا على المردود البدني لزملاء المياغري، وتعرض بعضهم لأعطاب مفاجئة لا يمكن تفسيرها إلا بسوء الإعداد، وأثناء البطولة. وأوضحت أنه في المبارتين المصيريتين ظهر واضحا أن غيرتس لا يحسن قراءة المباريات والمنافسين، وفشل في زرع الحماس في أشباله وتوظيف مهاراتهم الفنية العالية لتعويض نقائصهم البدنية، وحتى عندما أقصي الأسود، وبدلا من إعلان استقالته الفورية التي كانت ربما تقلل كثيرا من حجم الفاجعة، أصر على مواصلة عمله واضعا الإتحاد في موقف حرج جدا حيث خيره بين احترام العقد المبرم معه أو إقالته والالتزام بالشرط الجزائي الغالي جدا". وأكثر من ذلك، يضيف المصدر ذاته، تعمد غيرتس العبث بمشاعر المغاربة، فبعدما باعهم وهما وسرابا قبل النكسة، راح بعدها يضرب على وترهم الحساس عندما قال إنه لا يريد ترك هذا البلد المضياف بعدما اشترى منزلا متناسيا بأنه اقتناه من أموالهم.