على مايبدو أن زمن الحسابات عاد من جديد داخل معسكر الأسود بعد أن تناسينا ماحدث بالكان الأخير بمصر، وما تلاه من إقصاء مرير أمام الأصفر البنيني في ربع النهائي، حسابات قد تكون بنية طي الخلافات لكنها أشعلت مرارة الإقصاء في زمن الكرونا وما جلبه هذا الوباء اللعين من لعنات أطاحت بالكبير قبل الصغير. اليوم وفي زمن الكورونا غرَد الأسد المغربي نبيل درار داخل سربه مستعيدا شريط الماضي البئيس، عبر خاصية البث المباشر بالإستغرام مع الصحفي رضى بنيس، حكى من خلاله قصة حمدالله مع المنتخب، قصة أظهرت الشكوك التي كان ينذر بها المتتبع الرياضي المغربي والمتمثلة في وجود انشقاقات داخل عرين الأسود قد تعصف بالحلم الأفريقي، وهو الشيء الذي حدث في الأخير وصعقنا في الأخير بإقصاء خرجنا منه صاغرين مذلولين . نبيل درار خرج عن صمته وأعلن عن مايخالجه من شعور نبيل تجاه حمدالله، غير أن الظرفية ربما قد خانته نظرا لما يعيشه العالم من تحدي صعب أمام فيروس لايفرق بين الكبير والصغير، خاصة وأن خلافا قديما مع أحد قطع الغيار والمقصود هنا بلهندة كان سببا رئيسيا في مغادرة اللاعب المسفيوي قلعة المنتخب ليختار الهدوء عوض صخب أرض الفراعنة. القصة هنا وما فيها أن رونار لم يتحمل مسؤوليته المخولة له بعقد مع الجمهور المغربي أولا، قبل أن يكون عقداَ مادياَ سميناَ مع جامعة الكرة، فعوض فض النزاع وفك الحصار النفسي الذي عاشه اللاعب منذ أن وطأت قدم اللاعب أرض المعسكر، ذهب الثعلب الفرنسي ليأكل السوشي غير اَبه بما سنأكله من سوشي طعمه مرير كمرارة الأطعمة الكروية التي أكلنها قبلا، فأي إسفاف أكثر من هذا الإسفاف؟ بث مباشر بسيط كشف عورات كانت إلى أقرب وقت ممنوع التطرق إليها، بحجة أننا نمارس تشويشا متعمدا ونخلق الفتن داخل معسكر المنتخب، وما كان هذا المنع سوى إنذارا بالقادم الأسوء، عسى أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليظهر بعدها أننا كنا على حق وكان من الواجب على الناخب الوطني السابق احتواء الوضع بمساعدة بن عطية باعتباره عميدا للمنتخب وأكبرهم سنا، لكن على مايبدو أن حمدالله فرض نفسه على المدرب ولم يكن يوما مقتنعا به، رغم الأرقام التي حصدها اللاعب بالأراضي السعودية،وما حدث كان سوى سببا للناخب السابق للتخلص منه على اعتبار أن اللاعب لم يدخل ولو لمرة واحدة ضمن مخططاته. مايعاب هنا على درار في رأيي أنه لم يتدخل لفض النزاع باعتباره ركيزة أساسية داخل المنتخب، وإنما ظل صامتا كشيطان أخرس لم ينبس ببنت شفة، كشاهد شاف حاجة ولم يتدخل لتغيير سيناريو الأحداث، عل الخاتمة تكون سعيدة كما حلم بها كل مغربي وهي التتويج باللقب الأفريقي الغائب عنا طوعا وليس قصرا. ماحدث بعرين الأسود ذكرني بالصراع الشهير بين الإطار الوطني بادو الزاكي عندما كان ناخبا وطنيا في مرحلته الأولى مع العميد نورالدين النيبت، خاصة ونحن كنا على أعتاب مباراة مصيرية أمام الشقيق التونسي بالملعب الأولمبي برادس، برسم التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006، وما تسبب عن هذا النزاع ولو بطريقة غير مباشرة، من إقصاء مرير ظلت غصته حاضرة إلى يومنا هذا، عندها لم يكن موقف الجامعة الملكية موقفا ذكيا وتركت الأمر مفتوحا على التأويلات عوض أن تحتوي الوضع لما فيه مصلحة للجميع، لذلك باث على رئيس الجامعة فوزي لقجع أخذ العبر مماحدث في السابق و التدخل بشكل سريع لحماية الكرة الوطنية أولا، والمنتخب الوطني ثانيا من فوضى قد تدخلنا لمتاهات لايحمد عقباها، ضاربة عرض الحائط الانجازات التي تمت في وقت قصير لهذا وجب التنبيه…التنبيه