على هامش منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة «الدوحة 2011»، نظم الإتحاد الدولي لألعاب القوى «IAAF» ندوة إعلامية شاركت فيها نجمة ألعاب القوى المغربية والبطلة العالمية السابقة في سباق 400 متر حواجز، نزهة بيدوان، بالإضافة إلى مدرب ألعاب القوى الصومالي المخضرم جاما أدين. ونوقش خلال الندوة، التي أقيمت في المركز الإعلامي الرئيسي للدورة العربية، عدداً من المواضيع الهامة منها «صناعة أبطال ألعاب القوى»، حيث تحدث المدرب جاما عن تجربته مع العداءين السودانيين الشهيرين إسماعيل احمد إسماعيل وأبو بكر كاكي، موضحاً أهم النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند التخطيط لصناعة البطل. وقال جاما إن التخطيط السليم وتوفير البيئة المناسبة للعداء وهو في سن صغيرة، من أهم تلك العوامل، مؤكداً أن للاتحاد المحلي دوراً كبيراً أيضاً في صناعة البطل من خلال توفير الإمكانيات والدعم اللازمين. كما شدد جاما على أهمية العلاقة بين المدرب والرياضي، من خلال دور المدرب في إعداد الرياضي ليس فقط على المستوى البدني والتقني ولكن أيضاً على المستوى النفسي والعقلي، من خلال تفهمه أن كل رياضي مختلف عن الآخر في طريقة تفكيره وتعامله مع الضغط خلال البطولات، فعلى المدرب أن يكون مسيطراً تماماً على الأمور ولكن مع بعض من المرونة لكي يتمكن من تحفيز الرياضي ويدفعه لتحقيق المزيد من النجاح. وعن مستقبل ألعاب القوى القطرية أوضح المدرب أنه بدأ العمل مع الإتحاد القطري قبل عامين من أجل تطوير عدائي المسافات المتوسطة، وأنه يفضل دائماً العمل مع الرياضيين أصحاب الأعمار الصغيرة الذين يمتلكون الموهبة، مؤكداً أن هناك عدد من النجوم القادمة بقوة في ألعاب القوى القطرية مثل حمزة دريوش البالغ من العمر 17 عاماً والذي يشبهه الكثيرون بالنجم المغربي هشام الكروج. وكان المدرب جاما قد لعب دوراً كبيراً في وضع ألعاب القوى السودانية على خارطة الرياضة العالمية في العقد الأخير من خلال مساهمته في تكوين أبطال مثل أبو بكر كاكي بطل العالم في سباق 800م داخل الصالات عامي 2008 و2010 وحامل فضية بطولة العالم الأخيرة خارج الصالات «دايغو 2011» في نفس السباق، بالإضافة إلى العداء إسماعيل أحمد الذي نال فضية سباق 800م أيضاً في أولمبياد بكين 2008 ليصبح حينها أول رياضي سوداني يفوز بميدالية أولمبية. وتحدثت النجمة المغربية نزهة بيدوان أيضاً، عن دور كل من اكتشاف الرياضيين الموهوبين وهم في سن صغيرة، والاهتمام بألعاب القوى في المدارس، في صناعة أبطال تلك الرياضة. كما أجابت النجمة المغربية على الكثير من الأسئلة حول الموضوع الثاني في الندوة وهو «العلاقة بين الإعلام والرياضيين» حيث أكدت أن للإعلام دوراً مهماً في توفير فرصة للرياضي من أجل التواصل مع الجمهور والمسؤولين، كما رأت أن للإعلام دوراً كبيراً في تحفيز الرياضيين من أجل تحقيق الإنجازات، مشيرة إلى أن الصحافة المغربية مثلاً كانت تنتظر من العدائين دائماً المنافسة على تحقيق الذهب وليس الفضة أو البرونز، وهو ما كان يدفعهم كرياضيين إلى بذل قصارى جهدهم من أجل الوصول للقمة. وأكدت بيدوان أن الإعلام يجب أن يتجنب أيضاً نشر الأخبار السلبية والمحبطة للرياضيين أو تلك الأخبار التي تتعلق بحياتهم الشخصية لأن الأمر قد يؤثر سلبياً على أداء الرياضي. وعن الوسائل الحديثة المتوفرة للرياضيين حالياً للتواصل مع الجمهور والإعلام مثل مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، أكدت العداءة الذهبية أن تلك الوسائل هي جزء مهم من الحياة في الوقت الحالي ولا يمكن أن يستغني الرياضي عنها، مشيرة إلى أن الجوانب السلبية لتلك الوسائل أقل مما يعتقد البعض. وأوضحت النجمة المغربية أن الإنجازات التي حققتها على المستوى العالمي بالإضافة إلى الإنجازات الأخرى التي تحققت عبر نجمات عرب مثل الجزائرية حسيبة بولمرقة والسورية غادة شعاع وغيرهن، والاهتمام الإعلامي بتلك الإنجازات ساهم بشكل كبير في تطوير رياضة ألعاب القوى على مستوى السيدات في الوطن العربي. بيدوان، أكدت أنها لم تبتعد عن مجال الرياضة بعد اعتزالها في عام 2005، حيث تشغل حالياً منصب نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع التي تهتم بعدد من الرياضات منها ألعاب القوى، كما أسست النجمة المغربية جمعية «المرأة انجازات وقيم» التي تنظم بنجاح كبير منذ سنوات سباق النصر في العاصمة المغربية الرباط، وهو السباق الذي شارك في نسخته الأخيرة أكثر من 20 ألف سيدة. وتشغل بيدوان حالياً منصب رئيسة الجمعية أيضاً، بالإضافة إلى عملها من خلال عدد من الجمعيات الخيرية. كما كان للنجمة المغربية عدد من التجارب مع العمل الإعلامي منها العمل كمحللة رياضية في إحدى القنوات العربية خلال أولمبياد بكين 2008. وكانت العداءة المغربية قد برزت بشكل لافت في فترة التسعينيات من خلال تحقيقها للعديد من الإنجازات في سباق 400م حواجز على المستوى العالمي والقاري.وكان أهم تلك الانجازات حصولها على ذهبية بطولة العالم 1997 في أثينا و2001 في إدمونتون بالإضافة إلى فضية نفس السباق عام 1999 في إشبيلية. كما نالت بيدوان أيضاً الميدالية البرونزيبة في أولمبياد سيدني عام 2000.