في تصفيات كأس العالم السابقة بجنوب إفريقيا خالف "الخضر" كل التوقعات وتمكنوا من بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم صحبة المدرب الكبير رابح سعدان الذي صار بمثابة المثل والقدوة لكل المدربين في بلد المليون و نصف المليون شهيد ومنهم عز الدين أية جودي المدير الفني للمنتخب الأولمبي الجزائري الذي يأمل هو الأخر في قيادة منتخب بلاده للعودة للنهائيات الأولمبية بعد غياب دام لأكثر من ثلاثين عاماً. كان زملاء أمير سعيود قد تجاوزوا المرحلة الأولي من هذه التصفيات بعد تغلبهم علي مدغشقر في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف دون رد داخل القواعد ثم عادوا من أنتاناناريفو بفوز أخر بهدف في لقاء الإياب, قبل أن يقسو علي زامبيا بثلاثية أيضاً في لقاء الذهاب بالمرحلة الثانية ولم تكن خسارتهم في لقاء الإياب في لوساكا (0-2) مؤثرة علي تأهلهم لهذه المرحلة المتقدمة بعد أن غادر أسلافهم تصفيات الدورة السابقة بطوكيو اليابانية من مرحلة متقدمة أمام المنتخب الإثيوبي المتواضع. تحضيرات جيدة منذ بلوغهم هذه المرحلة في يونيه الماضي خاض أشبال أيت جودي مجموعة من المباريات التجريبية كان أخرها لقائي جنوب إفريقيا في الثالث عشر والخامس عشر من نوفمبر الجاري , انتهت الأول بنتيجة (2- 0) علي ملعب بن عكنون وهي ذات النتيجة التي انتهي بها لقاء ملعب مصطفي تشاكر بمدينة البليدة , ومن قبلها خاض الفريق لقاءين في دورة شمال إفريقيا خسر الأول أمام السعودية (1- 3) في الأول من نوفمبر و فاز في الثاني علي النيجر بثلاثية لاعب إتحاد العاصمة المهدي بن عليجة في الرابع من الشهر ذاته. 4 محترفين في القائمة النهائية مع مهاجم أبردين الإسكوتلندي شعلالي محمد وزميله في الخط الأمامي حمرون يوغرطة لاعب شرنومورت البلغاري بالإضافة إلي متوسط ميدان نيوكاسيل الإنجليزي مهدي عبيد و أمير سعيود صانع ألعاب الأهلي المصري المعار إلي الإسماعيلي , ضمت قائمة "الخضر" 17 لاعباً من 10 أندية تلعب في دوري الدرجة الأولي للمحترفين ومعهم الثنائي علي قشي عبدالعزيز لاعب إتحاد عنابة و بلخثير مختار لاعب إتحاد البليدة اللذان ينشطان في دوري الدرجة الثانية. إصابة زين الدين بن سالم مدافع مولودية الجزائر حرمت فريقه من الإنفراد بصدارة أكثر الأندية التي منحت عناصرها للمنتخب و صار (العميد) متساوياً مع خمسة أندية أخري تُمثل بلاعبين في تشكيلة أيت جودي هي شبيبة القبائل و شباب بلوزداد و إتحاد العاصمة ومعهم إتحاد الحراش و مولودية وهران الذي قدم للمنتخب سيد أحمد عواج هداف التصفيات برصيد 3 أهداف. مهمة شاقة المنتخب الجزائري الذي شد الرحال إلي طنجة في الحادي و العشرين من الشهر الجاري بعد معسكر إعدادي في سيدي موسي وحصل علي دفعة معنوية هائلة بعد التشجيع والمساندة من وزير الشباب والرياضة هاشم جيار , يبدأ مشواره في المجموعة الأولي بلقاء السنغال في السادس و العشرين من نوفمبر الجاري ثم يواجه المنتخب المغربي في التاسع و العشرين من الشهر نفسه وكلا اللقاءين في مدينة طنجة قبل أن يختتم مشواره في الدور الأول بلقاء "نسور" نيجيريا في الثاني من ديسمبر المقبل علي الملعب الجديد بمراكش. تاريخياً سبق للجزائر أن بلغت النهائيات الأولمبية مرة وحيدة في موسكو 1980 ونجح الفريق خلالها في تجاوز الدور الأول بعد أن حل ثانياً في المجموعة الثالثة خلف المنتخب الألماني الشرقي بعد خسارته أمامه بهدف في الجولة الثانية وفوزه في الجولة الأولي علي المنتخب السوري (3-0) ثم تعادله أمام أسبانيا بهدف لمثله في الجولة الثالثة, قبل أن يودع المنافسات في دور الثمانية بعد خسارته أمام يوغسلافيا بثلاثية دون رد. (الروح القتالية وحب الفوز أهم سلاحين لدينا, حظوظ كل المنتخبات متساوية و لقاء المغرب في الجولة الثانية هو الأصعب لفريقي بسبب عاملي الأرض و الجمهور) هكذا جاءت تصريحات عز الدين ايت جودي الذي تولي تدريب العديد من الأندية داخل الجزائر و خارجها لوسائل إعلام محلية قبل السفر للمغرب, والسؤال هل ينجح شباب "الخضر" في تجاوز هذه التصفيات و يضربون موعداً مع النهائيات الأولمبية بعد غياب 32 عاماً و يمنحوا الجماهير الجزائرية فرحة كتلك التي نالوها من رفاق كريم زياني في تصفيات كأس العالم الماضية؟