تاريخ الأربعاء 6 فبراير 2013 سيبقى طويلا في أذهان محبي الكرة في بوركينا فاسو بعد أن تأهل منتخبهم لنهائي بطولة أورانجCAFكأس الامم الافريقية 2013 في جنوب أفريقيا. الخيول حجزت بطاقة التأهل التاريخية لنهائي النسخة 29 من البطولة القارية الأهم بعد أن فازوا على المرشح الأقوى غانا 3-2 بركلات الترجيح على ملعب مبومبيلا في نيلسبروت, الفريق البوركينابي استحق الفوز بعد أن سيطر على المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق بعد 120 دقيقة. وكانت الإشارات في صالح بوركينا فاسو التي أكملت قصتها الخيالية ببلوغ المباراة النهائية. البلد غير الساحلي الذي يبلغ تعداد سكانه 16 مليون نسمة حقق أكبر انجاز في تاريخه الكروي بتأهله للمباراة النهائية التي سيلاقي فيها نيجيريا. ومما يزيد من حلاوة هذا الانجاز أنه تحقق على حساب الجارة غانا التي كانت تبحث عن لقبها الحامس في البطولة والأول منذ عام 1982. وكانت بوركينا فاسو قد شاركت للمرة الأولى في البطولة القارية الأقوى عام 1978 وفي غانا بالذات. بوركينا فاسو صنعت لنفسها إسما كقوة صاعدة في الكرة الأفريقية عبر السنوات وبنجاحات على مستوى الناشئين، التي حققوا فيها الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة عام 2001 في ترينيداد وتوباجو. إلا أن الخيول عانت لتكرر هذا الأداء على مستوى الفريق الأول. بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960 انتظرت بوركينا فاسو 18 عاما حتى تفتتح مشاركاتها في البطولة القارية عام 1978 في غانا. وكغريب في بلد جديد خرج الفريق من البطولة بلا أي نقطة. الخيول انتظرت 18 عاما أخرى لتشارك للمرة الثانية في بطولة 1996 بجنوب أفريقيا. ومثل المشاركة الأولى خرجت من مرحلة المجموعات بلا فوز في مجموعة ضمت الجزائر وسييراليون وزامبيا. بعدها بعامين استضافت البطولة على أرضها وحقق الفريق أفضل انجاز له حين أنهى البطولة في المركز الرابع. وبقيادة فيليب تروسييه الساحر الأبيض انتفض الفريق الغرب إفريقي من خسارته أمام الكاميرون بهدف ألفونس تشامي في الافتتاح لينطلق إلى نصف النهائي. بوركينا فاسو تأهلت عن مجموعتها مع الكاميرون على حساب الجزائر وغينيا، ثم هزمت تونس 8-7 بركلات الترجيح في ربع النهائي. لكنها خسرت في نصف النهائي من مصر بثنائية النجم حسام حسن لتخوض مباراة المركز الثالث التي خسرتها بركلات الترجيح 4-1 من الكونغو الديمقراطية. الفريق البطل كان مكونا من نجوم مثل سيدو تراوري وعبدولاي تراوري والحسن أودراورجو وقاسم أودراوجو وغيرهم. وشاركت الخيول بعد ذلك في خمس نهائيات أعوام 2000، 2002، 2004، 2010 و 2012 لكنها فشلت في تخطي الدور الأول في كل مرة. وبرحيل بول دوارتي جاء بول بوت ليقوج الفريق الغرب إفريقي للفوز على جمهورية أفريقيا الوسطى 3-2 في المجموع ليتأهل لنهائيات كأس أفريقيا للأمم 2013، أول بطولة تقام في سنة فردية. وفي جنوب أفريقيا لعبت الخيول في المجموعة Cمع حامل اللقب زامبيا ونيجيريا وإثيوبيا. وبعد أن خطفت تعادلا متأخرا أمام نسور نيجيريا السوبر في المباراة الأولى، تغلبت رابعة نسخة 1998 على غزلان واليا إثيوبيا 4-0 بفضل ثنائية النجم آلان تراوري وهدف لكل من دجاكاريدجا كونيه وجوناثان بيترويبا. وحتى الآن هذا هو أكبر فوز في البطولة. الخيول ضمنت موقعها في المرحة النهائية بتعادلها سلبيا مع حامل اللقب زامبيا في ختام مباريات المجموعة. وجردت هذه النتيجة زامبيا من لقبها بخروجها من الدور الأول. إلا أن التأهل كان ممزوجا بالمرارة بعد أن أصيب تراوري ليغيب عن بقية مباريات البطولة التي ودعها لاعب لوريان بثلاثة أهداف. وانتقلت المهمة إلى جوناثان بيترويبا الذي سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي أمام توجو ليحجز موعدا مع الجارة غانا في نصف النهائي. وأمام النجوم السوداء تأخرت بوركينا فاسو لهدف مبارك واكاسو في الشوط الأول قبل أن يستحق أريستيد بانسيه معادلة النتيجة في الشوط الثاني. وبعد 120 دقيقة من كرة القدم ذهبت المباراة لركلات الترجيح التي سجل فيها باكاري كونيه وهنري تراوري وبانسيه لبوركينا فاسو مقابل كريستيان أتسو وهاريسون أفول لغانا. ومرة أخرى امتزجت الفرحة بالدموع بعد أن تعرض بيترويبا للطرد في اللحظات الأخيرة من المباراة ليغيب عن النهائي أمام نيجيريا يوم الأحد. وقال بول بوت بسعادة عقب المباراة "كانت مباراة صعبة لكننا استحقينا الفوز. قلت للاعبين بين الشوطين أن يواضلوا القتال. كنا نعرف أن غانا لديها الكثير من المهاجمين وكان علينا أن نحتفظ بشكلنا وخطتنا. أنا سعيد بهذا الفوز لكن سعادتي أكبر من أجل اللاعبين وشعب بوركينا فاسو". والطريف أن الحارس عبدولاي سولاما الذي كان موجودا في عام 1998 في الفريق الذي احتل المركز الرابع هو الوحيد المتواجد في هذا الفريق.