تأهل صعب ل «نسور» نيجيريا على حساب «ضباع» إثيوبيا ودَّع منتخب زامبيا حامل اللقب منافسات كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، وذلك بعد تعادله السلبي مع منتخب بوركينا فاسو في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. وبذلك أنهى منتخب بوركينا فاسو مبارياته في الدور الأول متصدّراً للمجموعة برصيد 5 نقاط وبفارق الأهداف عن المنتخب النيجيري الفائز على إثيوبيا (2-0)، فيما اكتفى منتخب زامبيا بثلاث نقاط من ثلاث تعادلات حاله كحال منتخبي المغرب والكونغو الديمقراطية اللذان ودّعا المنافسة أيضاً في المجموعتين الأولى والثانية على التوالي دون تحقيق أي فوز وتلقي أي خسارة، فيما تذيّل منتخب إثيوبيا المجموعة برصيد نقطة واحدة. وبات المنتخب الزامبي ثاني حامل للقب يودّع المسابقة من دورها الأول بعد منتخب الجزائر (بطل 1990) والذي ودّع بطولة 1992 من دورها الأول، وللمفارقة كان يلعب حينها ضمن المجموعة الثالثة أيضاً. جاء مستوى المباراة ضعيفاً، فلم تخاطر بوركينا فاسو منذ البداية وبدا كأنها تلعب للتعادل الذي يكفيها، وقام لاعبوها بتشتيت الكرات بدءا من منتصف الملعب، فيما كانت زامبيا بحاجة إلى الفوز وبأكبر قدر من الأهداف خوفاً من أن تفوز نيجيريا على إثيوبيا بنتيجة كبيرة. ونفّذ آلان تراوري ركلة حرّة أقلقت الدفاع الزامبي (2)، وعرضية من الجهة اليمنى لزامبيا أبعدت من أمام المرمى (6)، وأجرى البلجيكي بول بوت مدرِّب بوركينا تبديلاً اضطرارياً مبكّراً بعد إصابة آلان تراوري المصاب ونزل أرستيد بانسيه مكانه (10). ومثله فعل الفرنسي هيرفيه رينار فأخرج ديفيس نكوسو ودفع بجوزيف ميسوندا (15)، وأضاع الزامبي كولينز مبيسوما أول فرص المباراة بعد خطأ دفاعي وعرضية من الجهة اليمنى إلى نقطة الجزاء تابعها خفيفة بين يدي الحارس داودا دياكيتيه دون مضايقة (17)، ورفع بنجامين باليما أول كرة بوركينابية من فوق الدفاع إلى يدي الحارس الزامبي كينيدي مويني مباشرة (20). وسيطرت زامبيا على المجريات تقريباً، وعرضية أخرى لم تجد من يتابعها (22)، وحصلت بوركينا على ركلة حرّة في موقع مناسب نفّذها بونسيه فارتدّت من الحائط الدفاعي(26)، وفاتت على بوركينا فرصة حقيقية بعدما اخترق جوناثان بيترويبا المنطقة وهمّ بالتسديد فتعثّر وسقط ليتدخل الدفاع (32). ونشط المنتخب البوركينابي عندما أحسّ بالضغط، وضاعت على بيتروبيا فرصة أخرى حين أكثر من المراوغة داخل المنطقة فانتزعت منه الكرة (36)، ثم عادت المبادرة لزامبيا، وأمسك الحارس البوركينابي دياكيتيه كرة خطرة أرسلها إيمانويا مبولا (44). ومع انطلاقة الشوط الثاني، عزَّز بوت دفاعه فأدخل ويلفريد داه بدلاً من المهاجم بنجامان باليما، وسدَّد جوناثان بيترويبا كرة طائرة ذهبت بعيداً فوق المرمى الزامبي (47). وحصلت زامبيا على ركلة حرّة عند زاوية المنطقة نفذها راينفورد كالابا وأبعدت الكرة بسبب الكثافة الدفاعية (68)، وتسديدة من اللاعب نفسه ارتفعت فوق الخشبات (74)، وأمسك الحارس البوركينابي كرة من ركلة ركنية (78). وسدَّد شارل كابوريه كرة خفيفة ارتطمت بقدم مدافع زامبي وتحوّلت إلى ركنية نفذت على رأس بونسيه وخرجت (79)، وركلة حرة لبوركينا أسقطت أيضا على رأس بونسيه فلم ينجح (83)، وكادت بوركينا تخطف هدفاً من هجمة مرتدّة لم يحسن بول كوليبالي التعامل معها (84)، وحرّة أيضاً لزامبيا أحدثت دربكة وخطراً قبل أن تُبعد الكرة (86).وفي اللقاء الثاني الذي جرى على ملعب رويال بوفاكينغ في راستنبرغ، قاد مهاجم تشلسي الانكليزي فيكتور موزيس منتخب بلاده نيجيريا إلى الدور ربع النهائي بتسجيله هدفي الفوز على إثيوبيا 2-0 عبر ضربتي جزاء اصطادهما بنفسه. وحققت نيجيريا الأهم كونها كانت بحاجة الى الفوز لبلوغ ربع النهائي او التعادل بنتيجة اكبر من تعادل زامبيا حاملة اللقب مع «خيول» بوركينا فاسو، لأنها كانت تتساوى في كل شىء مع حاملة اللقب، بيد أن الاخيرة كانت تتفوق عليها في اللعب النظيف (الانذارات والبطاقات الحمراء). وكانت نيجيريا في طريقها الى السقوط في فخ التعادل السلبي قبل أن ينقذها موزيس في الدقائق العشر الاخيرة باصطياده ضربتي جزاء انبرى لهما بنفسه مسجلا هدفين ثمينين كانا كافيين لتخطي منتخب بلاده الدور الأول. وأنهت نيجيريا الدور الأول في المركز الثاني وضربت موعدا في ربع النهائي الاحد المقبل مع الكوت ديفوار وصيفة النسخة الأخيرة بالغابون وغينيا الاستوائية ومتصدرة المجموعة الرابعة في ربع النهائي. وهو الفوز الثاني لنيجيريا على إثيوبيا في مباراتين لهما في النهائيات القارية بعد الأول 3-0 في الدور الاول ضمن المجموعة الثانية عام 1982. كما هو الفوز الرابع لنيجيريا على اثيوبيا في 6 مباريات بينهما حتى الآن مقابل، حيث التقيا 4 مرات في التصفيات، ففازت نيجيريا مرتين وتعادلت مرة وخسرت مرة ايضا.