اعتبر طلال القرقوري، المدرب المساعد للرجاء الرياضي، ما حدث للفريق أمرا عاديا يحدث داخل أبرز الأندية العالمية، لا يمكنه أن يزعزع قناعاته بصحة اختياره العودة إلى فريقه الأم . وكشف طلال في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي»، أنه تعاقد مع مؤسسة الرجاء وليس مع محمد بودريقة، الذي قرر الانسحاب من رئاسة الفريق، معترفا في الآن ذاته أن الرئيس كان له الفضل الكبير في تعاقده مع الرجاء. وطمأن القرقوري الجمهور حول مستقبل اللاعبين الشباب داخل الفريق، مبرزا أن المدرسة الهولندية تولي اهتماما كبيرا لهذه الفئات العمرية، معتبرا الأمر أحد أسباب نجاحاتها. وأبرز المدرب المساعد للرجاء أنه غير متخوف من واقع الممارسة في المغرب، رغم خوضه العديد من التجارب في أوربا والخليج، مؤكدا أنه ابن هذا الوطن، وخريج مدرسة الرجاء، وعليه المساهمة في إعادة بنائها. وفي ما يلي نص الحوار: تزامنت عودتك إلى الرجاء مع العديد من الهزات، بداية بمغادرة كأس «كاف» الأمل الوحيد لإنقاذ الموسم، والتراجع عن التعاقد مع البنزرتي ومجيء المدرب رود كرول، ثم استقالة الرئيس، ما تعليقك؟ كل ما قلته أمور عادية وتحدث داخل كل الأندية العالمية، ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تزعزع قناعتي باختياري الرجاء، الفريق الذي تربيت بين أحضانه. وماذا عن استقالة الرئيس؟ لا يمكنني أن أنفي أن بودريقة كان له الفضل في عودتي إلى الرجاء، لكن هذا لا يعني أن وجودي داخل الفريق مرتبط بوجوده. شخصيا تعاقدت مع مؤسسة، وأتمنى أن أشتغل بداخلها رفقة بودريقة، لما أبداه من حب للرجاء على امتداد السنوات التي قضاها سواء في المدرجات مشجعا، أو على أعلى قمة التسيير رئيسا. ألا تخيفك الكيفية التي أنهى بها الرجاء موسمه الأسود؟ في عالم التدريب لا مكان للخوف والتردد، وإلا البقاء في البيت سيكون أفضل. أنا ابن الفريق أعرف أن ما اجتازه الموسم الماضي ليس سوى سحابة صيف عابرة، والأكيد أنه قادر على الانبعاث والتوهج من جديد، شريطة تضافر الجهود، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وجعل مصلحة الرجاء فوق كل اعتبار. هناك بعض المحبين الذين أبدوا تخوفهم حول مستقبل أبناء النادي الذين تابعوهم في تشكيلة فتحي جمال. بماذا يمكنك أن ترد على مثل هؤلاء؟ لهؤلاء أريد أن أوضح أمرا ضروريا، هو أن المدرسة الهولندية، عبر التاريخ، اعتمدت اللاعبين الشباب، عملة أساسية للنجاح. وكرول واحد من المدربين الذين يضعون ثقتهم في اللاعب الموهوب والشاب، لذلك لا خوف على مستقبل الرجاء، في ظل وجود مجموعة من الأسماء، ستقول كلمتها مستقبلا. أكيد أنك ستصطدم بواقع آخر بعد تجارب فرنسا وإنجلترا لاعبا، وقطر لاعبا ومدربا مساعدا، كيف ستتعامل مع وضعك الجديد؟ بطبيعة الحال الأمور ستختلف، وهذا أمر بديهي، فنحن مازلنا في طور البناء، وعلينا أن نتأقلم مع الأوضاع، ثم لا تنسى أنني ابن هذا الوطن، وخريج مدرسة الرجاء، وعلي المساهمة في إعادة بنائها. ما هي الوصفة التي ستلجؤون إليها لإعادة التوهج للرجاء؟ أولا إعادة الثقة للاعبين، إذا لا يعقل أن لاعبا بقيمة الكناوي أو الوادي لا يجد مكانته داخل الرجاء، أكيد هناك الضغط، لكن هذا ليس مبررا لعدم تألق هؤلاء اللاعبين. سنحاول عقد لقاءات مع كل لاعب على حدة، للوقوف على الأمور التي حالت دون ظهوره بالمستوى المعهود فيه، بعد ذلك سنحدد وصفة العلاج، ولدي اليقين أننا سننجح إن شاء الله. طالب كرول قبل العودة إلى هولندا بعدم الترخيص لأي لاعب بالمغادرة، ومع ذلك يصر المكتب المسير على تسريح بعض اللاعبين؟ (مقاطعا) أبدا، إلى حدود الساعة وحسب علمي لن يتم الترخيص لأي لاعب بالمغادرة، باستثناء صلاح الدين عقال الذي طالب بفسخ عقده، أما الانتدابات فقد تمت قبل التعاقد مع المدرب، والأكيد أنها وازنة وستقدم الإضافة، فلا أحد يشكك في قيمة القديوي أو الزنيتي. هل يتوفر طلال على دبلوم درجة «باء» من «الكاف» الذي يخول له الجلوس في كرسي الاحتياط مدربا مساعدا؟ سمعت كثيرا عن هذا الموضوع، وهناك بعض الأشخاص سامحهم الله، يريدون الخوض في الماء العكر، لعرقلة حركة الإصلاح. لهؤلاء أقول إنني أتوفر على دبلوم درجة «باء» من «اليوفا»، وأنا بصدد الإعداد لدرجة «ألف»، كما أنني خضعت لدورة تكوينية على يد مدير التكوين السابق حسن حرمة الله، ولا أدري مصير شهادتها بعد الانفصال عنه، والأكيد أنني سأخضع لدورات تكوينية أخرى، احتراما لدفتر تحمل الإدارة التقنية، وكذلك تنمية لمعارفي في مجال التدريب. أجرى الحوار: نور الدين الكرف