لم يعلن محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي عن موعد الجمع العام بعد نهاية أسوأ موسم للفريق منذ أزيد من عشر سنوات، بالرغم من الأهمية التي يكتسيها هذا الموعد لوضع خارطة طريق للمستقبل وتصحيح الأخطاء والتطلع إلى الأمام. الذي نعرفه حتى حدود هذه اللحظة، هو أن بودريقة حول الجمع العام العادي إلى استثنائي، دون أن يكشف بشكل رسمي عن موعد هذا الجمع العام اللهم ما كان من بالونات اختبار من قبيل الحديث هنا وهناك عن موعد 30 يونيو المقبل، قبل أن يتم الترويج مرة أخرى في الكواليس لإمكانية تأجيله إلى ما بعد شهر رمضان، أو ربما ليلة العيد، في انتظار أن تهدأ النفوس، وأن ينشغل عشاق الرجاء بالانتدابات وأشياء أخرى. أن يتم تحويل الجمع العام العادي إلى استثنائي فمعنى ذلك أن السيد بودريقة يريد أن يرسل إشارات في اتجاهات متعددة، أهمها أن قاعدة المنخرطين الموالية له ستجدد الثقة فيه لأربع سنوات أخرى، خصوصا أن الرجاء اليوم لم يعد لها برلمان قوي، كما كان عليه الأمير قبل سنوات، وهو البرلمان الذي كان ينبه ويدق ناقوس الخطر، ويحذر من الاختلالات، ويساهم في إحداث التغيير في الوقت المناسب، ويتفاعل مع نبض الجماهير الرجاوية، قبل أن يتحول إلى برلمان بلا مبنى ولا معنى، بعد الإفراغ الممنهج الذي طاله. اليوم تغيرت الأمور كثيرا، فعدد منخرطي الرجاء لا يتجاوز الخمسين، ولذلك أسباب عديدة يتحمل فيها كثيرون المسؤولية. والسؤال لماذا يصر بودريقة على كل هذا الغموض، بخصوص موعد الجمع العام، ولماذا لم يعلن عن تاريخه، وألا يكشف ذلك عن التخبط الذي يعيشه رئيس الفريق، فهو من جهة متشبث بكرسي رئاسة الرجاء، لأنه يعرف الأشياء التي منحها له، ومن جهة فهو مازال لم يعترف بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها في حق فريقه، وفي حق جمهور الرجاء، بعد أن حول فريقهم من رقم صعب في المعادلة، إلى فريق أنهى الموسم في المركز الثامن، وخرج خاوي الوفاض من كل المسابقات التي شارك فيها. بقي فقط أن أذكر السيد بودريقة، أن عبد السلام حنات الرئيس السابق حينما قرر النزول من كرسي رئاسة الرجاء، فقد كان أول شيء قام به هو تحديد موعد مبكر لقعد الجمع العام، حتى يوفر للرئيس الذي خلفه والذي لم يكن غير بودريقة الوقت الكافي للعمل وترتيب الأوراق، ووضع الرجاء على السكة الصحيحة. وعلى النهج نفسه سار بودريقة في السنوات الأخيرة، لكن الأمور اليوم اختلفت بشكل كلي، مما ينذر بخطر أكبر للفريق، أكثر مما هو عليه اليوم، ويكشف أن كثيرين وبينهم بودريقة يقدمون أنفسهم كحاملي مشاريع إصلاح، لكن ما أن يستطيبوا الكرسي الوتير وشبكة العلاقات التي يوفرها، حتى يصبح همهم الحفاظ على الكرسي، وليس الفريق أو مصلحته. لله في خلقه شؤون.