بدل أن يحاول محمد بودريقة رئيس الرجاء تصحيح الأمور داخل الفريق «الأخضر» والاستفادة من أخطاء الماضي، فإن ما عاشه جمهور الرجاء منذ إقصاء الفريق من كأس الاتحاد الإفريقي «كاف» أمام النجم الساحلي التونسي، يكشف أن الأمور لا تبشر بالخير، وأن رئيس الرجاء بدل أن ينفذ إلى عمق الأشياء، ويضع النقاط على الحروف فإنه يوزع «المسكنات»، في محاولة ل»امتصاص» غضب الجمهور، وربح المزيد من الوقت، حتى يعقد جمعه العام ويواصل التربع على كرسي رئاسة الرجاء الوثير، الذي يفتح الأبواب المغلقة، ويساهم في إبرام الصفقات ما خفي منها وما ظهر، ويمنح لصاحبه بطاقة أعمال تختصر المسافات. في كل مرة كان يوجه فيها السؤال لرئيس الرجاء بخصوص انتدابات اللاعبين، ظل يؤكد أن من يقترح الأسماء المرشحة للانتداب هم المدربون، ورغم أن الكثير من القرائن كشفت أن عددا من اللاعبين تعاقد معهم الفريق دون ضوء أخضر من المدرب، كما وقع في حالة اللاعب يوسف الكناوي، أو غيره من لاعبين، فإنه ظل مع ذلك يؤكد أن لا دخل له في تعاقدات اللاعبين، وأنه يلبي مطالب المدربين. اليوم، مازال الرجاء لم يتعاقد مع المدرب الذي سيتولى قيادة الفريق، فبعد أن أدار فوزي البنزرتي ظهره للفريق «الأخضر»، فإنه يواصل البحث عن بديل. ورغم ذلك فإنه أعلن عن تعاقده مع ثلاث لاعبين، أولهم التونسي خالد القربي، الذي قضى فترة عطالة دامت حوالي العام، ولم يتلقى أي عرض جدي بتونس، ليجد نفسه واحدا من لاعبي الرجاء في الموسم المقبل، ثم تعاقد الفريق أيضا مع الحارس أنس الزنيتي واللاعب يوسف القديوي، والبقية تأتي.. والسؤال ماذا سيكون موقف رئيس الرجاء، إذا لم يقتنع المدرب الجديد بإمكانيات هؤلاء اللاعبين، هل سيبحث عن آخرين !؟، مع العلم أن مالية الرجاء توجد في وضع صعب. ثم، هل من المعقول أن المدرب جمال فتحي الذي قضى فترة قصيرة على رأس الفريق، هو الذي سيرسم «خارطة طريق» المرحلة المقبلة، من خلال تحديده لأسماء عشرة لاعبين يجب أن يتخلى عنهم الفريق، وخمسة آخرون من المفروض أن يتعاقد معهم لسد ما يرى أنها نقائص في التشكيلة. هل من المقبول في زمن الاحتراف أن يحدث مثل هذا الأمر، وأن يحاول مسؤولو الفريق «مسح» هذه الانتدابات في المدرب المؤقت جمال فتحي؟ ولماذا دائما يكرر مسؤولو الرجاء نفس الأخطاء، مراهنين على ضعف ذاكرة الكثيرين. هذا في ما يخص الانتدابات، أما في ما يتعلق بالجمع العام الاستثنائي، فالسؤال الذي يطرح نفسه بحدة لماذا اختار بودريقة أن يعلن عن جمع عام استثنائي، مع أنه بمقدوره أن يحول العادي إلى استثنائي، أليس في ذلك محاولة لجس النبض، وأيضا لتمديد البقاء في كرسي رئاسة الفريق، خصوصا عندما يوجه رسائل مشفرة مفادها أن من يريد الترشح عليه أن يحصل على دعم 15في المئة من عدد المنخرطين بالفريق. الجمع الاستثنائي يكون مقبولا إذا كان رئيس الفريق سيستقيل بشكل نهائي، بدون أي مسرحية محبوكة الفصول، أما هكذا فإننا مرة أخرى بصدد «لعب الدراري».