عقد رئيس الرجاء البيضاوي والمدرب امحمد فاخر عصر أول أمس الثلاثاء ندوة صحفية بمركب كهرماء. وجاءت هذه الندوة بعد التحاق الطرفين بالبيت الخضر، الأول كرئيس والثاني كمدرب، وانخراطهما في عملية الانتدابات الغزيرة خلال الأيام القليلة الماضية. وكان طبيعيا أن يعقد رئيس الرجاء والمدرب ندوة صحفية في هذا الظرف بالذات لتسليط الضوء على الارهاصات الأولية، التي ما فتئ الفريق الأخضر يفرزها قبل تشكيل المكتب المسير أولا، وقبل انطلاق الاستحقاقات المحلية والعربية ثانيا، وفوق هذا وذاك، قبل الشروع في الاستعدادات الجديدة للموسم المقبل. الأسئلة التي طرحها الصحفيون الكثر، الذين تابعوا أشغال الندوة كانت عادية، وكانت منتظرة، ما جعل التهييء الذهني للرد كعملية استباقية حاضر لدى الرئيس والمدرب لدرجة أن الأجوبة على كل التساؤلات كانت مقنعة ومنطقية وموضوعية. وعن سؤال يتلعق بالانتدابات الكثيرة خلال مساحة زمنية قصيرة، جاء جواب المدرب مستفيضا، «انخرطنا في عملية المفاوضات مع هاته الأسماء الوافدة على القلعة الخضراء قبل شهرين من عقد الجمع العام. وباعتباري متتبعا للدوري المغربي، فقد كونت فكرة عن أهم الأسماء المميزة التي تمارس بالبطولة الاحترافية، كما تكونت لدي فكرة عن مواطن ضعف فريق الرجاء، لدى كان سهلا اختيار هؤلاء اللاعبين خلال أسبوعين فقط من عودتي للإشراف على تدريب الرجاء». ولم يخف فاخر كونه تلقي عروضا كثيرة من فرق مغربية، وأخرى تونسية، لكنه فضل فريقه الأصلي الرجاء لاعتبارات ذاتية، وأخرى موضوعية. وأوضح المدرب فاخر في هذا السياق «لقد اتصل بي السيد بودريقة، وعرض علي تدريب الرجاء في حالة انتخابه رئيسا جديدا، وكان ذلك قبل انعقاد الجمع العام بحوالي شهرين من الزمن، فقبلت العرض في غياب كل الضمانات حبا في الرجاء». وفي سياق التعاقد مع المدرب فاخر أجاب بودريقة بشكل مقتضب «تقدمت بترشيحي للرئاسة في مناسبتين، الأولى سنة 2010 كمنافس للرئيس عبد السلام حنات، وكنت حينها قد هيأت جميع الترتيبات المتعلقة بالتعاقد مع مدرب فرنسي، لكني لم أوفق في الانتخابات والآن ربطت اتصالات مكثفة مع المدرب فاخر قبل الجمع العام الاستثنائي، إلا أنني هذه المرة انتختب بالاجماع، وانطلقت في عملي مباشرة بعد ما توليت منصب الرئاسة». وأضاف بودريقة في معرض جوابه «أظن أني نفذت بعض مشاريعي، وساعدني على ذلك عقد الجمع العام الاستثنائي في السابع من يونيو الجاري». صحيح أن رئيس الرجاء قام بانتدابات عديدة استجابة لطلبات المدرب فاخر لسد الخصاص الحاصل في التركيبة البشرية للرجاء، لكن مشكل حراسة المرمى أرخى بسدوله على أشغال الندوة الصحفية، فكان جواب بودريقة أن المفاوضات مع مسؤولي الجيش الملكي للاحتفاظ بالحارس خالد العسكري مازالت جارية، وقد قطعت أشواطا مهمة، و«نتمنى أن يفضي التفاوض إلى عودة هذا الحارس للرجاء». وعن سؤال يتعلق بمصير الشبان الذين تدرجوا داخل الفئات الصغرى للفريق، أجاب فاخر أن الرجاء يلعب على أربع واجهات: لقب الدوري، كأس العرش، كأس العرب وكأس العالم التي سيستضيفها المغرب، «وهذه الرهانات تتطلب التعاقد مع لاعبين متمرسين، لكن هذا لا يعني الإقصاء التام للاعبين الشبان، الذين سأختار لكل واحد منهم الوقت المناسب لإشراكه، وكي أكون منسجما مع الأهداف المسطرة، فإنني سأعتمد على اللاعبين الجاهزين المترسين والوازنين..» المدرب امحمد فاخر اعتبر نفسه محظوظا لكونه عاد للعمل مع فريقه الأصلي، الذي تربطه به علاقة وجدانية منذ الصغر كعاشق، وكممارس، وكمدرب. واعتبر تواجد طاقم تقني رجاوي اختيار معقول، موضحا في ذات الصدد «أن حفيظ عبد الصادق، المدرب المساعد، ومصطفى الشادلي، مدرب حراس المرمى سبق لهما أن مارسا كلاعبين في صفوف الرجاء، وسبق لي أن أشرفت على تدريبهما، ومن خلال علاقتي بهما، تبين لي أنهما إطاران تقنيان مناسبات للمرحلة الحالية. أما بالنسبة للمعد البدني هلال الطير فكفاءته لا يختلف بالاعتراف بها اثنان، ولا يتناطح بشأنها عنزان.» يشار إلى فريق الرجاء شرع في تداريبه الإعدادية للموسم المقبل صباح أمس الأربعاء. وسيدخل في معسكر تدريبي مغلق بداية من فاتح يوليوز المقبل، بمنطقة عين الدراهم بتونس عوض إسبانيا وفرنسا كما كان مبرمجا، وعلل فاخر هذا التغيير بأسباب إدارية، لكنه اعتبر تنظيم المعسكر بتونس اختيار صائب، سيما وأنه يعرف المنطقة جيدا عندما مارس بالدوري التونسي كمدرب. ووصف مركز المعسكر التدريبي بالفضاء المناسب البعيد عن ضوضاء المدن، ولم يفته التأكيد على تقليص الغلاف الزمني الإعدادي بتونس، إذا ما استجاب فريق أتلتيكو بيلباوي لطلب الرجاء بإجراء مباراة ودية في السابع عشر من يوليوز المقبل. وعن سؤال يتعلق بتاريخ الاعلان عن تشكيلة المكتب المسير أجاب بودريقة، «أنا بصدد تهييء الظروف للفريق الأول، بعد ذلك سأعمل على تشكيل مكتبي». ورفض رئيس الرجاء الكشف عن بعض الأسماء المتداولة، كما رفض الافصاح عن قيمة المبالغ المالية التي صرفها لأجل استقطاب تسعة لاعبين، مؤكدا في ذات السياق عملية الانتدابات لم تنته بعد، وفور انتهائها سأعلن عن مبالغ الصفقات أمام المنخرطين. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بودريقة، البالغ من العمر ثلاثين سنة، أكد أنه سينظم لقاء إعلاميا كل أسبوع من خلال ما أسماه رجاء مقاهي، وذلك لتفنيذ كل الاشاعات التي قد تحيط بالبيت الرجاوي، واعتبر فريق الرجاءيوم الثلاثاء اختيار مناسب. وتعتبر هذه المبادرة محطة لتكذيب بعض الأخبار غير الصحيحة المتعلقة بالفريق، وتستغرق الندوة الاسبوعية رجاء - كافي مدة زمنية قصيرة جدا.