استطاع نادي السد أن يحصد لقب كأس سمو الأمير للمرة 15 في تاريخه بفوزه على الجيش بهدفين لهدف في المباراة التي جمعت بينهما مساء اليوم على استاد جاسم بن حمد. وسجل هدفي السد البرازيلي موريكي في الدقيقتين 2 و76، بينما حقق مواطنه رومارينيو الهدف الوحيد للجيش في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من زمن الشوط الثاني، ليعزز السد رصيده القياسي في سباق أغلى الكؤوس، ويكتفي منافسه بالوصافة. وكان للهدف المبكر لعيال الذيب وقع كبير على مجريات المباراة، وساعد عيال الذيب على كسب المواجهة، بينما بذل الجيش أقصى مجهوداته لكنه لم يسجل إلا في اللحظات الأخيرة هدفا شرفيا لم يغير من مجرى اللقاء. بداية مثالية للسد سيناريو مثالي ذاك الذي بدأ السد به المباراة، عندما وجد نفسه متقدما قبل ان تكتمل الدقيقة الثانية على انطلاق المواجهة عندما خطف طلال البلوشي الكرة من زميله السابق ومتوسط ميدان الجيش الحالي وسام رزق وسار بها الى حدود منطقة الجزاء قبل ان يمررها الى البرازيلي موريكي الذي تلاعب بالدفاع ووضع في الكرة في المرمى. تلعثم واضح اصاب صفوف الجيش بسبب الهدف المبكر الذي لم يبد انه لم يكن في حسابات الفرنسي صبري اللموشي، فاحتاج فريقه الى بعض الوقت لفهم ما جرى والعودة الى أجواء المباراة من جديد، ذلك ان السد استثمر ذاك الارتباك الذي اصاب صفوف الكتيبة وحاول ان يسجل هدفا آخر لعله يثقل كاهل المنافس، فحاول الهيدوس تسديد كرة نذير لكنها علت العارضة، في حين صد الحارس أحمد سفيان كرة خلفان من داخل المنطقة وأبعدها لركنية. اعتقدنا بعدها ان الفريق السداوي سيواصل على ذات النهج الذي بدأ به المباراة، بيد ان الأمور انقبلت رأسا على عقب، فعيال الذيب تراجعوا الى المناطق الخلفية لاحقا الأمر الذي استغله الجيش بالشكل الأمثل، ورويدا رويدا مع تواصل تراجع السد بدت افضلية عسكرية مطلقة تظهر على المجريات تخللها وابل من الفرص المهدرة امام مرمى سعد الشيب، كان بطلها وقاسمها المشترك دائما هو النجم البرازيلي رومارينيو الذي كان البادئ بالتهديد بعدما اطلق كرة اصابت اخشاب المرمى قبل ان تعود الى أرض الملعب، بيد ان صافرة الحكم أبطلت الهجمة بداعي مخالفة ضد المدافع المهدي علي ارتكبها عبدالقادر إلياس في الدقيقة 17، ثم عاد رومارينيو نفسه ليكسب خطأ نفذه لوكاس منديز لكن كرته مرت جانبية في الدقيقة 19، قبل ان يقدم النجم البرازيلي كرة من ذهب الى عبدالقادر إلياس جعلت هذا الأخير ينفرد بالحارس الشيب لكنه سدد بجسم الحارس في الدقيقة 21. رومارينيو كان أشبه بشعلة نشاط على ارض الميدان وكثيرا ما تلاعب بالدفاع السداوي الذي اضطر الى التعامل معه بنوع من الخشونة دون ان يحرك الحكم ساكنا ما اثار حفيظة اللاعب ومدربه صبري اللموشي الذي سجل الاعتراض لدى الحكم الرابع. البحث عن الهدف الثاني حاول الفريق السداوي في الشوط الثاني تكرار ما فعله في الشوط الأول من المباراة بلدغة ثانية لمرمى الجيش، إذ اندفع لاعبوه مع صافرة الحكم الى الهجوم، وكاد سيناريو هدف السبق ان يُعاد وبنفس الطريقة وعبر اللاعب ذاته، عندما وجد موريكي نفسه في مواجهة الحارس أحمد سفيان بتمريرة عميقة من الهيدوس هذه المرة، بيد ان موريكي لم يُحسن التصرف لتذهب كرته فوق العارضة. ولم يكن موريكي وحده من أهدر انفرادا، فجاء الدور هذه المرة على خلفان الذي وضعته تمريرة المتألق علي اسد في مواجهة سفيان، بيد ان خلفان لم يحسن توجيه الكرة التي مرت بجوار القائم، ورد الجيش على تلك الهجمة السداوية كان بتسديدة من مثناني كادت ان تفلت من يد الشيب وتصل الى عبدالقادر الياس، لكن الحارس تدارك الأمر. أحس اللموشي بأن اليس ارتكن للرقابة ولم يعد يتحرك بالشكل الأمثل، فعاجل بتبديله باللاعب محمد مونتاري في الدقيقة 60 وكاد هذا الأخير ان يسجل بعد رأسية من عرضية واجنر، لكن كرته اصابت الشباك الصغيرة الخارجية. تأمين الانتصار ظل الفريق السداوي مؤمنا بأن التقدم بالهدف الوحيد لن يكون كافيا لاتقاء شر عودة فريق الجيش خصوصا ان اللموشي مرر تعليماته للرباعي الهجومي بالتقدم للامام والضغط على الدفاعات السداوية، وإن كانت المسألة تنطوي على مغامرة كبيرة بالمساحات التي ستُترك في الخلف، ولعل هذا ما عمل عليه عيال الذيب الذين وضعوا مرمى احمد سفيان تحت وطأة التهديد بالهجومات السريعة التي بات علي اسد احد أفضل لاعبي السد يشارك بها بسرعته ومهارته، الى ان روى قصة الهدف الثاني عندما توغل متجاوزا اكثر من مدافع وعكس كرة صوب خلفان الذي سددها قوية صدها احمد سفيان لكنه وضعها امام موريكي غير المراقب ليعيدها الى الشباك هدفا في الدقيقة 76 اشعر الجماهير السداوية بأن المهمة أنجزت. لم يجد لاعبو الجيش بدا من اللعب بكل الأوراق من اجل استثمار ما تبقى من الوقت كي يعودوا الى المباراة، بيد ان الأمر تتطلب تذليل الفارق اولا، فاندفعوا نحو الامام وفق المقولة الشهيرة «الغريق لا يخشى البلل»، لكن الأمر كلفهم انكشافا شبه كامل لمناطقهم الخلفية، بدليل ان كل هجمة سداوية كانت تحدث الخطورة على مرمى الجيش، وكان بإمكان خلفان والهيدوس وعلي اسد ان ينهوا المباراة فعليا بالهدف الثالث، لكنهم اهدروا الفرص بطريقة سهلة، وبالمقابل حاول موريكي مرارا الى ان نجح بالفعل بتسجيل هدف ثالث بيد أن الحكم رفضه بداعي التسلل. أبى الفريق العسكري الا ان يترك بصمة في المباراة وفعل ذلك بالفعل عبر نجمه الأول رومارينيو الذي استقبل رأسية كسولا التي ابعد بها عرضية يوسف مفتاح وسددها كما جاءت لتملأ شباك سعد الشيب في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، بيد ان صافرة الحكم عاجلت الفريق العسكري معلنة فوز السد باللقب الخامس عشر.