مدرب الفريق قال إن المسؤولين لم يفاوضوه بعد ولن يقبل لاعبا لم يوافق عليه قال محمد أمين بنهاشم، مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم، إن تحقيق الصعود مع الفريق إلى القسم الأول سيبقى من أعز الذكريات والإنجازات التي سيدونها بمداد الفخر والاعتزاز في سجله الرياضي. وكشف بنهاشم ، في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي” أنه فكر في الاستقالة من تدريب اتحاد طنجة، بعدما تعرض للتشويش وتحريض اللاعبين على مغادرة الفريق، من مقربين كان من المفروض أن يدعموا فريق المدينة. واعتبر بنهاشم اللاعبين ”رجالا” لن ينسى تضحياتهم، في فترات عصيبة عاشها اتحاد طنجة في بداية الموسم، واستطاعوا بصبرهم تحقيق الهدف الذي تعاقد مع الفريق من أجله. وفي ما يلي نص الحوار: يعود اتحاد طنجة إلى القسم الأول تحت قيادتك، بعدما عشت في الموسم الماضي النزول مع جمعية سلا، ما تعليقك؟ هناك فرق في الإحساس. إحساس بالفرحة طبعا، وأنت تحقق الصعود هذا الموسم مع اتحاد طنجة، وإحساس بالإحباط وأنت تنزل إلى القسم الثاني مع جمعية سلا. لكن على مستوى المحيط والعمل والاشتغال تبقى الأمور في نسق واحد لا يتغير. فسواء عندما تكون في المركز الأخير، أو تتزعم البطولة تكون معرضا دائما للضغوطات والمشاكل وأشياء كثيرة تؤثر على العمل بدون شك. وماذا عن الموسم الماضي؟ كان موسما شاقا مع جمعية سلا. التحقت بالفريق وسط الموسم، لم أكن مسؤولا عن الانتدابات، ولم أسهر على تحضيرات بداية الموسم. كانت الأمور صعبة للغاية، لكنني حاولت أن أساهم في الحفاظ على مكانة الفريق بالقسم الأول، حتى الدورة الأخيرة. للأسف لم نتمكن من تحقيق ذلك. وكان هناك اعتراف من المكتب المسير للفريق السلاوي وجمهوره بالعمل الذي قمت به، وهي شهادة أعتز بها. هذا الموسم مع اتحاد طنجة يبقى استثنائيا بالنسبة إلى مساري مدربا، لأنني توجت بأول وأحسن لقب كنت أحلم به، وهو رسم الفرحة على جماهير اتحاد طنجة، ويصعب التعبير عن الإحساس، وأنت تساهم في إسعاد الجمهور الطنجاوي. بالنسبة إلي سيبقى أفضل لقب سأحتفظ به في ذاكرتي. ماذا يعني لك الحصول على ديبلوم درجة «ألف» الذي حصلت عليه أخيرا؟ كنا نعاني مشكلة عدم التوفر على ديبلوم درجة «ألف». والحمد لله أن سنة 2015 دخلت علي بالسعد والخير. فموازاة مع إنجاز الصعود، حصلت على ديبلوم الدرجة «ألف» الذي يخول لي الاشتغال في أعلى المستويات. توفقتم في تحقيق إنجاز الصعود مع لاعبين مغمورين، في غياب نجوم بالفريق، كيف تفسر سر هذا النجاح؟ قبل أن أنطلق في عملي مع اتحاد طنجة، قمت بتشريح للوضعية التي عاشها الفريق على مدى سبع سنوات الماضية. سيما أنني دربت الفريق في سنة من تلك السنوات. وقفت على ضرورة تغيير طريقة لعب اتحاد طنجة، وتغيير طريقة ومعايير الانتدابات. الفريق كان يعتمد في انتداباته إما على أسماء قوية لها تجربة بالقسم الأول، أو لاعبين شباب على سبيل الإعارة من أندية كبيرة. وطريقة اللعب كانت تعتمد على الفرجة وتسجيل الأهداف. ووقفت على أن هذه الطرق المعتمدة لم تعط أهدافها طيلة سبع سنوات، لذا وجب التغيير. وهذا ما حصل. على مستوى الانتدابات قمت بجلب لاعبين أكثر واقعية، وهذا موجود في اللاعب المغمور الذي يمكنك الاعتماد عليه لتحقيق النتيجة المرجوة. تركنا الفرجة جانبا، اعتمدنا على طريقة دفاعية صرفة، حتى داخل ميداننا كنت أعتمد النهج الدفاعي أكثر، والاعتماد على المرتدات والكرات الثابتة. وكانت في نظري الطريقة الأنجع لتحقيق الصعود. أظن أننا منذ الدورة 15 تبين لي أن الصعود تحقق، حسابيا كنا على بعد 14 أو 15 نقطة، وكانت تبدو لي سهلة المنال، وهذا ما تحقق. عاش الفريق بداية صعبة بسبب مشاكل داخل المكتب المسير، كيف تعاملت مع هذه الأزمة حتى استطعت إبعاد اللاعبين عن هذه المشاكل، والحفاظ على الاستقرار في تركيبة الفريق؟ من هذا المنطلق تحدثت لك عن المعايير التي اعتمدتها لاختيار لاعبين بواقعية، ورجال قاوموا مشاكل كبيرة وأزمات مالية، وحافظوا على الانضباط، وواصلوا عملهم دون أن يتأثروا بذلك. اخترت لاعبين يتميزون بقوة الشخصية، وتحمل الضغوطات. بداية الموسم كانت صعبة، الرئيس قدم استقالته، ولم يبق بجانبي سوى الجمهور. وللمناسبة أشكر جميع اللاعبين على هذه التضحيات. أهدرتم العديد من النقاط في مباريات داخل ملعبكم في بداية الموسم، بينما كانت نتائجكم خارج ملعبكم أفضل، كيف تفسر ذلك؟ قبل أن نبدأ الموسم، وضعت إستراتيجية من أولوياتها جمع أكبر عدد من النقاط، بغض النظر أن يكون ذلك داخل الميدان أو خارجه. كنت أعتمد نظام اللعب نفسه. يوم فكرنا في تغيير طريقة اللعب في مباراة شباب المسيرة استقبلت شباكنا هدفين بطنجة. فعدت للاعتماد على طريقتي الدفاعية التي تؤمن الدفاع، لا أبحث عن الفرجة حتى داخل الميدان، بقدر ما أبحث عن تسجيل هدف يمنحني ثلاث نقط. خارج الميدان كانت الأمور أسهل. الفريق المنافس يبادر للتسجيل، يترك لنا مساحات تتيح لنا تنفيذ المرتدات. داخل ميداننا نجد الفرق المنافسة تتكتل في الوراء، ولا تمنحنا فرص القيام بالمرتدات. ما كان يخلق لنا صعوبة في الفوز داخل الميدان. هددت بالاستقالة في لحظة كان فريقك في الريادة. ما هي الأسباب ولماذا هذا التصرف في تلك اللحظة بالذات؟ لأنني كنت أرى أنه من الصعب دخول مرحلة الإياب والفريق يحارب وغير محمي ويعيش تشويشا. وهذه أمور لست وحدي من يتحدث عنها. الجميع يعلم بهذا بما فيه الجمهور. وحتى على الصعيد الوطني، الجميع يعلم أن اتحاد طنجة عاش مشاكل وأزمات على مدار سبع سنوات. الفريق ارتبط خلال هذه المدة مع أكثر من 20 مدربا وأكثر من 240 لاعبا، وفشل بسبب التشويش والمشاكل. والفرق هذه السنة أنني تجرأت للحديث عن هذه المشاكل وصرحت بها، وهذا ما عجز الآخرون عن فعله. لأنني كنت أخاف عن هدم ما بنيناه بمجهودات كبيرة، من أجل بلوغ الهدف الذي حققناه، بعدما كان البعض يحاول عرقلة هذه المجهودات وتحقيق هدف الصعود. والفضل يعود إلى الجمهور والمكتب المسير، وبعض الصحافيين النزهاء الذين ساهموا في حماية الفريق، وفسحوا لي المجال لإتمام مسيرتي إلى أن حققت الهدف. انخرطت في فصيل «هيركوليس»، وهذا أمر نادرا ما يحدث بين مدرب وجمهور. البعض اعتبر المبادرة وسيلة لكسب عطف الجمهور وتوفير الحماية لنفسك، ما هو ردك؟ كل مدرب في العالم تحميه النتائج. صحيح أن احتراما فريدا يسود بيني وبين الجمهور، لكن إذا لم تكن هناك نتائج سأكون دون شك مطالبا بالرحيل، وربما بلباقة في ظل الاحترام الذي يجمعنا. لكن أن يحميني هذا الجمهور في غياب النتائج، فهذا أمر غير مقبول. تربطني علاقة ود واحترام بالجمهور الطنجاوي، أحترمه كثيرا، لأنه ربما الوحيد الذي ضحى مع فريقه في اللحظات العصيبة، وفي الأزمات. الجمهور الذي كان يملأ مدرجات الملعب بأكثر من 30 ألف متفرج لتشجيع فريق كان ينافس من أجل عدم النزول إلى الهواة. لهذا أقدر هذا الجمهور وأحترمه لأنه يستحق هذا الاحترام. وهذا ما دفعني للانخراط في فصيل «إلترا هيركوليس». خلال الانتقالات الشتوية لم تقم بانتدابات كبيرة، هل يعني أنك كنت مقتنعا بالتركيبة التي يتوفر عليها الفريق، أم أن المشكل المادي لم يسمح للفريق بانتداب أكثر من ذلك؟ ختمنا مرحلة الذهاب برصيد 36 نقطة. كانت تفصلنا 14 نقطة لبلوغ 50 نقطة التي تسمح لنا بالصعود. وكنت واثقا من أن التركيبة التي كنت أتوفر عليها باستطاعتها جمع 14 نقطة من المباريات المتبقية. لهذا قررت عدم جلب أكثر من لاعبين، للحفاظ على الاستقرار الذي يعيشه الفريق والتركيبة التي انطلقت بها. سيما أنه حتى مستقبلي مع الفريق كان غامضا بخصوص الاستمرار مع الفريق أو عدمه. لذا انتدبت لاعبين فقط، حسب الخصاص الذي كنا نعانيه، وأعطوا إضافة إلى الفريق. وهذا كان قراري الشخصي في حجم الانتدابات الشتوية. حين كان الجميع يعلم أن اتحاد طنجة أكبر مرشح للصعود، كنت ترفض ذلك وتصرح أن فريقك بعيد عن ذلك. هل كان مجرد تمويه لتبعد اللاعبين عن الضغط، أم كنت تنظر لأشياء أخرى كانت خفية؟ إذا عدت للتصريحات الرسمية بخصوص مصير اتحاد طنجة وطموحاته في البطولة طيلة سبع سنوات الماضية، تجد الجميع يصرح في بداية كل موسم بأنه سينافس على الصعود، فيحدث العكس. لذا قررت هذا الموسم أن أبعد الفريق عن الضغط، بالحديث عن طموح ضمان مقعد للفريق بالقسم الثاني، ثم نرى ما سيحدث بعد ذلك. هكذا نحرر حتى اللاعبين من الضغط. والحمد لله أن الطريقة أعطت أكلها. كيف تعاملت مع اتهام زميلك يوسف المريني لفريقك بشراء الحكام؟ تلك التصريحات تخص المريني. من جانبي أظن أن المريني ربما كان في حالة غضب حتى تلفظ بذلك. ولا أعتقد أنه سيشكك في نزاهتي، ولا في نزاهة فريق اتحاد طنجة، أكيد أن النرفزة دفعته إلى الحديث بذلك الأسلوب. هل ستستمر مع اتحاد طنجة في الموسم المقبل؟ لدي مشروع جاهز وواضح كي أستمر مع الفريق، فلحد الساعة لم يجالسني المكتب المسير. ويوم يجتمع المكتب معي ويفاوضني، كما قلت، فإنني جاهز بمشروع واضح، وأظن أن أي مدرب يمكنه أن يضحي حتى إن كانت هناك مشاكل مالية، سيما من أجل إسعاد الجمهور الطنجاوي الذي يستحق فريقا كبيرا بالقسم الأول. هل ترى التركيبة الحالية قادرة على مقارعة أندية القسم الأول في ظل الحديث عن شروع المكتب في انتداب لاعبين جدد؟ لم يكن هناك أي تصريح رسمي من المكتب المسير بخصوص قيامه بانتدابات تحضيرا للموسم المقبل. فقط كانت أخبار تأتي من الشارع وعبر بعض وسائل الإعلام. لكن كان لذلك تأثير على نفسية اللاعبين الحاليين، وهم في مراحل البحث عن ضمان الصعود مع الفريق. وهم لاعبون محترفون يشتغلون مع الفريق بموجب عقود، ومن حقهم كسب الاحترام والتقدير على المجهود الذي بذلوه، بدل التشويش عليهم بتلك الأخبار المستفزة. لا أرى عيبا في انتداب لاعبين جدد، لكن يجب اختيار الظرف المناسب للحديث عن ذلك. وطرحت حتى أسماء بعض المدربين، ومن الأليق على الأقل احترام الأشخاص الذين يشتغلون في الظرف الراهن. هل يعني هذا أنه لم يكن للمكتب المسير الحق في التعجيل بالانتدابات؟ نرى فرقا في البطولة الاحترافية تحرز اللقب وتنتدب لاعبين في الموسم الموالي، فما بالك بفريق صاعد من القسم الثاني. نحن في حاجة إلى انتداب لاعبين، لكن ذلك يتطلب التريث وتحكيم العقل. بالنسبة إلي إذا كنت سأستمر مع الفريق فلن أسمح لأي لاعب بدخول اتحاد طنجة دون استشارتي وموافقتي. هذا هو شرطي الأول والأساسي. لأنني حين منحني المكتب الصلاحية في الانتدابات، جلبت لاعبين أعطوا نتائج. أنا الأقرب من الفريق ومن اللاعبين. أعرف إمكانيات كل لاعب، وما هو مطلوب مني، والطريقة التي يمكنني نهجها في اللعب. إذا فأنا المسؤول عن الانتدابات، مثلما كنت في بداية الموسم الجاري. هل تشعر أن محيط الفريق جاهز للقسم الأول؟ أنا أتساءل لماذا يوجد أناس فقدوا ثقتهم في الفريق؟. أنصح هؤلاء بأن يثقوا في فريقهم. فعلى الجميع أن يتجند ويساند الفريق ليحقق نتائج إيجابية، ويصبح من الفرق الكبرى، حتى ينافس على الألقاب. أجرى الحوار: محمد السعيدي (طنجة) في سطور: الاسم الكامل: محمد أمين بنهاشم تاريخ الميلاد: 20 يونيو 1975 الحالة الاجتماعية: عازب حاصل على ديبلوم درجة «ألف» في التدريب درب شباب هوارة والرشاد البرنوصي ووداد فاس واتحاد أيت ملول وجمعية سلا واتحاد طنجة بورتري: بنهاشم... عازف الكمان كان من الممكن أن نرى يوما ما أمين بنهاشم قائدا لفرقة موسيقية وهو يعزف على آلة الكمان. الرجل يعزف جيدا، لأنه درس الموسيقى وتخرج من المعهد الموسيقي بالدار البيضاء بعدما حصل على شهادة. لكن اهتمامه بكرة القدم غير مسار حياته. لم يفكر بنهاشم يوما في أن يحترف الفن عبر الانخراط في فرقة موسيقية، لكنه عشق الموسيقى باعتبارها وسيلة للتعبير عن مكنونات النفس وأداة من أدوات التربية النفسية والاجتماعية، وتعزيز أواصر التقارب بين الناس، وتهذيب النفس والسلوك. وحسب بنهاشم، فالموسيقى تغرس في النفوس تنمية القدرات الشخصية من حيث التدريب على الاستقلالية والقدرة على مواجهة الغير. ولها دور كبير في تنظيم عملية التوافق العصبي والعضلي. ولهذا لم يتخل بنهاشم عن كمانه ويعتبره أنيسا له، إذ يقول «لم أفكر يوما في احتراف الموسيقى. لكن الكمان يظل أنيسي الذي ألجأ إليه في خلوتي مع الذات، سيما في لحظات الغضب. وكما تعلمون فميدان الكرة صعب، ويعرضك للتوتر والنرفزة. لهذا أجد ضالتي في آلة الكمان التي أستعيد بها الهدوء. كما أهتم برياضة التنس التي أجد فيها ضالتي كذلك».