- كوورة بريس لاشك أن المباراة التي جمعت بين الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف الجزائري برسم الدور ما قبل المجموعات من منافسة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم قد حبست الأنفاس بين صفوف العاشقين من البلدين القريبين ، مباراة بين وصيف بطل العالم للأندية لسنة 2013 وبطل إفريقيا لسنة 2014 هي على الورق قوية فما بالك بحقيقتها وحقيقة جمهور المارد الرجاوي . مركب محمد الخامس بكازا عرف حضورا جماهيريا معهودا من لدن عاشقي العالمي الرجاء ، حضور توج بتيفوهات (الكورفا سود )العالمية والشعارات الرجاوية الاستنائية ، هي أجواء يتمناها أي فريق عالمي، أن تمتلك مثل جمهور الرجاء فآنت فعلا الفريق الذي وجب عليه أن يقدم الأجمل فالأجمل العام تلو الأخر والشهر كالأخر دون ملل وتعب أو إخفاق وفشل. تعادل الرجاء أمام سطيف بهدفين لمثلهما هي نتيجة عادية وحتمية لحجم سطيف وقيمته ولتواضع الرجاء حاليا وتدني مستوى المجموعة ككل ، التخلي عن معظم اللاعبين المتميزين جعل الرجاء تائها بين حقيقة الفريق وبنيته وحجم طموحاته وانتظارات محبيه حيث سارت النتائج كما لا يشتهي ويخطط البودريقة . التدبير العشوائي لسيد بودريقة جر الرجاء إلى الاستقرار بتركيبة بشرية عادية جدا . ومدرب لا يحسن فن التعامل مع اللقاءات القوية، واختيارات تكاد تكون كارثية . فالفريق بعد خروجه من منافسات كأس العالم للأندية كان يعرف فترة انتعاشة جذابة ، وأصبح اسم الرجاء رنانا بين مختلف متتبعي الكرة من عرب وأفارقة وأسيويين وأوربيين ، كان المتولي والكروشي والراقي وآخرون يلفتون الأنظار ..... وانتعش مع ذلك صندوق العائدات والمداخيل ، وانضاف إلى الأخير عائد بيع كل من متولي وبنلمعلم والراقي ...إذن هي مداخيل تتيح فرصة إعادة خلط الوصفة وإخراج منتوج وكوكبة بمواصفات محترمة لا كالذي نراه سيدي بودريقة . جمهور الرجاء جاء متحمسا وكله شوق وحنين لأيام رسم فيها الأخضر المارد والنسر الجارح لوحات تكاد تكون أسطورية ، لكن واقع الميدان وواقع الرجاء وواقع الخصم سطيف كان على عكس ما تمناه عشاق الخضرا ، واقعية لعب الفريق الجزائري، جاهز يته، قراءته للعب في إفريقيا، أسلوبه وتركيبة لاعبيه، قامتهم، طريقة مداعبة الكرة وإدخالها للشباك كلها مؤشرات توحي بان الرجاء لم يكن مستعدا بشكل كافي لمقارعة بطل إفريقيا . قلة خبرة الرجاء في السنين الأخيرة على مستوى إفريقيا وتمكن سطيف من عنصر المباغتة واللعب الهادئ ميزات حسمت تعادل الرجاء على ملعبه، وأعطت الفريق الجزائري حظوظا أوفر للمرور لدور القادم . الترات الرجاء ومع مرور الوقت وكثرة الأخطاء وتدني مستوى بعض اللاعبين والاختيارات الخاطئة للمدرب روماو أصبحت تصيح وتصب كامل غضبها وتعاتب اللاعبين على هذا النوع من الأداء . فالرجاء فريق عالمي وجمهور الرجاء جمهور تجاوز العالمية وله كامل الحق في أن يعاتب ويحكم ويعلق وينادي برحيل من شاء ، انه الرئيس والمسير والمدرب انه اللاعب والحارس لعرين الخضر منذ زمان يابودريقة . مباراة الرجاء وسطيف هي مباراة قبلا وبعدا للكرة وليست للعراك السياسي والحسابات الضيقة بين مشجعي الفريقين من الشقيقين ، نحن في حاجة إلى لحمة في الميدان كي نبرهن ونقدم بأن المغرب والجزائر هم إخوة فقط تلك القضايا ذات البعد السياسي الدبلوماسي تزرع البغضاء بين أفراد الشعبين . فالرياضة روح من الأخلاق، والممارسة الرياضية تقتضي الالتزام ببعدها الأخلاقي ، سواء من لدن اللاعبين أو الجمهور أو المسيرين .....