أصدرت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي بضغط من رئيسها الكاميروني عيسى حياتو عقوبات قاسية في حق المغرب وتونس، على خلفية رفض الأول تنظيم النهائيات في موعدها بسبب وباء إيبولا والثاني لاتهامه الرئيس بالرشوة والفساد بعد إقصاء نسور قرطاج من ربع النهائي أمام غينيا الاستوائية بفضيحة من حكم اللقاء. وكانت المفاجأة أن الأعضاء العرب في اللجنة التنفيذية وقفوا إلى جانب الرئيس بدل مساندة الدول العربية في صراعها مع الاتحاد الأفريقي الذي يشهد الجميع بتفشي الفساد داخله وسيطرة عيسى حياتو على دهاليزه بشكل كبير، وهو ما يفرض على تونس والمغرب المعاقبان التفكير في خطة للإنتقام من عيسى حياتو وفرض إلغاء العقوبات. ولا يمكن الاعتماد على الأعضاء العرب داخل اللجنة التنفيذية في ظل مساندتهم لرئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو ضمانا لمصالحكم الشخصية وظهر جليا من خلال العقوبات القاسية على المغرب عبر حرمانه من المشاركة في دورتين وتغريمه ل10 ملايين دولار، كما أن توقيف رئيس الاتحاد التونسي ومطالبته بتقديم اعتذار للرئيس مبالغ فيه، لأن الجميع كان شاهدا على مهزلة لقاء ربع النهائي أمام غينيا الاستوائية. ويحتاج العرب للقيام بعدة خطوات لتجاوز الوضع الحالي أبرزها: بالنسبة للمغرب يملك المغرب عدة إجراءات لإجبار عيسى حياتو على التراجع عن العقوبات المفروضة وسيبدأنها بتطبيق القانون عبر استئناف القرار ثم اللجوء لمحكمة التحكيم الدولية في الخطوة الأخيرة، وستكون العقوبات لو طبقت في آخر المطاف نهاية العلاقة بين المغرب والاتحاد الأفريقي على المستوى البعيد خصوصا على صعيد تنظيم اللقاءات الأفريقية وربما التفكير في الانتماء للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في المستقبل. بالنسبة لتونس تبدو الأمور سهلة بالنسبة للاتحاد التونسي المطالب فقط بتقديم اعتذار للرئيس لإلغاء العقوبة، لكن الاتحاد التونسي ينظر للأمر بشكل مختلف ولازال مُصرا على كون الإقصاء كان عملا مدبرا وقد يتراجع عيسى حياتو في المستقبل ويصدر عفوا على رئيس الاتحاد التونسي. بالنسبة للعرب تحتاج الاتحادات العربية للتكتل في مواجهة هيمنة عيسى حياتو على الاتحاد الأفريقي والدفاع عن مصالحها بشكل مجتمع ومساندة المغرب وتونس في محنتهما الحالية، ويمكنهم القيام بعدة خطوات من قبيل رفض تنظيم البطولات واللقاءات الأفريقية في كل الفئات وعلى جميع الأصعدة، وتقوية الحضور العربي في أجهزة الاتحاد الأفريقي عبر التواجد بكثافة في اللجان والهيئة التنفيذية. كما يحتاج العرب لمنافسة الكاميروني في المستقبل وإزاحته من الرئاسة لأنهم يتوفرون على الإمكانيات الضرورية للقيام بذلك عبر الإعلام والدعم المادي للاتحادات الضعيفة والعلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والدول الأفريقية.